> «الأيام» صلاح العماري

د. بسام حميد متحدثاً للزميل صلاح العماري
في هذا الحيز من عدد اليوم نلتقي الدكتور بسام علي حميد ابن محافظة حضرموت الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم الأدوية التطبيقية والتخصص في الباطني والقلب والطوارئ وإنقاذ الحياة من ألمانيا والذي لم يلق الرعاية اللازمة عند عودته لحضرموت لطلب الوظيفة والعمل على خدمة أهله وسعت ألمانيا لبقائه واستخراج الجنسية الألمانية له تقديراً لتفوقه وإخلاصه في عمله.
تبدأ القصة من مدينة الشحر حيث شهدت ولادة بسام علي حميد عام 1969م، ثم انتقل مع أفراد أسرته لمدينة المكلا عاصمة حضرموت ليبدأ دراسته الابتدائية فيها ثم الثانوية العامة في ثانوية المكلا للبنين (بن شهاب حالياً)، وتخرج في الثانوية عام 1988م من ضمن العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية، وبعد سنتين في التجنيد منح بسام حميد، بوصفه أحد العشرة الأوائل بالجمهورية، منحة دراسية لجمهورية ألمانيا عام 1990م، لدراسة الطب في جامعة فريدرش شيلر بمدينة ينا Yena في مقاطعة (تيورنقن) قلب ألمانيا الأخضر التي تبعد عن العاصمة (برلين) حوالي 250 كيلومترا. درس بسام أول سنة لغة ألمانية في معهد متخصص، ثم بدأ مشواره مع مهنة الطب عام 1991م وتخرج عام 1998م فكانت الـ 7 سنوات في الطب العام ثم نال الدرجة الاكاديمية في الدكتوراه تخصص (باطني) بعد 6 سنوات دراسة في جامعة ينا بمدينة كاسل مقاطعة (هسل)، كما تخصص في القلب الى جانب تخصص آخر في طب الطوارئ وانقاذ الحياة.

منظر لمدينة (كاسل) الألمانية
د. بسام حميد عاد يوم الإثنين إلى ألمانيا بعد زيارة قصيرة للأهل في المكلا والشحر بحضرموت مع أفراد أسرته المكونة من 3 أشخاص (زوجته وطفله وطفلته) ويعمل حالياً في قسم القسطرة بمجموعة مستشفيات مدينة كاسل التي يقطن بها حوالي 200 ألف نسمة وتقع وسط ألمانيا وبها مصنع للسيارات ومصانع أسلحة لهتلر، تم تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية، إلى جانب عمله في قسم الطوارئ بالمستشفى.. حول عمله بالطوارئ يقول د. بسام:«عند تلقينا أي معلومة وفي أي وقت حول حادث معين نقوم بسرعة مزودين بسيارة مجهزة بغرفة عناية مركزة كاملة لنصل إلى المريض خلال 10 دقائق فقط ونقوم بالإسعافات اللازمة أو إحالة المريض للمستشفى، وفي حالة بُعد المسافة أكثر من 10 دقائق هناك هيلوكبتر مجهزة لهذا الغرض وظيفتها الإسعافات الأولية لأي حالة مرضية، وأذكر من الحالات التي عارضتنا والحمد لله نجحنا فيها كانت هناك أم لثلاثة أطفال عمرها 27 سنة كانت عندها حالة استماء مستعصية أدت إلى فقدانها الوعي وكان أطفالها الثلاثة بجانبها لم يتجاوز عمر الأكبر منهم 4 سنوات وكان المنظر مؤثراً والحمد لله استطعنا إنقاذ حياتها بواسطة التنفس الصناعي والأدوية، ولعل عملنا في قسم الطوارئ يمنحنا العظة والتفكر في وحدانية الله سبحانه وتعالى وقدرته فلك أن تشاهد المفارقات، في يوم من الأيام أسرعنا لإنقاذ امرأة أرادت أن تنتحر فطعنت نفسها في القلب وكانت فرصتها في الحياة ضئيلة لكن بعد إجراءات العلاج شفيت بعد نقلها للمستشفى وعمل لها العلاج اللازم في اليوم نفسه، وبعد 3 ساعات فقط خرج رجل سليم من بيته ليتمشى مع كلبه فسقط أمام بيته مغشياً عليه وبعد حضورنا عملنا له كل المحاولات ولكنه فارق الحياة سبحان الله الأولى أرادت الموت ولم تمت والثاني أراد التنزه فكانت ساعته».
في مدينة (كاسل) بألمانيا يمارس د. بسام حميد الشعائر الدينية بدون مضايقات، ويقول عن ذلك:«الحمد لله هناك جالية عربية ومساجد نؤدي فرائضنا دون مضايقات ونصلي في المسجد، هم يعتبرون ذلك من خصوصياتك ويحترمونها ويجب أن تكون أنت في مقام الاحترام لدينك وواجباتك، كما يوجد هناك طلاب يمنيون نقدم لهم المساعدات اللازمة في التعليم واللغة إضافة إلى تسهيل أي صعوبات تواجههم».

نموذج لسيارة الإنقاذ المجهزة بغرفة العمليات
< ما هي الصفات التي ينبغي توفرها في الطبيب من وجهة نظرك؟
- حب المهنة قبل كل شيء، التواضع، حسن معاملة المريض في أي وقت حتى عند منتصف الليل، التطوير المستمر لأنه لا يوجد طبيب يعرف كل شيء، والإخلاص في العمل، هل تعرف أنه عند اجتماعنا عند تقرير أي حالة في ألمانيا بخصوص عمل عملية لها يطرح على الأطباء السؤال التالي: كيف لو كان هذا المريض أباك أو أمك.
وأعرب د. بسام علي حميد، في ختام اللقاء معه الذي أجري بالمكلا مساء السبت 4 نوفمبر، عن استعداده للإشراف على المرضى أو إجراء الفحوصات والعمليات اللازمة عند زيارته للوطن وللأهل في لاحق المرات.