انتهى رئيس الوزراء الايطالي المكلف سيلفيو بيرلسكوني امس السبت من تشكيل حكومة جديدة ستتولى زمام الامور في البلاد حتى موعد الانتخابات العامة المزمعة العام المقبل حيث أجرى بعض التغييرات دون التخلي عن وزرائه الاساسيين في الحكومة السابقة.

ويرى محللون إن تشكيل الحكومة الجديدة يهدف إلى إرضاء الحلفاء الغاضبين مع الحفاظ على استمرارية الادارة السابقة.

وتضمنت التغييرات تعيين وزير صحة ونائب رئيس وزراء جديدين ولكنها لم تشمل وزراء الاقتصاد والدفاع والداخلية والخارجية.

واضطر بيرلسكوني وهو من أباطرة صناعة الاعلام في إيطاليا وكان قد دخل المعترك السياسي عام 1994 إلى الاستقالة يوم الاربعاء الماضي في ظل تصاعد الشعور بعدم الرضا إزاء أداء تحالف بيت الحريات الذي ينتمي ليمين الوسط بزعامته.

وأنهت هذه الخطوة فترة عمل حكومته التي استمرت أربع سنوات وهي أطول حكومة تتولى السلطة في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأهم التغييرات التي تضمنتها الحكومة الجديدة تعيين فرانشيسكو ستوريس وزيرا للصحة. وكان ستوريس وهو شخصية بارزة في حزب التحالف الوطني حاكما لاقليم لاتسيو القريب من العاصمة روما.

ولكن حكمه لم يستمر لانه خسر في الانتخابات الاقليمية التي أجريت في وقت سابق من الشهر الجاري. وكانت هزيمته في منطقة معروفة بأنها معقل للمحافظين صورة مصغرة من هزيمة ائتلاف يمين الوسط في الانتخابات التي سيطرت فيها أحزاب المعارضة على 12 من 14 حكومة إقليمية.

وعين روكو بوتيليوني الذي تصدرت أخباره عناوين الصحف العالمية العام الماضي عقب فشل محاولته في الانضمام للمفوضية الاوروبية الجديدة وزيرا للثقافة بينما حل الجمهوري جيورجيو لا مالفا محله في تولي وزارة الشئون الاوروبية.

وعين جيوليو تريمونتي وهو مساعد مقرب لبيرلسكوني وكان قد أقيل العام الماضي من منصب وزير الاقتصاد نائبا لرئيس الوزراء وهو منصب سيتقاسمه مع جيانفرانكو فيني الذي سيستمر في تولي وزارة الخارجية.

وشملت التعيينات الجديدة وزارتي الاتصالات والصناعة بينما ستواصل ليتيسيا موراتي وهي واحدة من سيدتين فحسب في الوزارة الجديدة مهام عملها كوزيرة للتعليم.

ويتعين أن يجري البرلمان اقتراعا بالثقة على الحكومة الجديدة التي أطلق عليها اسم "بيرلسكوني مرة أخرى". ومن المرجح أن يجري
الاقتراع غداً الاثنين وهو يوم عيد وطني في إيطاليا.