المقطع الأول .. قبل ايام قليلة من رحيله المفاجئ كان لي لقاء بالكابتن عبدالله عبده علي في مكانه الخاص والمميز بملعب الشهيد الحبيشي بكريتر، ولم يدر بخلدي أنه سيكون لقائي الأخير به، وتجاذبنا أطراف الحديث كالعادة حول اخبار الرياضة ومفارقاتها العجيبة، فلقد حرص الفقيد الغالي ورغم معاناته الواضحة من ألم المرض في الآونة الاخيرة على الحضور بشكل شبه يومي إلى الملعب لمتابعة وقائع وأحداث مباريات كرة القدم لمختلف الفئات العمرية، وقد تحول المكان الخاص بالفقيد إلى مزار وموقع التقاء الرياضيين (قيادات وقواعد ولاعبين) كانوا يلتفون حوله لتبادل الاحاديث والاستماع الى نصائحه القيمة وتوجيهاته الصائبة التي كان لا يبخل بها على أي رياضي، فالفقيد العزيز كان على تواصل دائم مع الرياضيين والأحداث الرياضية المتعددة وقد شاهدته ذات مرة يحرص الحرص كله على تجسيد وفائه الكبير وذلك من خلال المشاركة الايجابية والقريبة ومتابعة البطولة الأولى لسباق الضاحية التي أقيمت إحياء للذكرى الأولى لرحيل فقيد الرياضة وألعاب القوى محمد صالح عولقي، وكانت مشاركته هذه موضع إعجاب وتقدير واستحسان الرياضيين وقدم من خلالها درساً بليغاً في الوفاء والعرفان بالجميل، والغريب حقا أن الفقيد الكبير الكابتن عبدالله عبده علي ظل طوال معاناته مع المرض لم يقدم له أحد لا وزارة الشباب والرياضة ولا الاتحاد اليمني لكرة القدم أي دعم أو مساعدة، لأن الفقيد كان عفيف اليد واللسان فلم يستجدِ العون من أحد.. هكذا عرفناه رحمه الله امتدادا طيبا لأسرة العزة والمنعة وعفة النفس واليد.

المقطع الثاني
من أسرة عريقة أصيلة عدنية رياضية انحدر وانتمى، فوالده الراحل الكبير هو الرياضي اليمني الأول الاستاذ عبده علي أحمد صاحب المواقف الرياضية الإيجابية والبصمات الناصعة على اجمالي مسار الرياضة اليمنية، وأشقاؤه رياضيون من الطراز الأول أثروا كثيراً مسيرة الرياضة اليمنية أكان على مستويات الفرق والملاعب أو الألعاب الرياضية المختلفة، حيث قدموا العطاء الرياضي الجزيل والمبدع ومن مختلف المواقع الرياضية والادارية في مختلف الاطر الرياضية (اتحادات وأندية)، وأسهموا بوتائر عالية في التحقيق الامثل للتطور المنشود للرياضة اليمنية، وشكلوا علامات فارقة في إجمالي المشوار الرياضي اليمني.

المقطع الثالث
هو الرياضي المتجدد الذي قدم الإبداع في شتى صنوف العطاء الرياضي وساحات التنافس الرياضي الشريف، حيث كان الفقيد لاعباً مبدعاً لا يشق له غبار في رحاب كرة القدم والهوكي والتنس الارضي وألعاب القوى وحكماً نزيهاً في ميدان المستديرة، وتواصل به درب العطاء الرحيب حتى بلغ به أعالي قمم الإبداع والرقي وحفر اسمه بأحرف من ذهب ونور في سجل نجوم الرياضة اليمنية المبدعين.. وهكذا كان الفقيد شغوفاً محباً لألوان الرياضة المتعددة ولم يكن يرضى أو يقنع بغير التفوق والإبداع في كل ممارسة رياضية له، وتواصل إبداعه مع فريقي القطيعي وشباب التواهي وغيرهما.

المقطع الرابع
أول مدرب يمني مؤهل في مجال كرة القدم لم يبخل بخبرته الواسعة في مجال التدريب على أي فريق، حيث امتد مجال التدريب طويلاً ليشمل عدداً كبيراً من الفرق في عدن ولحج وكذا المنتخبات المدرسية والوطنية .

قائمة طويلة هي الفرق التي تشرفت بالكابتن عبدالله عبده علي لعل أبرزها التلال والشعلة والشرارة والمنصورة وفريق المواصلات وغيرها، كما شارك في إرساء قواعد متينة لمدرسة التدريب وكان يحسب من كبار المدربين الذين حققوا نجاحات وإنجازات في كل المهام التدريبية التي أسندت إليه، حيث كان التوفيق والنجاح حليفيه في كل المواقف، وظل رياضياً بارزاً وموضع ثقة الرياضيين الذين كانوا يلتمسون منه النصح والإرشاد والتوجيه حتى أواخر أيامه، فقد كان رحمه الله رياضياً شاملاً حتى الرمق الأخير.

المقطع الخامس
ضابط سجن عدن الذي أكسبته الحياة العسكرية الدقة والالتزام والانضباط .. استطاع الرياضي المتجدد الفقيد الغالي عبدالله عبده علي توظيف هذه القدرات وتسخيرها ليحقق نجاحات باهرة في مجال الرياضة كلاعب ماهر أو مدرب مؤهل مقتدر، وتمكن طيلة حياته الرياضية أن يمزج الانضباط العسكري الصارم بالروح الرياضية العالية، فصنع منهما مزيجاً جاذباً تميز به عن بقية الرياضيين وأصبح علامة مميزة في رحاب الرياضة اليمنية اشتهر بها في الأوساط الرياضية.

المقطع السادس
لا تستطيع الكلمات مهما كانت بلاغتها أن تعطي الفقيد الكابتن عبدالله عبده علي حقه وقدره ودوره الرياضي البارز، ولكنها كلمات أردنا بها هنا أن نشارك في حدود القدرة والاستطاعة وبما يسمح به الحيز من خلال التناول الموجز والعرض المتسارع لرحلة عطاء استمرت سنوات عديدة وكان فيها الفقيد نبراساً في رحاب الرياضة اليمنية.

المقطع السابع
بالإنابة عن كل الرياضيين في بلادنا نتقدم هنا بأحر التعازي لأسرة وأشقاء الفقيد عبدالله عبده علي الذي شكل رحيله خسارة فادحة على الرياضة في بلادنا .. وصبراً آل الرياضي اليمني الأول الفقيد عبده علي أحمد. إنا لله وإنا إليه راجعون.. والعزاء موصول لكافة الرياضيين في بلادنا.