أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 03:16 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • ​عدن لا تركع.. ومَن يعتقل نساءها يسقط أخلاقيً

    اللواء سعيد الحريري




    ​تخرج النساء في عدن ليُجدّدن صرخة الوطن، صرخة الجوع والظلم والخذلان. لا يحملن سلاحًا ولا يتقنّعن بلثام، بل يحملن وجع البلاد على أكفهن، وكرامتهن هي السلاح. ومع ذلك، تقابلون أصواتهن بالقمع، وخروجهن بالاعتقال، ومطالبهن بالحياة بالإذلال. فبأي منطق تحكمون؟ وأي سلطة تلك التي ترتعد من هتاف امرأة؟

    إلى سلطات الأمر الواقع في عدن:
    ألم تقرأوا في أول مبادئ النُظم السياسية أن الشعب هو مصدر السلطات؟ أليس من العار أن تتنكروا لهذا الشعب، وتكمّموا أفواه نسائه، وتلاحقوا شبابه، وتدوسوا كرامته؟ أنتم من تتحدثون باسم الجنوب، فأي جنوب هذا الذي يخاف من مظاهرة نسوية؟ وأي قضية وطنية تُبنى على تكميم الأفواه ودهس الكرامات؟

    إن استخدام القوة ضد نساء عُزّل هو سقوط أخلاقي فادح، وانهيار مروّع في القيم. وما أقدمت عليه مليشياتكم باعتقال الناشطة العدنية عفراء حريري لمجرّد تعبيرها عن رأيها ومطالبتها بحقوق المواطنين، ليس سوى دليل حيّ على أن مشروعكم لا يقوم على شرف ولا أخلاق، بل على الترهيب والخوف والعجز.

    من فشل في توفير الأمن، وانتهك الحقوق، وتسبب في الفقر والذل، لا يملك الحق في مصادرة صوت الناس، ولا في قمع تظاهرة تبحث عن فتات العيش وكرامة الحياة. السلطة التي تخشى صوت المواطن هي سلطة واهية، لا ترتكز على شرعية ولا على ثقة.

    عدن التي أنجبت أولى الحركات العمالية، وأضاءت طريق النضال والتحرر، لن تقبل أن تُختطف باسم مشاريع ضيقة أو أجندات خارجية. عدن كانت وما زالت، مدينة الوعي والحرية، وأي محاولة لقتل هذا الوعي ستُقابل بالرفض والمقاومة، مهما طال زمن القهر.

    لقد آن لكم أن تعوا أن الشرعية لا تُنتزع بالقوة، ولا تُفرض بالعسكر، بل تُمنح من الناس لمن يستحقها. وإذا كنتم تعتبرون أنفسكم أصحاب القضية، فابدؤوا باحترام هذا الشعب، فهو القضية وهو المعيار.

    أما النساء اللواتي خرجن، فهن اليوم في مقدمة الصف الوطني، وفي شرفات التاريخ، أما من قمعهن، فسيجد نفسه في مزبلة التاريخ، حيث تُلقى الطغمة التي خانت القيم وتنكرت للوطن.

المزيد من مقالات (اللواء سعيد الحريري)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال