> «الأيام» فردوس العلمي

عمال النظافة يعملون على تنظيف الشوارع من مخلفات الباعة
عمال النظافة يعملون على تنظيف الشوارع من مخلفات الباعة
انقضى رمضان شهر الفضيلة والتسامح والخير 30 يوما بالتمام والكمال ومعه انتهت الزحمة والسهر وفي ليلة العيد كلما مرت ساعة بدأ الضجيج يتلاشى ساعة بساعة وأصبح الباعة يحزمون أمتعتهم وما تبقى من بضاعتهم ومع رحيلهم اختفى الإسفلت عن الأنظار وأصبح الناس تسير فوق القمامة وبقايا الكراتين وتعلق في أرجلهم أكياس النايلون المبعثرة والمرمية في كل أزقة وشوارع عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية، تلك الشوارع التي أغلقت طول الشهر الكريم في وجه السيارات عندما افترشها الباعة الوافدون من مختلف محافظات اليمن طلبا للرزق في عدن المعطاءة خاصة سوق الطويل وسوق البز أصبحا هما والكثير من الشوارع والطرقات الخلفية في ثغر اليمن الباسم عدن تبكي في ليلة العيد وتندب حظها وتقول هل هذا جزائي أني سمحت لكم بالبقاء على أرضي وهل هذه حلة العيد؟

مررت في العديد من الشوارع بصعوبة التقط العديد من الصور وهي حقيقة لا تحتاج إلى تعليق، كما التقيت ببعض المواطنين الذين كانوا يسابقون الوقت لشراء ما تبقى لهم من احتياجات العيد.

< الدكتورة أحلام هبة الله سألتها عن المخلفات المرمية في الطرقات وشوارع عدن؟ قالت:«للأمانة انضباعي سيء للغاية خاصة في ليلة العيد فلم يتخيل الإنسان أن يعيد في يوم العيد في يوم من الأيام بأكوام من القمامة والمخلفات والنفايات الخاصة بالباعة المفرشين وهذه حالة متناقضة عيد وقمامة تمتلئ بها الشوارع»، وحسب رأيها «من المفترض ان يكون العيد بهجة والسرور والنظافة والجمال والروعة في كل شيء ونحن بالعكس نعيد بكتلة من الزبالة المتناثرة في كل مكان في شوارع عدن»، وتضيف «رغم ان عمال النظافة يجمعون القمامة ويقومون بالتنظيف إلا أن هناك عوامل أخرى ضد هذا الواجب» .

أحلام هبة الله
أحلام هبة الله
سألتها ما هي تلك العوامل قالت: «الباعة المفرشين فأساسا هذا الشوارع ليست لهم فمن المفروض أن تكون لهم أسواق ومواقع خاصة بهم فبقايا كل ما يرمونه من صناديق البضاعة كلها تترك مخلفات وهذا حقيقة مشكلة كبيرة» وبتذمر وغضب تختم حديثها «عن نفسي أشعر بالغضب وبكآبة في ليلة العيد وتحت بيتي هذا الكم الهائل من القاذورات».

< صالح عوض العنتري يتكدر من وضع سوق البز طوال الشهر الكريم ويقول : «ماذا نقول من المفروض أن تكون النظافة أربعا وعشرين ساعة طوال الشهر الكريم من قبل صندوق النظافة والبلدية فهذه تعتبر شوارع تجارية رئيسية يجب أن تكون نظيفة كل يوم وهذا بصراحة منظر سيئ للعاصمة نفسها»، وعندما أخبرته بأن عمال النظافة يقومون بالتنظيف حتى لا يأتي العيد وعدن ملأئ بالقمامة قال بأسف «بعد ايش يأتون ينظفون وهم من يسمح للباعة المفرشين باستخدام الشوارع فإذا كانت البلدية تقوم بواجبها ما كان أحد تجرأ وفرش بسطة في وسط الطرق الرئيسية» .

< شمسان حزام أحد الباعة صاحب عربية بالزعفران يقول: «هذا شيء مخجل فمن المفروض على الباعة المفرشين وأصحاب العربات ان يعملوا على جمع مخلفاتهم قبل الرحيل فأيش يضرهم لو جمعوا القمامة كل يوم بيومه وعندما تمر سيارة نقل القمامة تأخذها» . ويضيف «على الباعة أن يعلموا أن هذا مواقع رزقهم في كل عام فلو ما يحافظوا عليه كيف يريدون ان تسمح لهم البلدية العمل في المناسبات القادمة». وينصح الاخ شمسان زملاءه الباعة بضرورة العمل على المحافظة على النظافة فحسب رأيه هذا لم يعد طلب رزق بل بهذلة، ويضيف: «عن نفسي عندي برميل أجمع فيه المخلفات وأعطيها للعربية».

عدلي علي بغدادي
عدلي علي بغدادي
< الكابتن عدلي علي بغدادي طيار في اليمنية يصب جام غضبه على صندوق النظافة والبلدية ووجه إليّ عتابا شديدا عندما رآني أقوم بتصوير أكوام مخلفات الباعة في طرقات وشوارع عدن وقال: «لا بد ان تأخذي الجانبين السيئ والجيد بشكل عادل ولا تأخذي الجانب السيئ فقط وأنت تتحدثين عن نظافة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية». ويقول «ما ذنب البائع المتجول وصاحب البسطة هو يدفع للبلدية مبالغ طائلة مقابل السماح له بالعمل في هذا الشهر الكريم وإذا عمل أي مخالفة ينهشون زي الكلاب» حسب تعبيره ويؤكد «هذا حصل أمام عيني»، ويقول: «البلدية لا تعرف القيام بواجبها يعرفون فقط كيف يستلمون المبالغ فنحن جميعنا كمواطنين ندفع قيمة النظافة من الضرائب المدفوعة فالنظافة ليس جمع القمامة فقط فمن المسؤول عن طفح المجاري أليست البلدية أم هي أيضا مسؤولية البائع المفرش؟ وفي رأي البغدادي «أن البائع المفرش إنسان مسكين يدفع قيمة النظافة ليعمل على إيجاد رزق أولاده ويعمل أربعا وعشرين ساعة». ويضيف: «للأسف أموال البلدية لا تخرج للنظافة بل تذهب إلى إقامة الحفلات ولكن لا يعملون على نظافة البلاد وإذا احد طالبهم بعمل شيء من أجل نظافة البلد كأنك طرحت عقرب في جيوبهم كلهم يمدون يدهم من أجل مصلحة نظافة البلاد يلسعهم العقرب». وفي ختام حديثه يقول البغدادي:«نتمنى ان تخرج العقارب من جيوبهم من أجل مصلحة ونظافة الوطن وتتم نظافة البلاد ويكون عندهم شيء من الولاء للوطن».

كثير من المواطنين استاءوا من تصوير القمامة والبعض قال «والله ما حد بيعمل حاجة وهذه صور نشاهدها كل عام» وتمنى آخرون ان لا يجدوا مثل هذه المناظر في عيد الأضحى ومن كان لهم أمل أكبر قالوا: «يجب ان تكون عدن نظيفة على طول ويعمل صندوق النظافة على مراقبة نظافتها بشكل مستمر» .

< وفي صباح العيد عملت جولة سريعة الى بعض طرقات عدن حتى أتأكد أن عدن لبست حلة العيد وكان لها نصيب من النظافة فوجدت عمال النظافة مازالوا منهمكين في جمع القمامة ومازالت بعض الشوارع كما تركتها في ليلة العيد ولم تلمسها يد تعمل على نظافتها بل ازدادت القمامة بعد رحيل آخر مفرش في طرقات عدن لتبكي عدن في ليلة العيد وصباح العيد فقدان النظافة في هذا اليوم السعيد.