> محمد فارع الشيباني:
في جلسة مقيل في صنعاء مع شيخ كريم لقبيلة في شمال صنعاء قال لي: «إن أبناء عدن يتميزون بالنظافة، نظافة الجسد والملبس وكذلك عزة النفس». ومنذ ذلك الحديث مع ذلك الشيخ الجليل الذي لم يحمل سلاحاً شخصياً في حياته وليس له حرس مدججون بالسلاح بل يرافقه ابنه وهو في الوقت نفسه سائق سيارته ولا يحمل السلاح، مرت سنوات كثيرة وأذكر الآن عندما سألته لماذا لا يحمل السلاح وليس عنده حرس بعد تردد أجابني: «الفضل يعود لوالدي فقد حملت مسدساً في سن المراهقة وعندما رآني والدي قال لي: إذا لم تستطع أن تجعل الناس يحترمونك بدون سلاح فلن تكون شيخاً جيداً ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أحمل أي سلاح». ولا أريد هنا أن أذكر اسمه حتى لا أخجل تواضعه.. ذكرت هذه الواقعة قبل أيام العيد وأنا في عدن كنت في أحد منتديات عدن عندما جاءت امرأة ووقفت بباب المنتدى بكبرياء وكان منظرها يدل على أن الزمان قد غدر بها، لم تتوسل، لم تقل أي شيء بل وقفت صامتة فقام أحد المخزنين بجمع ما جاد به الحاضرون من مبالغ وسلمه بأدب إليها وكما جاءت ذهبت بدون أن تقول كلمة واحدة.
حينها ذكرت كلمات ذلك الشيخ الجليل عن «عزة نفس أبناء عدن» فهذه المرأة التي يبدو أن الزمن قد قسا عليها وأجبرها على التسول لم تفقد - رغم ما آلت إليه من عوز- عزة نفسها وكرامتها، وتأبى عليها عزة نفسها ليس أن تطلب الصدقة ولكن أن تمد يدها في علامة التسول وتقف شامخة وبكبرياء.. بعدها بدأت أدقق النظر في كل شيء حولي، الناس في عدن لا يلبسون ثياباً جديدة أو غالية ولكنها نظيفة، الأطفال تخرجهم أمهاتهم للعب في الحارة ويبدو من مظهرهم أنهم قد اغتسلوا وشعورهم تم تمشيطها بعناية وملابسهم نظيفة.. لاحظت أن كل شيء متوفر في عدن من ملابس وذهب وفواكه، ولكن أغلبية أبناء عدن لا يملكون الفلوس لشرائها لأن أغلبهم إن لم يكن كلهم يعيشون على رواتبهم الضئيلة، ولكنهم يتعاملون مع تلك الأشياء بكبرياء وعزة نفس ويمرون أمامها كأنها غير موجودة، حتى الأطفال يمرون مع آبائهم أمام تلك المناظر دون أن يحرجوهم بمطالبتهم بالشراء، أما نساء عدن فإنهن يصنعن المعجزات في المنازل ويطعمن أزواجهن وأبناءهن بمبالغ يشتري آخرون بها القات ليوم واحد.
إن مظاهر عزة النفس عند أبناء عدن تجدها في كل مكان : في المنازل، في الأسواق، في العمل وأخيراً في مقايل القات، يمشون شامخي الرؤوس وبكبرياء وبعزة نفس يحسدون عليها. ولقد كان ذلك الشيخ من شمال صنعاء محقاً في وصفه لأبناء عدن رغم أنه زار عدن في أيام مجدها وعزتها أيام الحكم البريطاني لها، ولكن انطباعاته عن أبناء عدن كانت دقيقة.
أخيراً لقد دمرت عدن أيام الاشتراكي ونهبت وأفقرت بعد الوحدة ومازال أبناؤها يعانون، وأنا بطبعي لا أحب أن أوجه رسائل عبر الصحافة للمسئولين، ولكني اليوم أشذ عن هذه القاعدة وأقول للرئيس علي عبدالله صالح: لا يعود الفضل لحصولك على النصر في الانتخابات في محافظة عدن لأي شخص أو أشخاص مقربين منك، ولكن الفضل كل الفضل يعود لأبناء محافظة عدن ولوعيهم السياسي الناضج وقدرتهم على التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، ورغم معاناتهم المؤلمة فقد اختاروك لأنهم رأوا أنه لا يستطيع إخراجهم من ذلك الواقع إلا أنت سيادة الرئيس .. وكما يقول الكثيرون الذين عرفوك عن قرب إنك وفيٌّ بطبعك، الوفاء بالوفاء يا سيادة الرئيس.
حينها ذكرت كلمات ذلك الشيخ الجليل عن «عزة نفس أبناء عدن» فهذه المرأة التي يبدو أن الزمن قد قسا عليها وأجبرها على التسول لم تفقد - رغم ما آلت إليه من عوز- عزة نفسها وكرامتها، وتأبى عليها عزة نفسها ليس أن تطلب الصدقة ولكن أن تمد يدها في علامة التسول وتقف شامخة وبكبرياء.. بعدها بدأت أدقق النظر في كل شيء حولي، الناس في عدن لا يلبسون ثياباً جديدة أو غالية ولكنها نظيفة، الأطفال تخرجهم أمهاتهم للعب في الحارة ويبدو من مظهرهم أنهم قد اغتسلوا وشعورهم تم تمشيطها بعناية وملابسهم نظيفة.. لاحظت أن كل شيء متوفر في عدن من ملابس وذهب وفواكه، ولكن أغلبية أبناء عدن لا يملكون الفلوس لشرائها لأن أغلبهم إن لم يكن كلهم يعيشون على رواتبهم الضئيلة، ولكنهم يتعاملون مع تلك الأشياء بكبرياء وعزة نفس ويمرون أمامها كأنها غير موجودة، حتى الأطفال يمرون مع آبائهم أمام تلك المناظر دون أن يحرجوهم بمطالبتهم بالشراء، أما نساء عدن فإنهن يصنعن المعجزات في المنازل ويطعمن أزواجهن وأبناءهن بمبالغ يشتري آخرون بها القات ليوم واحد.
إن مظاهر عزة النفس عند أبناء عدن تجدها في كل مكان : في المنازل، في الأسواق، في العمل وأخيراً في مقايل القات، يمشون شامخي الرؤوس وبكبرياء وبعزة نفس يحسدون عليها. ولقد كان ذلك الشيخ من شمال صنعاء محقاً في وصفه لأبناء عدن رغم أنه زار عدن في أيام مجدها وعزتها أيام الحكم البريطاني لها، ولكن انطباعاته عن أبناء عدن كانت دقيقة.
أخيراً لقد دمرت عدن أيام الاشتراكي ونهبت وأفقرت بعد الوحدة ومازال أبناؤها يعانون، وأنا بطبعي لا أحب أن أوجه رسائل عبر الصحافة للمسئولين، ولكني اليوم أشذ عن هذه القاعدة وأقول للرئيس علي عبدالله صالح: لا يعود الفضل لحصولك على النصر في الانتخابات في محافظة عدن لأي شخص أو أشخاص مقربين منك، ولكن الفضل كل الفضل يعود لأبناء محافظة عدن ولوعيهم السياسي الناضج وقدرتهم على التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، ورغم معاناتهم المؤلمة فقد اختاروك لأنهم رأوا أنه لا يستطيع إخراجهم من ذلك الواقع إلا أنت سيادة الرئيس .. وكما يقول الكثيرون الذين عرفوك عن قرب إنك وفيٌّ بطبعك، الوفاء بالوفاء يا سيادة الرئيس.