انتقلت قيادة أمن مديرية مدينة المكلا صباح أمس بحضور العقيد عمر أحمد بامشموس مدير أمن المديرية الى مسرح جريمة سرقة كمية من الذهب بقيمة مليون ريال من محل مجوهرات بحي السلام بحضور جمع غفير من المواطنين الذين تجمعوا عند وصول سيارة الأمن وفيها المتهم (ز.أ.ب) 35 عاما، مقيدا وسط حراسة أمنية مشددة وذلك لعمل محضر اختبار وإعادة تمثيل الجريمة لغرض التأكد من الوسائل المستخدمة من قبل المتهم في سرقة المجوهرات لمطابقتها مع أقواله.

وقد سمحت قيادة أمن مديرية مدينة المكلا بحضور «الأيام» بإعادة تمثيل المتهم تنفيذ جريمته وقد التقطت عدسة «الأيام» عند قيام المتهم بحفر الحفرة التي خرج منها للمحل بمقاس 40سم*40سم وهي لا تتناسب مع حجم جسمه وقد أثيرت شكوك لدى أمن المديرية أثناء التحقيق مع المتهم باحتمال فرضية مساعدة شخص آخر للجاني (ز.أ.ب) وقد تأكد لقيادة أمن المديرية دلالة قاطعة عند استخدام المتهم آلة (الدنكراس) بمسرح الجريمة في إحداث توسعة لعودين (بورتي) متقابلين سهلت خروجه لمحل المجوهرات بأنه لم يشرك معه أحداً. وقد تبين أثناء إعادة تمثيل الجريمة اختيار المتهم موقعا عند عتبة باب الغرفة التي حفر فيها بعد اختباره لمساحة الغرفة كاملة وتأكد له من خلال فحصه أن هذا الموقع من الغرفة من السهل الحفر فيه مستخدما آلة (الديسمس) دون استخدام معول للتكسير، وعند حفر الحفرة مثل المتهم كيفية خروجه بخلع قميصه وفوطته وبقي على ملابسه الداخلية ليسهل عليه عملية الدخول للمحل.

وقد أوضح المتهم بحضور فريق أمني من مديرية أمن المكلا مكون من المقدم جمال صالح بن عبدون رئيس وحدة التحقيقات والمقدم حسين صالح العلي رئيس البحث الجنائي والرائد محمد أحمد البريدي رئيس التحريات وضابط التحقيق أحمد علي بارعيدة، أوضح عند الانتقال لمحل المجوهرات كيفية خروجه للمحل حيث تم فصل سقف ديكور عن سقف المحل بمسافة نصف قامة المتهم (ز.أ.ب) وشرح للفريق الأمني كيفية انحنائه وزحفه منبطحا مسافة مترين حتى وصل إلى باب داخلي في المحل وأوضح كيفية سرقة المجوهرات دون المساس بالمجوهرات الأخرى الموجودة بالمحل وعند انتهاء تمثيل المتهم الجريمة أعيد لسجن المديرية لاستكمال الملف الجنائي قبل ترحيله للنيابة.

وقد كشف أحد العاملين في محل المجوهرات عند رؤيته للمتهم (ز.أ.ب) في مسرح الجريمة بأنه تردد عليه مرتين قبل شهرين ودخل إلى المحل يسأل عن قيمة بعض المجوهرات، وعند سؤالنا لرئيس التحقيقات المقدم جمال بن عون فيما إذا كان المتهم قام بالتحضير لارتكاب الجريمة بهذه الدقة في وقت مبكر قال: «طبعا المتهم بعد تردده مرتين على المحل فإنه فكر بدراسة سقف المحل المزين بديكور من الألومنيوم مدعوم بالخشب وقد دل ذلك اختياره اختياره موقعاً جانبياً من الغرفة التي خرج منها وعمل حفرة فيها لم يتعدَّ نصف ساعة وكذلك اختياره الوقت المناسب لارتكاب السرقة صباح يوم الجمعة، كل تلك العوامل تؤكد أنه فكر وخطط ونفذ بعد دراسة محل المجوهرات من كافة الجوانب».

وقال لـ «الأيام» العقيد عمر أحمد بامشموس مدير أمن المديرية بأن إعادة تمثيل الجريمة هي مسألة وقائية وتربوية في الوقت نفسه لعدم تكرارها لكل من تسول له نفسه في الاستيلاء على حقوق الغير بطريقة غير شرعية وغير أخلاقية في المجتمع وقد اتضحت الرؤية لدينا بعد استخدام الوسائل من قبل المتهم في عملية الحفر بأنه هو الجاني الوحيد ولم يشرك معه أحدا في ارتكاب الجريمة».

وعلمت «الأيام» أن عدة قضايا سابقة مقيدة ضد مجهول ارتكبت في وقت سابق من العام الجاري تحمل الأسلوب نفسه الذي استخدم في جريمة سرقة الذهب من محل المجوهرات وسوف يتم مطابقة البصمات للكشف عنها.

وعند سؤال «الأيام» لرئيس فريق التحقيقات المقدم جمال بن عون فيما إذا لم يترك المتهم مفكرته في محل المجوهرات هل سيتم العثور على المتهم أم سوف تقيد ضد مجهول أجاب قائلا :«لقد وجدنا مفكرة المتهم تحت التراب من عملية الحفر في داخل المحل .. وقد ورد اسم المتهم أثناء أخذ أقوال إدارة رعاية الأيتام من يتردد عليهم من غير العاملين فقد ذكر اسم المتهم مع آخرين وهذه الإفادات دلت فريق التحقيق مع العثور على مفكرته في الكشف عن هويته في أقل من 24 ساعة».

يذكر أن المتهم (ز.أ.ب) يتقاضى راتبا شهريا من إدارته الحكومية 27 ألف ريال ومن عمله كمندوب مبيعات من شركة خاصة بعد الظهر 22 ألف ريال، ومن شراكة في بوفيه 13 ألف ريال.