> علوي بن سميط

عملية تبادل الاسرى اليمنيين والمصريين بإشراف الصليب الاحمر عام 1965
فمؤسسو اللجنة الدولية للصليب الأحمر اختاروا الصليب الأحمر - معكوس علم سويسرا المحايدة- بوصفه شارة غير دينية تعبر عن الحياد لحماية عمال الإغاثة في ميادين المعارك وبعدئذ قامت العديد من البلدان بتأسيس جمعيات للإغاثة من بينها الإمبراطورية العثمانية التي أدخلت في 1876م الهلال الأحمر - معكوس العلم العثماني - باعتباره شارة غير دينية موازية تدل على الإغاثة الإنسانية غير المتحيزة في المعارك. وهاتان الشارتان للصليب والهلال الأحمر لا يجوز استخدامهما إلا من المخول لهم ذلك وتحمي الدول هاتين الشارتين من سوء الاستعمال، واليمن من الدول التي تحمي الشارتين بموجب القانون رقم 43 لعام 1999م بشأن قواعد استخدام شارتي الصليب والهلال.

مندوب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر يزور سجينا في عدن 1994
يمكن تحديد نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن من عام 1962م ومع النزاع المسلح بين الجمهوريين والملكيين وعلى إثر الإطاحة بالإمامة في اليمن الشمالي (من وثائق اللجنة الدولية بعثة اليمن الصادرة في 2005م)، وفي سنوات القتال بين الطرفين وجد مندوبو اللجنة الدولية من خلال المساعدات الطبية، زيارة أسرى الطرفين ودور الوسيط المحايد وفي 1963م بدأت اللجنة بتأسيس أول ورشة لصناعة المساند والأطراف الصناعية في صنعاء ثم أعطيت الورشة أو المركز للحكومة وساعدت اللجنة الدولية جمعية الهلال الأحمر منذ 1970م ومن أنشطة الصليب الأحمر القيام بزيارة المحتجزين في شمال وجنوب الوطن في الثمانينات، ومع الوحدة اليمنية عقدت اللجنة الدولية مع الحكومة 1991م اتفاقا جديدا ثم افتتحت بعثة متكاملة للصليب الأحمر عام 1994م في كل من صنعاء وعدن وخلال النزاع عملت على مساعدة الضحايا المدنيين وأشرفت على إجلاء الرعايا الأجانب أثناء نزاع الطرفين 94م، وفي 95م كانت اللجنة الدولية تعمل في اليمن من خلال البعثة الإقليمية للصليب الأحمر في الكويت وأعيد مكتب صنعاء إلى بعثة مرة أخرى في 1999م.

متطوعون من الهلال الاحمر اثناء توزيع اول دفعة اغاثة بدعم من الصليب الاحمر في صعدة سبتمبر 2004
خلال الأعوام الثلاثة الماضية وما قبلها أيضا قام مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المحتجرين بالسجون المركزية اليمنية والخاضعة لسلطة النائب العام ووزارة الداخلية وتهتم اللجنة الدولية خصوصا بالمحتجرين بسبب الاشتباه في انخراطهم بأعمال عنف حيث تم زيارة مثل هؤلاء المحتجزين عام 2002م في كل من صنعاء والحديدة وإب وتعز وزنجبار وعدن، وفي عام 2003م قام مندوبو الصليب الأحمر بزيارة موقع الاحتجاز بالمكلا وفي 2004م زيارة المحتجزين في سجن الأمن السياسي بصنعاء كما تركز الزيارات على الفئات الأخرى من المحتجزين الأكثر ضعفا كالنساء والأطفال والمرضى النفسيين ولا تقتصر الزيارة على تفقد الأحوال فحسب بل ينظم وفقا وبرنامج السجينات تقديم خدمات لإعادة تأهيل السجينات فيما بعد في المجتمع إذ تقوم متطوعات من الهلال الأحمر اليمني بتدريب السجينات على الحياكة والتطريز ومحو الأمية ففي عام 2004م امتد ذلك النشاط ليشمل سجن عمران المركزي، وبالنسبة للمعتقلين اليمنيين في قاعدة جوانتانامو فإن الصليب الأحمر قام منذ إبريل 2002م بنقل وتبادل 1409 رسائل بين المحتجزين هناك وعائلاتهم في اليمن، ومن جهة أخرى وفي جانب اللاجئين في اليمن نقل الصليب الأحمر 3879 رسالة منهم إلى عائلاتهم في بلدانهم وحوالي 300 رسالة بين اليمنيين المحتجزين في الخارج وعائلاتهم في اليمن و201 رسالة بين أشخاص تأثروا بالحرب والأزمة في العراق كما تم إرسال 89 شهادة احتجاز للأشخاص الذين ينشدون الحصول على وضع اللجوء في اليمن، وعمل الصليب الأحمر في اليمن على دراسة 52 طلبا جديدا للبحث مقدمة من يمنيين لا يعلمون عن أماكن أقارب لهم في افغانستان بعد الحرب التي اندلعت إثر هجمات 11 سبتمبر وتم حل 23 من هذه الطلبات وتمكن أيضا مندوبو اللجنة الدولية الذين يزورون معسكر الاحتجاز الأمريكي في جوانتانامو من العثور على اثنين من المفقودين هناك وتحديد أماكن ثلاثة آخرين وإبلاغ عائلاتهم في اليمن بأماكن وجودهم.
أما خلال أحداث صعدة 2004م وعقب انتهاء المشكلة فإنه وبالتعاون مع الصليب الاحمر وبدعمه قامت جمعية الهلال الأحمر بتوزيع أول دفعة من مواد الإغاثة بمنطقة مران، ونهاية نوفمبر فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر قامتا بتقييم الاحتياجات الإنسانية بعد الأحداث وفي ديسمبر 2004م قام أيضا فريق مشترك من متطوعين بالهلال الأحمر وضابطي ميدان من الصليب الأحمر وخمسة متطوعين آخرين من مؤسسة دعم التوجه المدني الديمقراطي بمسح للأوضاع الإنسانية بزيارة القرى المتضررة وعدد من الأسر وزيارة مناطق نزح إليها سكان مناطق أخرى.

متطوعون اثناء عملية المسح الميداني للاوضاع الانسانية في صعدة 2004
تلكم لمحة مقتضبة عن نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، التي تتعاون أيضا مع جمعية الهلال الأحمر اليمني من خلال تقديم دعم جوهري وتقديم الدورات والدعم التقني والمالي اللازم لإنتاج مجلة يصدرها الهلال الأحمر اليمني.