> بدر سالمين باسنيد:
طبعاً من حق أي مواطن أن يعبر عن رأيه في أي مسألة يطرحها غيره بشأن أمور السياسة والاقتصاد وغير ذلك، لكن أن يكون هذا الحق صورة مكررة، ومكررة كثيراً للاتهام بالانفصالية وتهم أخرى تدور حولها، فإن ذلك سوف يعني أمراً آخراً، أمراً مختلفاً لا علاقة له بحق التعبير، ورغم ذلك لا أحد من هؤلاء (الانفصاليين) يطالب بحجب هذا الحق من هؤلاء، الذين تمرسوا في توجيه تهم بالانفصالية واحتكار صفة (الوحدويين). ولكن ما أقوله هو أن هذا النهج في الخطاب وفي الكتابة يعكس حقيقة ما يختلج في صدور هؤلاء، وما هو في قناعتهم، أنهم قد أصبحوا سادة مجتمع جديد، وأنه يجب الحفاظ على «مكاسب» و«غنائم» حتى ولو ألبسوا الأمر لباس الدفاع عن الوحدة.
تكررت الاتهامات .. وتنوعت في أسلوب العرض لها ومواصفاتها، في كل مرة يتحدث أحد عن «الفيدرالية» أو عن أي شأن أو أمر يتعلق بالصور السيئة والسلوك الضار باسم «الوحدة». وأصبح الحديث عن الوحدة وما يتعلق بها، وكذا الحديث عن الفيدرالية وكأنه من المحرمات، خاصة إذا كان الكاتب أو المتحدث من الجنوب.
إني ألحظ واقرأ ملامح هذا العداء والمجاهرة به في مقال للأخ يوسف عبدالجليل حاتم في عدد «الأىام» (4529) بتاريخ العاشر من يوليو 2005م على أنه يرد على الأستاذ السيد أبوبكر السقاف فيما كتبه في مقال له في عدد سابق.
السقاف بدا للأخ يوسف وكأنه دخل نطاق المحرمات والممنوع، وكأن الحديث عن رأي في وضع سياسي معين كفر ومن محرمات العهد الجديد، والحديث عن تصور لنظام دولة مستقرة، خلافاً عن «الوحدة الاندماجية»، كما يحلو للبعض تسميتها هو أيضاً من الكفر والممنوع، و أصحاب هذه الآراء حتماً انفصاليون، وزاد الأخ ابن عبدالجليل أنهم ممن «ينتظرون قدوم برايمر»، هكذا فكر .. يوسف عبدالجليل، كما فكر من سبق، وإن قرأنا لهم من نفس هذه المجموعة.
شيء ممل ووضع مقزز لما وصل إليه هؤلاء الإخوة، حقاً حالة مقززة ومقرفة .. أطروحات هؤلاء الزملاء والإخوة وإصرارهم على إبقاء صورة موحدة لهم في طرح الاتهام بالانفصالية فوراً للآخرين، إذا تطرقت مناقشاتهم لأوضاع سياسية حول «الوحدة» أو حول الفيدرالية، لم يعد هناك شيء آخر لديهم سوى الانفصالية، يعتقدون بأنه سوف يوقف أي رأي معارض لآراء «الوحدويين» الجاهزين تحت أي ظرف، وفي أي حال، حتى لو هلك من هلك.
ما حدث خلال كل هذه السنوات الخمسة عشرة الماضية، هو حديث يجري في مجالس الناس وفي لقاءاتهم، الناس تتحدث في الشارع عن كل هذه الأمور ويتحدث الناس أيضاً عن الفيدرالية وعن غيرها، فهل تريدون أن تقولوا أن هؤلاء انفصاليون، هل أنتم من تمنحون شهادات سياسية للناس .. هذا «وحدوي» وهذا «انفصالي»، هذا «يرغب بأن يحضر بريمر» وذاك «يرغب في دعوة فلان»، ألم أقل لكم إن أمركم مقرف.
المواطن العادي يتحدث ببساطة عن أمور تحدث من خمسة عشر عاما مضى، المواطن العادي لا يريد أن يكون مواطناً اقل درجة من غيره، حتى ولو كان ممن استفاد حقيقة من الوحدة و«طلعوا» درجة. المواطن في الجنوب يرفض ما يشاهده من نهب وسلب للأرض وحقوقه عليها، كما أنه ليس من العدل يا يوسف أن تختزل الحياة وما يجرى خلالها بأن «الجميع يعملون متسامحين ومندمجين ومتآخين لا تفرقهم نزعات انفصالية..!»، هذا الاختزال الساذج للأمور لا يأتي إلا ممن قد تربع على ما يسعى إليه حتى ولو كان من حق أخيه، أنت تملك تسعا وتسعين نعجة، وأصبح همك يتركز على نعجة لأخيك، «الجميع يعملون..»، جيد.. ارفع صوتك معنا حتى يكون الجميع يعملون، «الجميع متسامحون» جيد أيضا هذا الأمر، فدعنا نرى هذا على الأرض وأن يتسامح الجميع مع الجميع، فلا يغتصب هذا حق أخيه ولا يسطو هذا على أرض أخيه، ولا يحتكر هذا الأخ لنفسه أمراً بكامله، نريد أن يكون هذا الأمر محسوماً على الأرض، ولتكن الثروة للجميع، فارفع صوتك بهذا الشأن واعكس هذا على الواقع. أنا أريد أن يدرس ابني وابنك على مستوى واحد، إني أرغب في أن لا يحصل شخص ما على نصيب مميز من الثروة دون حق، و ..و.. أريد أن يكون صوتي وصوتك قويين وفعاليين داخل بيوتنا، وفي حدود إداراتينا، أريد أن يتولى ابني وابنك المواقع الإدارية في حدود إداراتيهما، وخاصة الأمنية والإيرادية. فكيف تنكر أن هذا لا يحدث يارجل، قم بمسح للأراضي والوظائف والمواقع الأخرى، تجارة، استثمار، الخ، لا تتحدث هكذا من خلال «غيرة عمياء».
نحن كنا هنا في هذه المحافظات الجنوبية دعاة للوحدة قبل غيرنا وفي وقت رفضها إخوتنا، ارجع إلى التاريخ القريب يارجل، والله من العيب عليك أن تحرف الحقائق وأن تزيف التاريخ. لن أذكرك بقوله تعالى بأن الله لو شاء لجعلنا أمة واحدة، وأنه سبحانه أفاد عبيده بقوله مؤكداً أنه جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف .. لنتعارف يا رجل، وليس لأخذ حقوق بعضنا والاستقواء بتهمة الانفصالية، فهي لن تخيف أحداً ولو تمسكتم بهذا النهج العدائي البغيض، فاعلم أنني ألف مليون مرة انفصالي. عودوا إلى رشدكم ، وخذوا الجنوب وأبناء الجنوب في أحضانكم .. حتى لا ترتكبوا الخطأ القاتل.
تكررت الاتهامات .. وتنوعت في أسلوب العرض لها ومواصفاتها، في كل مرة يتحدث أحد عن «الفيدرالية» أو عن أي شأن أو أمر يتعلق بالصور السيئة والسلوك الضار باسم «الوحدة». وأصبح الحديث عن الوحدة وما يتعلق بها، وكذا الحديث عن الفيدرالية وكأنه من المحرمات، خاصة إذا كان الكاتب أو المتحدث من الجنوب.
إني ألحظ واقرأ ملامح هذا العداء والمجاهرة به في مقال للأخ يوسف عبدالجليل حاتم في عدد «الأىام» (4529) بتاريخ العاشر من يوليو 2005م على أنه يرد على الأستاذ السيد أبوبكر السقاف فيما كتبه في مقال له في عدد سابق.
السقاف بدا للأخ يوسف وكأنه دخل نطاق المحرمات والممنوع، وكأن الحديث عن رأي في وضع سياسي معين كفر ومن محرمات العهد الجديد، والحديث عن تصور لنظام دولة مستقرة، خلافاً عن «الوحدة الاندماجية»، كما يحلو للبعض تسميتها هو أيضاً من الكفر والممنوع، و أصحاب هذه الآراء حتماً انفصاليون، وزاد الأخ ابن عبدالجليل أنهم ممن «ينتظرون قدوم برايمر»، هكذا فكر .. يوسف عبدالجليل، كما فكر من سبق، وإن قرأنا لهم من نفس هذه المجموعة.
شيء ممل ووضع مقزز لما وصل إليه هؤلاء الإخوة، حقاً حالة مقززة ومقرفة .. أطروحات هؤلاء الزملاء والإخوة وإصرارهم على إبقاء صورة موحدة لهم في طرح الاتهام بالانفصالية فوراً للآخرين، إذا تطرقت مناقشاتهم لأوضاع سياسية حول «الوحدة» أو حول الفيدرالية، لم يعد هناك شيء آخر لديهم سوى الانفصالية، يعتقدون بأنه سوف يوقف أي رأي معارض لآراء «الوحدويين» الجاهزين تحت أي ظرف، وفي أي حال، حتى لو هلك من هلك.
ما حدث خلال كل هذه السنوات الخمسة عشرة الماضية، هو حديث يجري في مجالس الناس وفي لقاءاتهم، الناس تتحدث في الشارع عن كل هذه الأمور ويتحدث الناس أيضاً عن الفيدرالية وعن غيرها، فهل تريدون أن تقولوا أن هؤلاء انفصاليون، هل أنتم من تمنحون شهادات سياسية للناس .. هذا «وحدوي» وهذا «انفصالي»، هذا «يرغب بأن يحضر بريمر» وذاك «يرغب في دعوة فلان»، ألم أقل لكم إن أمركم مقرف.
المواطن العادي يتحدث ببساطة عن أمور تحدث من خمسة عشر عاما مضى، المواطن العادي لا يريد أن يكون مواطناً اقل درجة من غيره، حتى ولو كان ممن استفاد حقيقة من الوحدة و«طلعوا» درجة. المواطن في الجنوب يرفض ما يشاهده من نهب وسلب للأرض وحقوقه عليها، كما أنه ليس من العدل يا يوسف أن تختزل الحياة وما يجرى خلالها بأن «الجميع يعملون متسامحين ومندمجين ومتآخين لا تفرقهم نزعات انفصالية..!»، هذا الاختزال الساذج للأمور لا يأتي إلا ممن قد تربع على ما يسعى إليه حتى ولو كان من حق أخيه، أنت تملك تسعا وتسعين نعجة، وأصبح همك يتركز على نعجة لأخيك، «الجميع يعملون..»، جيد.. ارفع صوتك معنا حتى يكون الجميع يعملون، «الجميع متسامحون» جيد أيضا هذا الأمر، فدعنا نرى هذا على الأرض وأن يتسامح الجميع مع الجميع، فلا يغتصب هذا حق أخيه ولا يسطو هذا على أرض أخيه، ولا يحتكر هذا الأخ لنفسه أمراً بكامله، نريد أن يكون هذا الأمر محسوماً على الأرض، ولتكن الثروة للجميع، فارفع صوتك بهذا الشأن واعكس هذا على الواقع. أنا أريد أن يدرس ابني وابنك على مستوى واحد، إني أرغب في أن لا يحصل شخص ما على نصيب مميز من الثروة دون حق، و ..و.. أريد أن يكون صوتي وصوتك قويين وفعاليين داخل بيوتنا، وفي حدود إداراتينا، أريد أن يتولى ابني وابنك المواقع الإدارية في حدود إداراتيهما، وخاصة الأمنية والإيرادية. فكيف تنكر أن هذا لا يحدث يارجل، قم بمسح للأراضي والوظائف والمواقع الأخرى، تجارة، استثمار، الخ، لا تتحدث هكذا من خلال «غيرة عمياء».
نحن كنا هنا في هذه المحافظات الجنوبية دعاة للوحدة قبل غيرنا وفي وقت رفضها إخوتنا، ارجع إلى التاريخ القريب يارجل، والله من العيب عليك أن تحرف الحقائق وأن تزيف التاريخ. لن أذكرك بقوله تعالى بأن الله لو شاء لجعلنا أمة واحدة، وأنه سبحانه أفاد عبيده بقوله مؤكداً أنه جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف .. لنتعارف يا رجل، وليس لأخذ حقوق بعضنا والاستقواء بتهمة الانفصالية، فهي لن تخيف أحداً ولو تمسكتم بهذا النهج العدائي البغيض، فاعلم أنني ألف مليون مرة انفصالي. عودوا إلى رشدكم ، وخذوا الجنوب وأبناء الجنوب في أحضانكم .. حتى لا ترتكبوا الخطأ القاتل.