الجمعة, 06 يونيو 2025
824
المثقف الوطني الحقيقي هو محارب أصيل في جبهة التنوير الأمامية التي تشكل جوهر معركة الوعي القائمة بين شعبنا ونخبه الوطنية المثقفة وبين أعداء قضيته الوطنية؛ وسلاحه الثقافة الرفيعة ورصاصته النافذة إلى العقل هي الكلمة المسؤولة والصادقة؛ متراسه الثابت دوما وفي كل الظروف هو الحق وغايته النبيلة هي الحقيقة؛ وهدفه السامي هو الانتصار للعدل والحرية وكرامة الإنسان؛ والدفاع عن الوطن وكرامته الوطنية ومستقبل أجياله.
ومن أجل كل ذلك فهو لا يساوم على مبادئه وقناعاته ولا يبيع ضميره لمن يدفع؛ وهو ثابت في محراب الوفاء لقضية شعبه ولا يتنقل من مربع إلى آخر بحثا عن المال والمنافع العابرة؛ أو للحصول على الشهرة الزائفة وعلى حساب الحقيقة والتاريخ والمنطق؛ أو جعل الإساءة والتشهير وسيلة للنيل من الآخرين؛ أو للتقليل من أدوارهم الوطنية ومواقفهم وقناعاتهم السياسية ودون وجه حق أو مبررات مقنعة.
لأن لغة كهذه لا تعبر إلا عن حالة إفلاس قيمي وسياسي؛ وضحالة في التفكير وعجز فاضح عن امتلاك الأدوات اللازمة التي من شأنها تسجيل حضور أصحابها الإيجابي في ميدان الإعلام؛ الذي يفضح الأدعياء بانتمائهم إليه وإن تميزوا بشيء من الحضور فهو لا يتجاوز قدرتهم على الإثارة والتضليل والتشويش المؤقت على وعي الناس؛ فهل يعي أمثال هؤلاء بأن الكلمة مسؤولية وطنية وأخلاقية كبرى؛ تفرض نفسها على كل من لديه شعور بالمسؤولية في هذه الظروف البالغة الحساسية والتعقيد من تاريخ وكفاح شعبنا الجنوبي العظيم.