في حدث فلكي نادر لم يحدث منذ العام 1990، يمكن رؤية كوكب عطارد وكوكب الزهرة و كوكب زحل بالعين المجردة بسهولة في جهة الغرب بعد غروب الشمس، و تكمن ندرة الحدث في أن جميع هذه الكواكب ستكون قريبة جدا من بعضها البعض كما يرى ظاهريا من الأرض، فعلى نقيض ما يظن الكثيرون، فإن معظم كواكب المجموعة الشمسية أجرام لامعة يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة و لا نحتاج لمنظار أو مرقب لرؤيتها، فعلى سبيل المثال فإن كوكب الزهرة هو ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس و القمر، بل وإنه يلقي ظلا للأشياء في الليالي حالكة الظلمة، ولقد رأى الكثير منا هذه الكواكب دون معرفته أنه يرى كوكبا، فالبعض يظن كوكب الزهرة قمرا صناعيا نظرا لتألقه الباهر الذي يميزه عن بقية الأجرام السماوية الأخرى.

ستتحرك هذه الكواكب الثلاثة مقتربة من بعضها البعض ليبدأ العرض الحقيقي اليوم الخميس 23 يونيو، فإذا نظرت بعينك المجردة إلى جهة الغرب (حيث غربت الشمس) قليلا فوق الأفق بعد 30-45 دقيقة من غروب الشمس، سترى جرما لامعا جدا، إنه كوكب الزهرة و هو يتوسط عطارد و زحل كما يرى ظاهريا من الأرض في هذا اليوم، فيقع كوكب عطارد على بعد درجة واحدة فقط أدنى يمين الزهرة، في حين يقع كوكب زحل على بعد درجتان ونصف أعلى يسار كوكب الزهرة، و بمرور الوقت ستقترب هذه الكواكب أكثر من بعضها البعض، فإذا نظرت يوم الجمعة 24 يونيو إلى نفس المكان في نفس الوقت ستلاحظ أن الكواكب الثلاثة أصبحت أقرب إلى بعضها البعض، فالمسافة بين عطارد و الزهرة أصبحت 0.8 درجة، و بين زحل و الزهرة 1.7 درجة، فالكواكب الثلاثة تقع في دائرة قطرها 2.5 درجة فقط! أما يوم السبت 25 يونيو فهو يوم الحدث الحقيقي، فالكواكب الثلاثة أصبحت تقع ضمن دائرة قطرها 1.5 درجة فقط! فالمسافة بين الزهرة وعطارد أصبحت 0.5 درجة، و بين عطارد و زحل 1.5 درجة، و بين زحل و الزهرة 1.25 درجة. و تشير الحسابات الفلكية أن هذا التجمع هو أفضل تجمع لثلاثة كواكب لامعة حتى العام 2030م! و على الرغم من أن زحل سيبدأ بالابتعاد عن هذه التجمع بعد ذلك، إلا أن المسافة بين عطارد والزهرة ستستمر بالنقصان لتبلغ أقل ما يمكن يوم الاثنين 27 يونيو، حيث ستكون المسافة بين الكوكبين 0.1 درجة فقط.

عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء و الفلك وعضو الجمعية الفلكية الاردنية