> «الأيام الرياضي» عبد الهادي ناجي علي:

من اليسار المصور الصحفي الرياضي الشهير زيزو وبجانبه مختار محمد حسن
من اليسار المصور الصحفي الرياضي الشهير زيزو وبجانبه مختار محمد حسن
فن التصوير مهارة لا يجيدها بإتقان إلا من أحبها وصقل موهبته وصولاً إلى الاحتراف ، ومهارة التصوير تتسم بالإبداع والتميز فخلو اللقطة من لمسات الشد والجاذبية تعتبر صورة عادية لا تحمل أي مضمون يمكن أن يفهمه المتأمل ، فربما لقطة بعدسة محترف تغني عن الحديث والكتابة في موضوع ما ، فالصورة تكون أكثر تعبيراً في حوادث ومواقف كثيرة فالذي جعل القارئ يستغني عن قراءة كلمات مصفوفة هو الإجادة والإتقان من قبل المصور المحترف ،ولذلك لا نستغرب عندما نرى قارئا لمطبوعة ما واقفا يتأمل في الصور ويقرأ ما فيها من رسائل بعيداً عن الكلمات المكتوبة فمن الذي جعل القارئ يتذوق الصورة بتلك الحالة ؟ انه الإبداع والفن والإتقان والتميز في اللقطة من قبل المصور .. وحتى الآن الساحة اليمنية لا تزال تعاني من ندرة المصورين المحترفين فمن يقومون بامتهان التصوير كفن وحرفة فيها الإبداع هم قلة قليلة ويمكن إرجاع ذلك للإمكانات والظروف الاقتصادية للإنسان المحب للتصوير حيث لا يقدر أن يوفر كاميرا ذات سعر عال تتصف بمواصفات جودة عالية ، ومع ذلك كله هناك من أصر وجاهد حتى حقق أمنيته وحقق هدفه في الحياة حتى صار مصوراً محترفاً حيث تشكل لقطاته نوعا من التميز والإبداع في الساحة الرياضية وهو من بين عدد لا يزيدون على أصابع اليد الواحدة نجدهم يتميزون بما لديهم من حس مهني في لقطاتهم الفوتوغرافية ..تابعوا حوارنا التالي الذي أجرته «الأيام الرياضي» مع المصور المبدع عبد العزيز عمر الملقب بـ (زيزو ):

كنت شغوفا

> لماذا التصوير هو الذي جعلته مصدر رزقك ،وهل كانت لك مهنة محددة قبل أن تكون محترف تصوير ؟

- أولا التصوير بدأ عندي كهواية كنت من خلالها شغوفا بمتابعة المجلات والصحف العربية والعالمية مثل : مجلة شوت وفرانس فوتبول وغيرها.. وكنت أشاهد صورا رياضية لأكبر المصورين في العالم وقلت في نفسي لماذ ا لا أكون مصورا صحفيا رياضيا وإذا لم أكن مصورا رياضيا سأكون طيارا لمروحية(هيلوكبتر) وكنت قبلها طالبا في المدرسة وعندما التحقت بالخدمة العسكرية في عام 79م كنت لاأزال احلم بأن أكون مصورا رياضيا وعندما أنهيت الخدمة العسكرية التحقت بالعمل في وكالة أنباء عدن سابقا وكالة الأنباء اليمنية سبأ حاليا عام 81م والتحقت في قسم التصوير الفوتوغرافي وأخذت دورة قصيرة في أساسيات ومبادئ التصوير والقواعد الأساسية فيه على يد الأستاذ القدير علي راوح المصور الصحفي المعروف، وبعدها التحقت في دورة متقدمة في مجال التصوير في المعهد الإعلامي آنذاك على يد احد المصورين الألمان الكبار في صحيفة دير شبيجيل الألمانية ، عند توحيد الوطن اليمني من خلال دمج وكالة أنباء عدن ووكالة سبأ التحقت بقرار وزاري للعمل كرئيس لقسم التصوير الصحفي بوكالة الأنباء اليمنية سبأ عام 91م وبعدها تلقيت دورة متطورة خاصة للمصورين ومحرري وكالات الأنباء لتغطية مونديال كاس العالم في فرنسا عام 98م في المركز الإقليمي لوكالة الأنباء الفرنسية الفرانس برس AFp في العاصمة القبرصية نيقوسيا بمشاركة جميع المصورين العرب في الدورة وحققت مركزا متقدما فيها نال استحسان الجميع ، وبعدها وفي نفس العام شاركت في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة عشرة في العاصمة التايلندية بانكوك ..وبعدها شاركت بعد انتهاء كاس العالم في كوريا واليابان 2002م في دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية إحدى المدن التي أقيمت فيها نهائيات كاس العالم 2002م ومنها شاركت في نهائيات كاس العالم للناشئين في فنلندا عام 2003م في مدينة تامبيرا في المجموعة التي تضم البرازيل والبرتغال والكاميرون إلى جانب بلادنا. وبعدها شاركت في نهائيات كاس آسيا للشباب في ماليزيا 2004 المؤهلة لكأس العالم للشباب في هولندا 2005م وبعدها شاركت في بطولة محمد بن راشد آل مكتوم الدولية لكرة القدم مع المنتخب الوطني الأول ، كما شاركت في مسابقات عالمية كثيرة منها مسابقة أفضل صورة صحفية عالمية.

مسابقات

> من أين بدأت ممارسة التصوير ؟

- في هولندا ومسابقة أفضل صورة رياضية عالمية في اليابان ومسابقة في الصين ومسابقة أفضل صورة صحفية في الإمارات العربية المتحدة دبي في نادي دبي للصحافة وشاركت في مسابقة لأفضل صورة صحفية يقيمها سنويا اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) ،ومسابقة اليوم العالمي للبيئة في نيويورك مقر الأمم المتحدة ، ومسابقات كثيرة، وإقامة معارض للصور.

البداية هواية

> كيف تقيم بدايتك مع الكاميرا كهاو والآن كمحترف ؟

- البداية كانت مع الكاميرا عن طريق الهواية وشغف مشاهدة الصور الرياضية في أشهر المجلات والصحف الرياضية المتخصصة.

الفضل لوالديّ العزيزين

> من كان له الفضل بعد الله في دفعك إلى هذه المهنة؟

- كان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لوالدتي العزيزة أطال الله عمرها وأعطاها الصحة والعافية والعمر المديد ولوالدي العزيز الذي توفي في السبعينيات وكان يتمنى أن يراني مصورا ممتازاً وللعلم والدي كان من ادخل أول آلة عرض سينمائية في اليمن .

أول كاميرا

> ما نوع أول كاميرا استخدمتها، وهل لاتزال تحتفظ بها ؟

- أول كاميرا استخدمتها كانت من نوع كاميرا 120 رول فيلكس وهو نوع قديم تأخذ 12 صورة فقط ، وكاميرا ياشيكا نوع قديم وأنواع كثيرة أخرى .. لا احتفظ بها لأنها سرقت من قسم التصوير آنذاك .

سباح بارع وماهر

> هل كانت لك ممارسات رياضية كلاعب مثلاً ، ومن أين كانت بدايتك ولماذا لم تواصل اللعب ، ومتى تركت الكرة واتجهت إلى التصوير ؟

- كنت أمارس كرة القدم في الحارة والمدرسة لكنني كنت أحب السباحة جدا لقرب البحر من منزلنا ، وكنت أنا والأصدقاء نقضي العطلة في الشواطئ لغرض السباحة و لا أخفي عليك مثلما أنا مصور بارع أنا أيضا سباح بارع وماهر.

أفضل الفترات

> أي المراحل بالنسبة لك لازلت تعتبرها أفضل شيء إليك ؟

- المرحلة التي اعتبرها أفضل الفترات في حياتي العملية رغم وصولي إلى هذه الدرجة المرموقة من الشهرة والإبداع هي فترة تعلمي التصوير في بداية حياتي العملية ، وأنا إلى حد الآن اعتبر نفسي تلميذا في مدرسة التصوير الفوتوغرافي الكبيرة .

أول نشر

> ما هي أول صحيفة نشرت لك صورك؟

- أول صحيفة نشرت صوري هي صحيفة «14 أكتوبر» ومجلة «الرياضي» التي كانت تنشر في عدن آنذاك وتعتبر أول مجلة رياضية يمنية .

أغلى ثمن

> ما هو المبلغ الذي تقاضيته من أول نشر لك ؟

- أول مبلغ تلقيته بعد نشر أول صورة لي اعتبرته أغلى ثمن قبضته في حياتي وكنت فرحانا جدا كأني تلقيت مبلغا كبيرا جدا .

التصوير عالم مثل البحر

> ما هي المواصفات التي يجب أن يتمتع بها المصور المحترف؟

- الموصفات التي يجب أن تكون عند المصور المحترف هي سرعة البديهة والحس المرهف والبعد عن الخوف وان يكون في حالة استعداد دائم مثل الجندي لان الجندي يحمل البندقية والمصور يحمل الكاميرا والمتابعة المستمرة والقراءة ومتابعة كل جديد والتأهيل والتدريب لأن عالم التصوير عالم مليء بالجديد ، والتصوير عالم مثل البحر لا ينتهي أبدا ولا توجد له نهاية.

   زيزو يحمل كأس العالم
زيزو يحمل كأس العالم
أنا فخور بذلك

> ما هي ابرز الصور التي تعتبرها مصدر فخر لك حتى اللحظة؟

- الصور التي اعتبرها مصدر فخر لي هي كثيرة جدا وأي صورة أرى أن القارئ والمشاهد يتمتع بها ويعجب بها هي مصدر فخر لي دائما ولكن اذكر صورة لمشجع تلالي ملطخ وجهه بالأصباغ الحمراء نشرت في مجلة «الرياضي» الكويتية، وكذا ثلاث صور نشرت لي في مجلة «سوبر» الإماراتية في زاوية (الصورة فن) نال إعجاب الكثيرين من القراء في الوطن العربي والعالم وهذه الزاوية الخاصة للعلم كانت محتكرة لأفضل المصورين الرياضيين العالميين غير العرب وأنا أعتقد أنني المصور العربي الوحيد الذي اخترق هذا الجدار ونشرت له هذه الصورة وأنا فخور بذلك.

صحف بدأت تهتم بالصورة الرياضية

> كيف تنظر للعمل مع الصحف المحلية ؟

- العمل مع الصحف اليمنية جيد نوع ما ولكن الاهتمام بالصورة الرياضية مفقود إلا في ما ندر من بعض الصحف ، وهناك صحف بدأت تهتم بالصورة الرياضية.

> ما أبرز الصحف التي كان لها الفضل في إشهارك كمصور متميز ومحترف ؟

- هذا السؤال محرج بعض الشيء وأنا أقول إن الشهرة يصنعها المصور الرياضي لوحده من خلال مشاركاته العديدة وابداعاته وأعماله ولقطاته المتميزة وهناك بعض الصحف تكون وراء إشهار المصور الرياضي .

الصورة هي لحظة ورمشة عين

> لماذا اخترت التصوير الرياضي ولم تتجه إلى التصوير السياسي ؟

- اخترت التصوير الصحفي الرياضي لأنة بصراحة التصوير الرياضي ممتع وشيق ومتعب والمصور الرياضي أكثر شهرة من المصور السياسي لأنه يتعامل مع اكبر شريحة من الناس وهم المشجعون الرياضيون واضرب لك مثلا إذا كان مصور الرئيس الخاص وبجانبه المصور زيزو مثلا الناس في الشارع أو في أي مكان بايتعرفوا بسرعة على المصور الرياضي زيزو لانه مثلما قلت إن المصور الرياضي مشهور جدا وقس على ذلك مصوري أشهر النجوم في عالم كرة القدم ، ولان التصوير الرياضي من أصعب فنون التصوير على الإطلاق لأنه يعتمد على اللحظة والصورة هي لحظة ورمشة عين .

> شاركت في معارض ومسابقات خارجية فهل من الممكن أن نتعرف على أهم المشاركات الخارجية لك ؟

- مشاركاتي كثيرة وقد أسلفت في الحديث عنها سابقا.

أسوا صورة

> ما أسوا صورة اعتبرتها مصدر مشاكل لك؟

- أسوا صورة كانت في عام 94م في مباراة وحدة عدن ووحدة صنعاء وكان هناك شغب تسبب فيه رجال الأمن لعدم خبرتهم الكافية في التعامل مع الجماهير الرياضية .. مما تسبب في إصابات لعدد من المشجعين من خلال القنابل المسيلة للدموع وكنت لا أتمنى أن تتكرر تلك الصور في المستقبل وصوري كانت تدين الشغب بأشكاله. الأمر يبشر بالخير

> ما هي أسباب ندرة المصورين في الساحة الرياضية ؟

- أسباب ندرة المصورين في الساحة الرياضية عدم الاهتمام بالصورة الرياضية وعدم التأهيل والتدريب من خلال إقامة الدورات التدريبية في مجال التصوير الرياضي وغلاء أدوات التصوير ، ولكن الحمد لله الآن نرى بعض الوجوه الشابة الواعدة في مجال التصوير والأمر يبشر بالخير.

راحة البال

> ما هي اللحظات التي تراها جميلة لك كمصور لالتقاط الصور؟

- اللحظات التي يرى فيها المصور أنها جميلة لالتقاط الصور راحة البال وصفاء الذهن، والتصوير مثل المزاج .

مصورون رياضيون متميزون

> كيف تقيم المصورين المتواجدين على الساحة ومن منهم تراه يسير بشكل صحيح في طريق احتراف التصوير؟

- بصراحة المصور الرياضي اليمني موهوب بالفطرة وعنده إمكانيات من الله سبحانه وتعالى أما إذا توفرت الإمكانيات المادية إلى جانب إمكانيات التأهيل والتدريب فالمصور اليمني لا يقل شأنا عن المصور العربي والعالمي وهناك مصورون رياضيون متميزون يسيرون في الطريق الصحيح للاحتراف مثل محمد حويس ويحي الضاوي ومحمد باحميش وسيف حويس وعادل حويس وعلي شاهر وعرفان فيروز ومحي الدين ومختار محمد حسن ومحمد صبري وعادل العريقي وكثيرون لا تسعفني الذاكرة لذكرهم وهناك مصور شاب اسمه أيمن أتنبأ له بمستقبل واعد وممكن يكون في المستقبل من أفضل المصورين الرياضيين في اليمن .

شروط احتراف المصور

> ما هي شروط الاحتراف من وجهة نظرك ؟

- لا توجد شروط لاحتراف المصور وإنما يوجد حب للمهنة والإخلاص والأمانة و المثابرة والمواكبة والتأهيل والتدريب والزمن كفيل بأن تكون مصورا محترفا والتصوير هو عملي وميداني قبل أن يكون نظريا في قاعة محاضرات.

> ما هي أصعب اللحظات التي يعيشها المصور ؟

- عندما تفوت عدسته لقطة هامة وهو بحاجة ماسة لها فتراه حزينا جدا واللقطة عندما تذهب لا تعود .