> محمد عبدالله الموس

محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
حدثني عمي -كان إطفائيا في زمن مضى- عن قواعد وأولويات السير فيما لو التقت سيارة الإطفاء وسيارة الإسعاف وموكب رسمي في نقطة أسبقية المرور، وقال إن القواعد تقضي بأسبقية سيارة الإطفاء، تليها سيارة الإسعاف ثم الموكب الرسمي، وذلك أن الأولى ستنقذ أرواحاً وممتلكات والثانية تنقذ روح الإنسان، فيما لا ضير في تأخير الأخيرة.

سمعت منه ذلك قبل سنوات ولا أدري هل لهذه القواعد وجود اليوم؟ على أن الظن يميل إلى غيابها لسببين، أولهما أن حال إطفائيات عدن وسيارات الإسعاف غير خاف على أحد من حيث تراجع إمكانياتها، بالرغم من عراقة إطفائيات عدن وخدماتها الصحية، وثانيهما أننا برعنا في ضرب (تراكماتنا) في كثير من صورها، فكيف لقواعد كهذه أن تنجو؟

ولأن الإطفاء والإسعاف يسابقان الزمن حين يقومان بواجباتهما الإنسانية في إنقاذ الأرواح والممتلكات، فإن ما يحيط بمواقعهما من طرق وممرات يجب أن تخدم السرعة اللازمة لحركتهما، بما في ذلك نظام السير لضمان إنسيابية انطلاقهما.

ساقني الواجب لزيارة صديقي في مستشفى باصهيب العسكري - وهو بالمناسبة وحسب توجيه رئاسي يستقبل كل الحالات بلا استثناء، وفيه إلى جانب طاقمه اليمني بعثة طبية كوبية تقدم خدماتها للناس دون كلل - وذهلت ومن كان معي من الأصدقاء من سوء الطريق المؤدية إلى ذلكم المستشفى، فما رأيناه كان مجرد أشلاء من إسفلت تنتشر فيه الفجوات بأعماق ومساحات وأعداد لا حصر لها، حتى أن أحدنا تساءل كيف تمر سيارات تقل المرضى من هذه الطريق؟ وهل يمكن أن ينجو من خطرها مصاب يستوجب عليه قلة الحركة كحالات الوضع أو الكسور وما شابهها؟

أكثر ما نشهده في عدن هذه الأيام هو السفلتة، ومع ذلك تغيب طريق مؤدية إلى مستشفى من أولويات «المسفلتين».

يقينا أنك عزيزي القارئ وصلت إلى قناعة بأن الحديث عن أولويات مرور الإطفاء والإسعاف ضرب من العبث في وقت تنقرض فيه سيارات الإطفاء والإسعاف، ولا تلقى فيه (طريق مستشفى) أولوية السفلتة.