> محمود ثابت مثنى:

محمود ثابت مثنى
محمود ثابت مثنى
إن الدعوات الربانية والرسالات السماوية والكتب المنزلة على الرسل المبعوثين عليهم السلام والقرآن الكريم المنزل على خير من اصطفى من عباده النبي الأمي محمد ابن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم جميعها تدعو إلى الخير والصلاح وإفشاء السلام ونبذ الفتنة والكراهية والبغضاء.. وتدعو إلى المحبة والوئام .

وقد آخى الإسلام بين عباد الله تعالى وجعلهم أخوة في دينه القويم حيث قال جل وعلا «كلكم لآدم وآدم من تراب». وفي هذا الشهر الكريم تتاح الفرص وتأتي المنح بجلب الخيرات والحسنات والنفحات الربانية وتتجسد أعمال الخير وتتلاشى وتنحصر أعمال الشر والعدوان وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وبهذا الشهر يجدها المرء المزود بروحانيته وإيمانه بالله تعالى فرصته لعمل الخير وإصلاح ذات البين لنيل الأجر والثواب ويمنح أضعافاً مضاعفة من الأجر كجزاء لأعماله الخيرة. والإصلاح في هذا المقام له معان ومفاهيم عدة وهو عام وليس خاصاً، مطلق غير مقيد للمسلمين وغير المسلمين.. للعرب والعجم.. للإنسان أينما وجد على وجه المعمورة الفانية زينتها والهالكة متعها.

ومن خلال هذه الدعوة نستبشر الخير للفوز بالآخرة دار الأبرار والصالحين والمصلحين بين الناس.. الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والعافين عن الناس.

وفي بلادنا خصوصاً اليمن السعيد يمن الحكمة والإيمان تصديقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة فالإيمان يمان والحكمة يمانية).. فإننا في هذا المقام في أمس الحاجة لمن وصفهم رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه للانطلاق بأجندة الخير والصلاح والتحرك والبدء في إصلاح ذات البين ابتداءً من إصلاح النفس البشرية الأمارة بالسوء ثم إصلاح ذات البين ودعوة الناس إلى الإصلاح والخير وصلة الرحم بين الأهل والأقارب وحقوق الجار في التواصل وعدم القطيعة والتسامح والعفو.

وهي دعوة للخير وإنهاء قضايا الثأر والبغضاء والتعصبات السياسية والقبلية وغيرها وما نتج عنها من سفك الدماء في مختلف أنحاء بلادنا أكان في شبوة وردفان وطور الباحة في لحج وعمران وتعز وغيرها من مناطق يمننا الحبيب.. وهي دعوة للخير والصلاح ولن يعفى منها أحد أينما وجد .

وهي أمانة في أعناق من تزودوا بنعمة التعليم والتنور الذين يعقلون مجريات الأمور ويدركون معنى إفشاء السلام والمحبة والوئام وإصلاح ذات البين، ولاسيما منظمات المجتمع المدني والمدارس بمختلف تخصصاتها والمساجد ودور العبادة والعلم وجميع مكونات المجتمع من الفرد والأسرة وعامة الناس أجمعين .. ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعاً عملاً صالحاً متقبلاً لوجهه الكريم.

والله من وراء القصد