> «الأيام» علي محمد يحيى:
تحظى اليمن بمكانة متميزة من بين عدد من الدول العربية بما لديها من إرث وتراث ثقافي وعلمي يرجع إلى ما يزيد عن الالف عام، بما تملكه من المخطوطات والمؤلفات التي كتبها اصحابها عبر العصور الاسلامية والحقب التاريخية منذ نشأة التدوين عند المسلمين، والذي يرجعه المختصون إلى منتصف القرن الثاني الهجري. فقد بدأت منذ ذلكم التاريخ تظهر مؤلفات ضخمة في الفقه والتشريع الاسلامي وفي آداب اللغة العربية والعلوم المختلفة الاخرى، غير ما نقله المترجمون وما تم نقله عن مختلف الحضارات.
وقد ظلت المكتبات اليمنية المعنية بحفظ هذه المخطوطات تعاني من الإهمال والإغفال حتى اسدل الستار حول مقتنياتها ردحاً من الزمن.. مما شجع الاوربيين وقراصنة هذا التراث النادر، للسطو على تلك المكتبات ونهب الكثير مما احتوته من كنوز تحت اساليب وإغراءات وحجج مختلفة، وابتاعت الكثير مما عند الافراد، خاصة من مدن محافظة حضرموت دون غيرها من المحافظات الاخرى، التي تضم أكبر عدد من هذه المكتبات مثل مكتبة الكاف بتريم، والشعب بالمكلا، ومكتبة الكاف الاخرى بسيئون، ووقف آل بن يحيى المعروفة بدار الفقيه بتريم، ومكتبة العلامة عيدروس بن عمر الحبشي بالغرفة، ومكتبة الحسيني التي كانت ملكيتها قبل ذلك للاستاذ صالح بن علي الحامد، ومكتبة الرباط بتريم، ومكتبة بن سهل، وكذلك ما لدى الافراد من هذه المخطوطات وهم كثر. أما ما في صنعاء في الجامع الكبير ومدن يمنية أخرى فحدث عنها ولا حرج وكذلك في كثير من مساجدها، وحتى القرى منها.
دفعني إلى الاشارة نحو هذه المقدمة، حديث شائق كان امتعنا به الاستاذ الدكتور كمال عبده علي، الاستاذ بكلية الطب، اختصاصي طب العيون، في مقيل احتفالي بمناسبة عيد الأضحى بمنتدى الأديب بمدينة الشيخ عثمان، وهو من الاهمية بحيث نذكر به المعنيين نحو لفت انتباههم واهتمامهم بذلك الارث الحضاري والتاريخي لايجاد آلية مدروسة لاظهار اكبر قدر من هذه المخطوطات من خلال التحقيق فيها ونشرها مطبوعة، ميسرة لتصل إلى المواطن اليمني قبل غيره بدلاً من ان تبقى حبيسة المخازن والرفوف يكسوها الغبار وتنخر فيها السوس.
حدثنا د. كمال، أنه ضمن برنامج ترفيهي وسياحي لبعض طلبة كلية الطب، قسم العيون بجامعة عدن، شاركهم فيه اساتذة القسم من البروفيسورات والدكاترة، تواجهوا إلى محافظة حضرموت لزيارة معالمها وتراثها وآثارها، ومن بين تلك المعالم التي زاروها مكتبة الاحقاف، وأثناء الزيارة والطواف بأروقة المكتبة بمساعدة احد القيمين عليها، سأله د. كمال إن كان في هذه المكتبة مخطوط يعنى بطب العيون، فإذا أمام ناظريه قائمة من المخطوطات ذات الصلة، احضر له القيم واحداً منها تشرح مختلف أمراض العين، وفيها الكثير المشخص الموصوف والوافي الشرح، مثل المياه الزرقاء(الجلوكوما) وكيف أنها سميت بالزرقاء، باعتبار مياه العين هذه إنما هي مياه راكدة آسنة تميل إلى الزرقة.. إلى آخر تشخيص هذا الداء وعلاجه، وكذلك مرض العين (التراخوما) أو الرمد الحبيبي ولأنها أمراض اكتشف العرب اسبابها وشخصوها قبلاً.. فقد بحثها وتعمق اللاتين بدراستها واستبدلوا اسماءها العربية بعد ذلك بلغة اقوامهم.
من بين أعضاء برنامج الرحلة، رحلة طلبة قسم العيون، بروفيسور كوبي اندهش لما رأى وسمع من شرح للقيم واستغرب ان مثل هذا المخطوط موجود حقيقة ورآه بأم عينه في مكتبات اليمن. وكان استغرابه الأشد تأثيراً هو موقف اليمنيين من كنوزهم العلمية التي بين ايديهم، وموقف الجهات المعنية ذات العلاقة من هذه الكنوز التي لم ير معظمها النور.
السؤال المحير والمطروح.. كيف أهدرت اموال كثيرة في طبع ونشر عدد من الاصدارات الغثة والفجة والمعاد طبعها دون الحاجة لها في عام الثقافة عام صنعاء عاصمة الثقافة العربية، إصدارات منمقة وأنيقة باهظة الكلفة لا تستحقها بما بذل عليها من جهد وبما صرف عليها، في الوقت الذي كان الأجدر لو انه خصص جزء من ذلك المال للدراسة والتحقيق في عدد من هذه المخطوطات المركونة المنسية إلا من فهارسها، والقيام بطباعتها ونشرها كي ترى النور ويقرأها الناس.. كل الناس فتعم الثقافة في عام الثقافة لتتأصل روابط الانتماء والقيم الحضارية.
وقد ظلت المكتبات اليمنية المعنية بحفظ هذه المخطوطات تعاني من الإهمال والإغفال حتى اسدل الستار حول مقتنياتها ردحاً من الزمن.. مما شجع الاوربيين وقراصنة هذا التراث النادر، للسطو على تلك المكتبات ونهب الكثير مما احتوته من كنوز تحت اساليب وإغراءات وحجج مختلفة، وابتاعت الكثير مما عند الافراد، خاصة من مدن محافظة حضرموت دون غيرها من المحافظات الاخرى، التي تضم أكبر عدد من هذه المكتبات مثل مكتبة الكاف بتريم، والشعب بالمكلا، ومكتبة الكاف الاخرى بسيئون، ووقف آل بن يحيى المعروفة بدار الفقيه بتريم، ومكتبة العلامة عيدروس بن عمر الحبشي بالغرفة، ومكتبة الحسيني التي كانت ملكيتها قبل ذلك للاستاذ صالح بن علي الحامد، ومكتبة الرباط بتريم، ومكتبة بن سهل، وكذلك ما لدى الافراد من هذه المخطوطات وهم كثر. أما ما في صنعاء في الجامع الكبير ومدن يمنية أخرى فحدث عنها ولا حرج وكذلك في كثير من مساجدها، وحتى القرى منها.
دفعني إلى الاشارة نحو هذه المقدمة، حديث شائق كان امتعنا به الاستاذ الدكتور كمال عبده علي، الاستاذ بكلية الطب، اختصاصي طب العيون، في مقيل احتفالي بمناسبة عيد الأضحى بمنتدى الأديب بمدينة الشيخ عثمان، وهو من الاهمية بحيث نذكر به المعنيين نحو لفت انتباههم واهتمامهم بذلك الارث الحضاري والتاريخي لايجاد آلية مدروسة لاظهار اكبر قدر من هذه المخطوطات من خلال التحقيق فيها ونشرها مطبوعة، ميسرة لتصل إلى المواطن اليمني قبل غيره بدلاً من ان تبقى حبيسة المخازن والرفوف يكسوها الغبار وتنخر فيها السوس.
حدثنا د. كمال، أنه ضمن برنامج ترفيهي وسياحي لبعض طلبة كلية الطب، قسم العيون بجامعة عدن، شاركهم فيه اساتذة القسم من البروفيسورات والدكاترة، تواجهوا إلى محافظة حضرموت لزيارة معالمها وتراثها وآثارها، ومن بين تلك المعالم التي زاروها مكتبة الاحقاف، وأثناء الزيارة والطواف بأروقة المكتبة بمساعدة احد القيمين عليها، سأله د. كمال إن كان في هذه المكتبة مخطوط يعنى بطب العيون، فإذا أمام ناظريه قائمة من المخطوطات ذات الصلة، احضر له القيم واحداً منها تشرح مختلف أمراض العين، وفيها الكثير المشخص الموصوف والوافي الشرح، مثل المياه الزرقاء(الجلوكوما) وكيف أنها سميت بالزرقاء، باعتبار مياه العين هذه إنما هي مياه راكدة آسنة تميل إلى الزرقة.. إلى آخر تشخيص هذا الداء وعلاجه، وكذلك مرض العين (التراخوما) أو الرمد الحبيبي ولأنها أمراض اكتشف العرب اسبابها وشخصوها قبلاً.. فقد بحثها وتعمق اللاتين بدراستها واستبدلوا اسماءها العربية بعد ذلك بلغة اقوامهم.
من بين أعضاء برنامج الرحلة، رحلة طلبة قسم العيون، بروفيسور كوبي اندهش لما رأى وسمع من شرح للقيم واستغرب ان مثل هذا المخطوط موجود حقيقة ورآه بأم عينه في مكتبات اليمن. وكان استغرابه الأشد تأثيراً هو موقف اليمنيين من كنوزهم العلمية التي بين ايديهم، وموقف الجهات المعنية ذات العلاقة من هذه الكنوز التي لم ير معظمها النور.
السؤال المحير والمطروح.. كيف أهدرت اموال كثيرة في طبع ونشر عدد من الاصدارات الغثة والفجة والمعاد طبعها دون الحاجة لها في عام الثقافة عام صنعاء عاصمة الثقافة العربية، إصدارات منمقة وأنيقة باهظة الكلفة لا تستحقها بما بذل عليها من جهد وبما صرف عليها، في الوقت الذي كان الأجدر لو انه خصص جزء من ذلك المال للدراسة والتحقيق في عدد من هذه المخطوطات المركونة المنسية إلا من فهارسها، والقيام بطباعتها ونشرها كي ترى النور ويقرأها الناس.. كل الناس فتعم الثقافة في عام الثقافة لتتأصل روابط الانتماء والقيم الحضارية.