أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:38 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • "عبدالرحمن النويرة" بائع البنّ في السجن

    هند الإرياني




    في كثير من الأحيان عندما أشعر بحنين إلى اليمن أشاهد فيديوهات لأشخاص لا يتحدّثون عن السياسة، وإنّما عن اليمن التي أحبّ والقهوة والطبيعة، ومن هذه الفيديوهات كنت أشاهد "عبدالرحمن النويرة" وهو يروّج لطبيعة اليمن وللبنّ الذي يبيعه، إلا أن فيديوهاته اختفت، وعرفت الخبر المؤلم بأنّ الحوثيّين اعتقلوه.

    "عبدالرحمن النويرة" يتابعه على الفيسبوك أكثر من مئة ألف متابع. تتنوّع الفيديوهات التي ينشرها بين فيديوهات تمثيليّة مضحكة، وفيديوهات له مع طفله، وأخرى للطبيعة في اليمن وهو يتسلق الجبال الخضراء ويركض تحت المطر وإعلانات عن مشروعه لبيع البنّ. فيديوهات تبعث البهجة في بلد يصعب فيها إيجاد ما يبعث البهجة.

    حاولت أن أجد شيئًا خطيرًا في صفحته فلم أجد، وجدته قليل الحديث عن السياسة، فقط منشوران أو ثلاثة ينتقد فيها أحد القيادات الحوثيّة، وآخر انتقد الوضع، ولكنّه لم يهاجم بشكل عدائيّ أو يحرّض. فقط منشوران وأصبح "النويرة" بائع البنّ خلف القضبان، ولا أحد يعرف إلى متى سيستمرّ وجوده في الحبس.

    "عبدالرحمن النويرة" لديه الكثير من المحبين الذين يعرفونه كشخص مسالم محبّ، وهناك من شاركنا عن العائلات التي يساعدها "النويرة" في ظل الأوضاع الماديّة الصعبة على الغالبيّة. عرفنا "النويرة" كشخص يحبّ المزاح والغناء أحيانًا، حبّه لليمن واضح في كلّ فيديوهاته. يزور مناطق في اليمن يعرّفنا فيها عن الزراعة والفواكه اللذيذة التي ما زالت هذه الأرض الطيّبة تمنحها لأهلها.

    لقد اختار هذا الشخص أن يعيش في اليمن رغم أنه قادر على تركها، والرحيل لدولة أخرى يعيش فيها بأمان مع عائلته، اختار بلده ظنًّا منه أنّ الأمور قد تتحسّن، كان لديه أمل، وكان يشاركنا هذا الأمل في فيديوهاته، وكان يعتقد أنّ هناك مساحة ولو صغيرة للانتقاد.

    أراد أن يقول ما يرضي ضميره، ولكنّه وجد نفسه خلف القضبان. هناك مناشدات كثيرة لخروج "النويرة" من أشخاص يتأمّلون أنّ هناك من سيسمع المناشدات، ويخرج "النويرة" من سجنه، فبالتأكيد هناك الكثير مثلي يريدون أن يروا اليمن عبر عدسة "عبدالرحمن النويرة". يمن البنّ والطبيعة الجميلة، يمن الفنّ وحبّ الحياة بعيدًا عن الحروب والأحقاد.

    "مونت كارلو"

المزيد من مقالات (هند الإرياني)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال