> نجيب محمد يابلي:

نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
الحمد لله أن أعاننا على إجراء انتخاباتنا الرئاسية والمحلية الساخنة والتنافسية، وقبول المشترك بالنتائج، وتعهد فخامة الأخ رئيس الجمهورية قبل إعلان النتائج (باعتباره مرشح حزبه المؤتمر الشعبي العام) وبعد إعلان النتائج بأنه سيبدأ من خلال حكومته بتنفيذ برنامجه الانتخابي، وعزم على اجتثاث الفساد، والمهام جملة وتفصيلاً تشكل تحديات كبيرة ستجعلنا على مفترق طريق بأن نكون أو لا نكون.

شدني موضوع الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الاصنج الذي نشرته «الأيام» في عددها الصادر يوم 7 أكتوبر 2006م والموسوم (اليمن بعد الانتخابات) والذي تطرق في فقراته الخمس إلى ما يتمنى على الأخ الرئيس فعله في مختصر مفيد، وللأمانة فإن سلسلة مقالات الأستاذ الأصنج تضعه ضمن أضلاع المربع اليمني الجميل مع سائر الأضلاع الأخرى وهم الأفاضل: علي ناصر محمد، حيدر أبوبكر العطاس والحبيب عبدالرحمن بن علي الجفري.

ثمة خصوصيات تفرض علينا الاحتكام إلى العقل والتبصر في القادم المجهول الخارج عن سيطرتنا، منها ما هو مرتبط بالأوضاع الداخلية: الزيادة السكانية الملحوظة (3.7% سنوياً) وارتفاع معدلات الأمية والمرض والبطالة وغيرها. ولم تأت تمنيات الأستاذ الأصنج من فراغ، بل من بيانات وأرقام ومؤشرات منظمات دولية مختصة والتي أفادت بانحدار ترتيب اليمن بين دول العالم من حيث التنمية البشرية، حيث كان ترتيبها 133 بين 162 دولة في العام 2001 وانحدرت في العام 2002م إلى 147، وإلى 148 في العام 2003، وإلى 149 في العام 2004، وإلى 151 بين 177 دولة في العام 2005م.

إن الواقع السكاني اليمني عصي من حيث تبعثره في مجموعات سكانية تبلغ في تعدادها 111 ألف تجمع سكاني مقابل 33 ألف تجمع سكاني في مصر و6500 تجمع سكاني في سلطنة عمان، ويشكل هذا الواقع معضلة كبيرة في جانب الخدمات وفي مقدمتها التعليم والصحة، والعزيز د. عبدالكريم يحيى راصع، وزير الصحة يعاني كثيراً من هذا الواقع بحكم قراءاته واطلاعاته المقارنة في هذا الجانب.

يتحدث فخامة رئيس الجمهورية عن طي صفحات الماضي وبدء صفحة جديدة، وهذا هو التفكير السليم لمن أراد الخير والعافية لهذا الوطن الذي لم ينعم بالاستقرار لا في تاريخه القديم ولا الوسيط ولا الحديث، وما أحوجنا إلى خبرات أبناء هذا الوطن الذين تراكمت لديهم خبرات نوعية وصدور رحبة ورؤى ثاقبة وهم أصحاب سبق في المسؤوليات، سواء في مرحلة العمل الوطني أو مرحلة الحكم وكم أمتعنا أولئك الرجال بآرائهم ورؤاهم وأخص بالذكر السادة والأساتذة الأفاضل الذين ذكرتهم وهم: علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس وعبدالرحمن الجفري.

أتمنى أن تبقى النوافذ المفتوحة أمامنا لنسمع ما يقوله أصحاب الأضلاع الأربعة، ونتمنى من قلوبنا فتح قنوات التواصل معهم وستحقق تلك القنوات نتائج أفضل إذا تزامن ذلك مع ما يتحقق على الأرض من نتائج تنفيذ البرامج الانتخابية التي قطع أصحابها عهداً ووعداً بإنجازها وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية، لأن التقارب مقرون بالصدق والصدق مفتاح الأمان والإيمان.

أسأل الله ألا نراوح في مكاننا!