عوض بامدهف
المدينة المستحدثة ، والتي هي مجرد بقعة متداخلة الأطراف تتوسط الجارين اللدودين (المعلا والتواهي) ، واستمدت إسمها ولقبها الشهير من موقعها الجغرافي الشديد التميز والخصوصية والذي يلاصق ويلتزم ويرتمي بالشوق كله في كنف الحضن الدافئ للجبل الأوسط من سلسلة الجبل العريق والشامخ (شمسان) .. هذه المدينة التي تم استحداثها في خمسينيات القرن المنصرم لتضم مساكن خاصة ذات تصميم ونمط متميز وخاص لعمال وموظفي ميناء عدن ، وشهدت على مدى الأيام توسعات كبيرة طمست أغلب معالمها ونمطها الخاص ، من قبل أفواج الباحثين عن سكن ومأوى.
* كما أن هذه المدينة الحديثة نسبياً ، أطلقت عليها عدة أسماء مختلفة منها : الروضة وحي الثورة ، ولكن الإسم الذي أصبح أكثر التصاقاً بها ، هو إسم ( قلوعن) ، وهي لفظ في اللغة الصومالية ، تعني بالعربية (الطريق المعوج) ، وهو الإسم الذي يعتبر أقرب وأصدق وصف لموقع وشكل هذه المدينة الجديدة والحديثة في عدن.
* وكان من الطبيعي والحال كذلك ، أن تمتد أنظار شباب هذه المدينة الجديدة ، ليتفاعلوا مع كل ما يدور ويحيط بهم من زخم شبابي ورياضي متعاظم لدى الجارين ، وفي إطار نادي شباب الجزيرة الرياضي (شمسان) فيما بعد ، وكذا نادي (شباب التواهي والاتحاد الاسلامي) ، ونادي الشعب (الغزال) الرياضي ، (الميناء ) فيما بعد ولهذا اندفع شباب هذه المدينة الجديدة ، وبقوة دفع تفاعلية قادها لإرساء دعائم ممارسة رياضية منظمة ، تجسدت من خلال تشكيل كيان رياضي خاص بهم ، ليبزغ نادي شباب الروضة الرياضي والثقافي في العام 1956م .. ولتتواصل
وبإيقاعات عالية الوتائر مسيرة هذا الكيان الرياضي المثابر منذ انطلاقته الأولى وعلى امتداد أكثر من (60)عاماً.
* وهكذا أصبح لهذا النادي مكانة خاصة ، وموقع لائق به ، بفضل تلك الجهود المخلصة والجادة المبذولة من قبل فتية رياضيين ، آمنوا بقدرات وإبداعات شباب الروضة في التحقيق الأمثل لإرساء دعائم ممارسة رياضية متينة الأساس ، وجزيلة العطاء المتطور ، رغم شحة الموارد المالية والإمكانيات ، إلا أن شباب الروضة ، استطاعوا أن يحفروا في الصخر ، لإيجاد كيان رياضي بُني على أسس رياضية وثقافية ، متحلين بأخلاقيات الممارسة الرياضية طوال الفترات المنصرمة وحتى الآن.
* وأخيراً نقول في هذه العجالة بارك المولى عز وجل في قيادات وقواعد هذا النادي العريق المثابرة والأصيلة ، وإلى لقاء قادم ، سنسعى فيه إلى تسليط الضوء وبشكل مكثف قريب من هذه التجربة الرياضية النادرة والمثالية ، ونبعث بتحية إعجاب وتقدير لجهود قادة هذا النادي المخلصين وعطاءآت شبابه بمختلف المراحل والأعمار وإنجازاتهم الباهرة.
