> «الأيام» صالح علي بامقيشم / ثانوية نصاب - شبوة

كلما زادت عدد ساعات جلوس الشباب أمام الشاشة الصغيرة، زادت أحلامهم التي تتخطى الواقع والبيئة .. تتسع الحدقات وتدق القلوب بأفكار مهووسة حالمة، كلما شاهدوا فتيات الفيديو كليب بالعيون الناعسة والخدود الوردية والأجساد الرشيقة، وقد أضافت إليها الأضواء واللون وهندسة الصوت والصورة والماكياج والمشاهد السريعة سحراً وجمالاً في عيونهم.

إن التلفاز أصبح يهدد شبابنا بالتفسخ والانحلال من كل القيم الدينية، بعد أن أصبح «الستلايت» وقنواته في كل البيوت من قلب المدن الرئيسية إلى أقاصي الريف، وحتى الخيمة وبيوت الشعر تضج بصوت الموسيقى السريعة والأغاني التي لا نفهم من كلماتها شيئاً، فالجميع منشغل بالتدقيق في الأجساد والعيون والصدور.

لن أعيد كلاماً مكرراً عن الغزو الثقافي وضرورة مواجهته، ولكن على الأسرة والمدرسة والمسجد والصحافة، القيام بدورهم في هذا الإطار، بصناعة وعي معتدل، يواجه صرعة الفيديو كليب ويحتويها. وعلى رب الأسرة أن لا يدع جهاز التحكم بيد من هب ودب، وخاصة الأطفال أو على الأقل يشرح لأبنائه أن متابعة القنوات الإخبارية والرياضية والدينية والتعليمية، هي التي تضيف إلى ثقافتهم ومعلوماتهم وتوسع مداركهم، مع التفريق بينها وبين الطرب الأصيل الهادئ.

إن الفيديو كليب، يحاكي العصر وسرعته، ويعطي صورة مصغرة عن العالم اليوم بما فيه من مفارقات، بل إنه أقرب ما يكون إلى الوجبة السريعة، الهمبرجر، البيتزا.