> أمين ميسري :
يوم الجمعة الموافق11/3/2005م رحل عن دنيانا الأديب والمفكر، والناقد، والعلامة الاستاذ الدكتور شوقي ضيف عن عمر ناهز الخامسة والتسعين عاماً. الدكتور شوقي ضيف كان علماً بارزاً في دنيا الفكر والأدب والنقد. فقد قضى حياته كلها باحثاً أكاديمياً في مجال الدراسات الادبية والنقدية.
فهو الرجل الذي كتب في كافة فروع تخصصات اللغة العربية، فقد أصدر في كل فرع من فروعها كتاباً شاملاً، ففي مجال تاريخ الأدب العربي الذي صدر في عشرة أجزاء، بدأها بكتاب العصر الجاهلي عام 1960م، ثم العصر الإسلامي عام 1963م، والعصر العباسي الأول عام 1966م، والعصر العباسي الثاني عام 1973م ، ثم الجزء الخاص بـ «عصر الدول والإمارات» الذي شمل الكتب التالية:
كتاب الجزيرة العربية- العراق- إيران، كتاب مصر - تونس - صقلية، كتاب الجزائر، المغرب الأقصى - موريتانيا- السودان.
وبهذا يكون الدكتور شوقي ضيف قد وضع موسوعة ضخمة في تاريخ الأدب العربي.
أما مؤلفاته الأخرى ، فقد أصدر في مجال الدراسات الادبية الكتب التالية:
«الفن ومذاهبة في الشعر العربي سنة 1943م »، «الفن ومذاهبة في النثر العربي سنة 1946م»، «التطور والتجديد في الشعر الأموي سنة 1952م »،« دراسات في الشعر العربي المعاصر»،« شوقي شاعر العصر الحديث،« الأدب العربي المعاصر في مصر»، «البارود ي رائد الشعر الحديث، «الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية، «البحث الأدبي: طبيعته - ومناهجة- أصوله - مصادره» سنة 1972م،«الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور» سنة 1977م. وفي مجال الدراسات النقدية أصدر الكتب التالية:
«في النقد الأدبي»، «فصول في الشعر ونقده»،« في التراث والشعر واللغة»
وفي مجال الدراسات البلاغية واللغوية أصدر المؤلفات التالية:«البلاغة: تطور وتاريخ»، «المدارس النحوية» سنة 1968م، «تجديد النحو»،«تيسير النحو التعليمي قديماً وحديثاً مع نهج تجديده»، «تيسيرات لغوية»، «تحريفات العامية للفصحى». وفي مجال الدراسات القرآنية أصدر الكتب التالية: «سورة الرحمن وسور قصار.. عرض ودراسة» سنة 1971م، «الوجيز في تفسير القرآن الكريم»، «عالمية الإسلام»، «الحضارة الإسلامية في الكتاب والسنة».
وفي مجال نوابغ الفكر العربي أصدر كتابا عن «ابن زيدون»، وفي مجال فنون الأدب العربي أصدر المؤلفات التالية: «الرثاء» ، «المقامة» ،«النقد»، «الترجمة الشخصية»،«الرحلات».
وفي مجال تحقيق التراث حقق الكتب التالية:«المغرب في حلى المغرب» لابن سعيد في جزئين. كتاب «السبعة في القراءات» لابن مجاهد، «كتاب الرد على النحاة» لابن مضاء القرطبي سنة 1947م. «الدرر في اختصار المغازي والسير» لابن عبدالبر.
كما صدر له عن سلسلة اقرأ الكتب التالية:«العقاد»، البطولة في الشعر العربي»، «معي» في جزئين، «الفكاهة في مصر».
يقول عنه أحد تلاميذه الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الدسوقي في كتابه القيم: «شوقي ضيف .. رائد النقد والدراسة الأدبية»:«فالرجل رائد في النقد والدراسة الأدبية والدراسات اللغوية، وهو رائد في تأصيل مناهج جديدة للبحث العلمي، وهو رائد في الدراسات القرآنية والإسلامية. وريادته لتلك المجالات كلفته الكثير، فقد وهب حياته كلها للبحث العلمي، وتكبد من العناء والمشقة ما تكبد، وصبر على الخوض في هذه التيارات المتلاطمة من المعارف الإنسانية، وتحمل عبء التحصيل والمثابرة على الاستزاده من العلوم والفنون. وبطبيعة علمية مواتية، وحافظة نادرة، كان يحيط بالكثير من المعارف، ويقف على معظم التيارات الأدبية والفكرية التي تتصل بدراسته، وبذكاء لماح، وأفق واسع وخصوبة في الاستيعاب، وقدرة على النفوذ إلي جوهر الأشياء، كان يهضم ما يقرأ، ويتمثل ما يقف عليه من أفكار واتجاهات، وبأسلوب علمي دقيق رشيق ، يجمع بين القصد والعذوبة والوضوح، كتب مؤلفاته وتحقيقاته التي تقترب من الخمسين، إنه يعد نمطاً فريداً في جيله، وإماماً في تخصصه، له قدرته المتميزة على استيعاب الأصول والمصادر البعيدة للثرات العربي، وبمثابرته على تأجيل مناهج الدراسة الأدبية والنقدية واللغوية على أسس موضوعية قومية، نفذ إلى الكثير من الحقائق العلمية، والإضافات المبتكرة الخصبة، وصوب كثيراً من القضايا الخاطئة والمغلوطة، وكشف عن وجه الثقافة العربية ضباباً، التف به منذ حركة الإحياء».(1)
والحقيقة أني تعرفت على الدكتور شوقي ضيف في يناير عام 1985م من خلال كتبه، حين قبلت طالباً في جامعة عدن «كلية التربية العليا» وامتحنت في كتابه القيم «العصر الإسلامي» ومن ذلك الحين أحببت الدكتور شوقي ضيف حباً جماً، واهتممت بكل كتبه وأبحاثه ومقالاته، قارئاً وباحثاً ومثابراً على دراسة كل ما يكتب ويكتب عنه، ولا أفضل عليه أحداً، وقد جمعت له عدداً كبيراً من مؤلفاته.
يقول عنه الاستاذ الدكتور طه وادي في كتابه«شوقي ضيف .. سيرة وتحية» الذي أشرف على إصداره وتقديمه بمناسبة بلوغ الدكتور شوقي ضيف سن الثمانين: «إن شوقي ضيف مدرسة في إهاب أستاذ، وأمة في جسد فرد، أعطى ولا يزال يعطي حتى اليوم علماً وفضلاً ، لكل من يلوذ به، أو يلجأ إليه. وشوقي ضيف - كما يعلم كل من تتلمذ عليه أو عاصره- رجل عفيف نظيف .. لم يشغل نفسه إلا بالعلم وبناء العلماء، ومن عجب أن قلبه الأبيض لم يعرف الحقد أو الضغينة، ولم يحاول أن يسيء حتى إلى من أساء إليه، ولم يطمع في منصب، ولم يسع إلى وظيفة أو شهرة».(2)
لقد ظل الرجل يعمل دون انقطاع، وما كتبه الكثيرة التي طبعت أكثر من طبعة وتدرس في كل الجامعات العربية، إلا دليل واضح على أن الرجل كان يحيا حياة العلم والعلماء حتى وفاته . أما عن سيرة حياته ومولده ونشأته ، فإني سأحاول أن أوجزها في التالي:
ولد الدكتور شوقي ضيف سنة 1910م في قرية أولاد حمام بالقرب من بحيرة المنزلة بمحافظة دمياط. ويقول الدكتور شوقي عن نفسه: «هي رحلة شخص نشأ في قرية ريفية، وهم في القرى الريفية يعنون بحفظ أبنائهم للقرآن الكريم، فدخلت مدرسة القرية كعادة أبناء القرى، وحفظت فيها القرآن الكريم في سن العاشرة وشيئاً من الحساب . ورأى والدي أن يلحقني بمعهد دمياط الديني. وظللت فيه أربع سنوات حتى حصلت منه على الشهادة الابتدائىة. ولهذا المعهد فضل كبير علي، ففيه تعلمت النحو ولا أظنني احتجت بعده إلى مزيد من تعلم قواعده، وبالمثل تعلمت فقه الإمام الشافعي».(3)
في سنة 1935 تخرج في كلية الآداب، وكان الأول بين زملائه، ثم اشتغل في مجمع اللغة العربية محرراً. وفي سنة 1936م أختاره استاذه الدكتور طه حسين ليكون معيداً في قسم اللغة العربية. وفي سنة 1939م حصل على درجة الماجستير بمرتبة الشرف، وكان موضوعها «النقد الأدبي في كتاب الاغاني» لأبي الفرج الأصفهاني.
في سنة 1942م حصل على درجة الدكتوراه بدرجة الشرف الممتازة، وكان موضوعها «الفن ومذاهبة في الشعر العربي» ونشرها سنة 1943م، وقدم لها استاذه المشرف الدكتور طه حسين. (4)
«وعين بعد حصوله على درجة الدكتوراه مدرساً بقسم اللغة العربية في آداب جامعة القاهرة». (5)
في سنة 1955م نال جائزة الدولة عن كتابه «شوقي.. شاعر العصر الحديث».وفي سنة 1976م انتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية، ثم رئيساً للمجمع حتى وفاته. وفي سنة 1979م حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب «عرفاناً بما قدم للعربية من أعمال تتصل بأدبها في مختلف عصوره وأقاليمه، وبالدراسات اللغوية والبحوث البلاغية والنقدية». (6)
في سنة 1983م حصل على جائزة الملك فيصل العالمية، وفي سنة 2003م حصل على جائزة مبارك.
يقول الدكتور شوقي ضيف عن أساتذته الأجلاء: «... ومضيت أدرس في قسم اللغة العربية على أعلام كبار، فهذا الأستاذ أحمد أمين يدرس لنا الحياة العقلية العربية، وما داخلها من مؤثرات وثقافات أجنبية. وهذا أستاذي مصطفى عبدالرازق يدرس لنا الفلسفة الإسلامية، وهذا أستاذي الدكتور عبدالوهاب عزام يدرس لنا اللغة الفارسية وآدابها وهذا أستاذي ابراهيم مصطفى يدرس لنا النحو دراسة علمية جديدة، وهذا أستاذي أمين الخولي يدرس لنا البلاغة العربية دراسة جديدة يسميها فن القول. ورد أستاذي الدكتورطه حسين إلي الجامعة فدرس لنا كتباً في النقد العربي دراسة فتحت لنا كثيراً من الآفاق».
رحم الله الدكتور شوقي ضيف الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات جليلة وقيمة، سيظل ينهل منها الأساتذة المتخصصون والمثقفون وطلاب الجامعة والقراء، وستبقى كتبه شاهد عصر لأعوام قادمة.
المراجع:
(1) دكتور عبدالعزيز الدسوقي. شوقي ضيف رائد النقد والدراسة الأدبية، سلسلة (إقرأ) عدد 542 دار المعارف . ص 8-9.(2) مجلة «العربي» عدد 418 سبتمبر1993م ص 197-198. (3) مجلة «الهلال» عدد يناير 1997م ص 181.(4) نفسه ص 182-184.(5) دكتور شوقي ضيف «معي» جزء (2) ص 5 سلسلة (إقرأ) - دار المعارف. (6) نفسه ص 133.(7) مجلة «الهلال» عدد يناير 1997 ص 182.
فهو الرجل الذي كتب في كافة فروع تخصصات اللغة العربية، فقد أصدر في كل فرع من فروعها كتاباً شاملاً، ففي مجال تاريخ الأدب العربي الذي صدر في عشرة أجزاء، بدأها بكتاب العصر الجاهلي عام 1960م، ثم العصر الإسلامي عام 1963م، والعصر العباسي الأول عام 1966م، والعصر العباسي الثاني عام 1973م ، ثم الجزء الخاص بـ «عصر الدول والإمارات» الذي شمل الكتب التالية:
كتاب الجزيرة العربية- العراق- إيران، كتاب مصر - تونس - صقلية، كتاب الجزائر، المغرب الأقصى - موريتانيا- السودان.
وبهذا يكون الدكتور شوقي ضيف قد وضع موسوعة ضخمة في تاريخ الأدب العربي.
أما مؤلفاته الأخرى ، فقد أصدر في مجال الدراسات الادبية الكتب التالية:
«الفن ومذاهبة في الشعر العربي سنة 1943م »، «الفن ومذاهبة في النثر العربي سنة 1946م»، «التطور والتجديد في الشعر الأموي سنة 1952م »،« دراسات في الشعر العربي المعاصر»،« شوقي شاعر العصر الحديث،« الأدب العربي المعاصر في مصر»، «البارود ي رائد الشعر الحديث، «الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية، «البحث الأدبي: طبيعته - ومناهجة- أصوله - مصادره» سنة 1972م،«الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور» سنة 1977م. وفي مجال الدراسات النقدية أصدر الكتب التالية:
«في النقد الأدبي»، «فصول في الشعر ونقده»،« في التراث والشعر واللغة»
وفي مجال الدراسات البلاغية واللغوية أصدر المؤلفات التالية:«البلاغة: تطور وتاريخ»، «المدارس النحوية» سنة 1968م، «تجديد النحو»،«تيسير النحو التعليمي قديماً وحديثاً مع نهج تجديده»، «تيسيرات لغوية»، «تحريفات العامية للفصحى». وفي مجال الدراسات القرآنية أصدر الكتب التالية: «سورة الرحمن وسور قصار.. عرض ودراسة» سنة 1971م، «الوجيز في تفسير القرآن الكريم»، «عالمية الإسلام»، «الحضارة الإسلامية في الكتاب والسنة».
وفي مجال نوابغ الفكر العربي أصدر كتابا عن «ابن زيدون»، وفي مجال فنون الأدب العربي أصدر المؤلفات التالية: «الرثاء» ، «المقامة» ،«النقد»، «الترجمة الشخصية»،«الرحلات».
وفي مجال تحقيق التراث حقق الكتب التالية:«المغرب في حلى المغرب» لابن سعيد في جزئين. كتاب «السبعة في القراءات» لابن مجاهد، «كتاب الرد على النحاة» لابن مضاء القرطبي سنة 1947م. «الدرر في اختصار المغازي والسير» لابن عبدالبر.
كما صدر له عن سلسلة اقرأ الكتب التالية:«العقاد»، البطولة في الشعر العربي»، «معي» في جزئين، «الفكاهة في مصر».
يقول عنه أحد تلاميذه الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الدسوقي في كتابه القيم: «شوقي ضيف .. رائد النقد والدراسة الأدبية»:«فالرجل رائد في النقد والدراسة الأدبية والدراسات اللغوية، وهو رائد في تأصيل مناهج جديدة للبحث العلمي، وهو رائد في الدراسات القرآنية والإسلامية. وريادته لتلك المجالات كلفته الكثير، فقد وهب حياته كلها للبحث العلمي، وتكبد من العناء والمشقة ما تكبد، وصبر على الخوض في هذه التيارات المتلاطمة من المعارف الإنسانية، وتحمل عبء التحصيل والمثابرة على الاستزاده من العلوم والفنون. وبطبيعة علمية مواتية، وحافظة نادرة، كان يحيط بالكثير من المعارف، ويقف على معظم التيارات الأدبية والفكرية التي تتصل بدراسته، وبذكاء لماح، وأفق واسع وخصوبة في الاستيعاب، وقدرة على النفوذ إلي جوهر الأشياء، كان يهضم ما يقرأ، ويتمثل ما يقف عليه من أفكار واتجاهات، وبأسلوب علمي دقيق رشيق ، يجمع بين القصد والعذوبة والوضوح، كتب مؤلفاته وتحقيقاته التي تقترب من الخمسين، إنه يعد نمطاً فريداً في جيله، وإماماً في تخصصه، له قدرته المتميزة على استيعاب الأصول والمصادر البعيدة للثرات العربي، وبمثابرته على تأجيل مناهج الدراسة الأدبية والنقدية واللغوية على أسس موضوعية قومية، نفذ إلى الكثير من الحقائق العلمية، والإضافات المبتكرة الخصبة، وصوب كثيراً من القضايا الخاطئة والمغلوطة، وكشف عن وجه الثقافة العربية ضباباً، التف به منذ حركة الإحياء».(1)
والحقيقة أني تعرفت على الدكتور شوقي ضيف في يناير عام 1985م من خلال كتبه، حين قبلت طالباً في جامعة عدن «كلية التربية العليا» وامتحنت في كتابه القيم «العصر الإسلامي» ومن ذلك الحين أحببت الدكتور شوقي ضيف حباً جماً، واهتممت بكل كتبه وأبحاثه ومقالاته، قارئاً وباحثاً ومثابراً على دراسة كل ما يكتب ويكتب عنه، ولا أفضل عليه أحداً، وقد جمعت له عدداً كبيراً من مؤلفاته.
يقول عنه الاستاذ الدكتور طه وادي في كتابه«شوقي ضيف .. سيرة وتحية» الذي أشرف على إصداره وتقديمه بمناسبة بلوغ الدكتور شوقي ضيف سن الثمانين: «إن شوقي ضيف مدرسة في إهاب أستاذ، وأمة في جسد فرد، أعطى ولا يزال يعطي حتى اليوم علماً وفضلاً ، لكل من يلوذ به، أو يلجأ إليه. وشوقي ضيف - كما يعلم كل من تتلمذ عليه أو عاصره- رجل عفيف نظيف .. لم يشغل نفسه إلا بالعلم وبناء العلماء، ومن عجب أن قلبه الأبيض لم يعرف الحقد أو الضغينة، ولم يحاول أن يسيء حتى إلى من أساء إليه، ولم يطمع في منصب، ولم يسع إلى وظيفة أو شهرة».(2)
لقد ظل الرجل يعمل دون انقطاع، وما كتبه الكثيرة التي طبعت أكثر من طبعة وتدرس في كل الجامعات العربية، إلا دليل واضح على أن الرجل كان يحيا حياة العلم والعلماء حتى وفاته . أما عن سيرة حياته ومولده ونشأته ، فإني سأحاول أن أوجزها في التالي:
ولد الدكتور شوقي ضيف سنة 1910م في قرية أولاد حمام بالقرب من بحيرة المنزلة بمحافظة دمياط. ويقول الدكتور شوقي عن نفسه: «هي رحلة شخص نشأ في قرية ريفية، وهم في القرى الريفية يعنون بحفظ أبنائهم للقرآن الكريم، فدخلت مدرسة القرية كعادة أبناء القرى، وحفظت فيها القرآن الكريم في سن العاشرة وشيئاً من الحساب . ورأى والدي أن يلحقني بمعهد دمياط الديني. وظللت فيه أربع سنوات حتى حصلت منه على الشهادة الابتدائىة. ولهذا المعهد فضل كبير علي، ففيه تعلمت النحو ولا أظنني احتجت بعده إلى مزيد من تعلم قواعده، وبالمثل تعلمت فقه الإمام الشافعي».(3)
في سنة 1935 تخرج في كلية الآداب، وكان الأول بين زملائه، ثم اشتغل في مجمع اللغة العربية محرراً. وفي سنة 1936م أختاره استاذه الدكتور طه حسين ليكون معيداً في قسم اللغة العربية. وفي سنة 1939م حصل على درجة الماجستير بمرتبة الشرف، وكان موضوعها «النقد الأدبي في كتاب الاغاني» لأبي الفرج الأصفهاني.
في سنة 1942م حصل على درجة الدكتوراه بدرجة الشرف الممتازة، وكان موضوعها «الفن ومذاهبة في الشعر العربي» ونشرها سنة 1943م، وقدم لها استاذه المشرف الدكتور طه حسين. (4)
«وعين بعد حصوله على درجة الدكتوراه مدرساً بقسم اللغة العربية في آداب جامعة القاهرة». (5)
في سنة 1955م نال جائزة الدولة عن كتابه «شوقي.. شاعر العصر الحديث».وفي سنة 1976م انتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية، ثم رئيساً للمجمع حتى وفاته. وفي سنة 1979م حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب «عرفاناً بما قدم للعربية من أعمال تتصل بأدبها في مختلف عصوره وأقاليمه، وبالدراسات اللغوية والبحوث البلاغية والنقدية». (6)
في سنة 1983م حصل على جائزة الملك فيصل العالمية، وفي سنة 2003م حصل على جائزة مبارك.
يقول الدكتور شوقي ضيف عن أساتذته الأجلاء: «... ومضيت أدرس في قسم اللغة العربية على أعلام كبار، فهذا الأستاذ أحمد أمين يدرس لنا الحياة العقلية العربية، وما داخلها من مؤثرات وثقافات أجنبية. وهذا أستاذي مصطفى عبدالرازق يدرس لنا الفلسفة الإسلامية، وهذا أستاذي الدكتور عبدالوهاب عزام يدرس لنا اللغة الفارسية وآدابها وهذا أستاذي ابراهيم مصطفى يدرس لنا النحو دراسة علمية جديدة، وهذا أستاذي أمين الخولي يدرس لنا البلاغة العربية دراسة جديدة يسميها فن القول. ورد أستاذي الدكتورطه حسين إلي الجامعة فدرس لنا كتباً في النقد العربي دراسة فتحت لنا كثيراً من الآفاق».
رحم الله الدكتور شوقي ضيف الذي أثرى المكتبة العربية بمؤلفات جليلة وقيمة، سيظل ينهل منها الأساتذة المتخصصون والمثقفون وطلاب الجامعة والقراء، وستبقى كتبه شاهد عصر لأعوام قادمة.
المراجع:
(1) دكتور عبدالعزيز الدسوقي. شوقي ضيف رائد النقد والدراسة الأدبية، سلسلة (إقرأ) عدد 542 دار المعارف . ص 8-9.(2) مجلة «العربي» عدد 418 سبتمبر1993م ص 197-198. (3) مجلة «الهلال» عدد يناير 1997م ص 181.(4) نفسه ص 182-184.(5) دكتور شوقي ضيف «معي» جزء (2) ص 5 سلسلة (إقرأ) - دار المعارف. (6) نفسه ص 133.(7) مجلة «الهلال» عدد يناير 1997 ص 182.