> عبدالله الأصنج:
المشهد الفلسطيني مأساوي بكل المعاني.. حرب إبادة يومية تشنها إسرائيل بمختلف أسلحة قواتها العسكرية من مخزون الترسانة الأمريكية وتشمل الصواريخ والقنابل العنقودية والدبابات وطائرات التجسس الموجهة من عملاء محترفين تستأجرهم لتحديد أهدافها المرسومة ونسف القيادات الفلسطينية العصية. وفي بيت حانون شهد العالم صوراً لأحياء سكنية وسيارات وورش نجارة وحدادة تسوى بالأرض بفعل قذائف الدبابات.
الصراع الفلسطيني مع قوات الاحتلال، والعدوان اليومي ضد المدنيين بلغ ذورته وفق إيحاءات ومباركة خارجية، أمريكية وأوروبية وأيضاً عربية سيطرت على عقول أصحابها أوهام خبيثة زرعتها دوائر معادية للعروبة والإسلام . واعتقدت قيادات فلسطينية خطأ في سرمدية أهليتها دون غيرها لتداول الجاه والنفوذ تحت مظلة مرجعية السلطة الفلسطينية واتخذت هذه العناصر الفلسطينية من المواقف المتخاذلة والاستسلامية وإدمان هواية جلد الذات وسيلة للبقاء مستجدية لوساطات مصرية وأردنية ومغربية لا تقدم ولا تؤخر لفرملة ولجم العدوان الصهيوني الذي يحظى بمباركة الشريك الأمريكي الأوربي وتشجيعه في تصعيد العدوان لإبادة شعب فلسطين بنسائه وأطفاله وشبابه وكهوله وسط صمت عربي إسلامي دولي ينعى غياب الضمير الإنساني بعد سبات طويل.
وفي أجواء أضغاث أحلام مليئة بالتمني فإن بعض الحكومات العربية والمكلفين العاملين فيها في إطار صفقة ترويج مواقف مزدوجة ومشبوهة منذ مدريد وأوسلو والهرولة وراء تجديد الحديث عن الالتزام بوعود أمريكية وأوربية واهية ومشروع سلام عربي أعدمته إسرائيل يوم إعلانه بالتجاهل التام والإصرار على ممارسة حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني .
وتمضي قيادات فلسطينية وعربية تسبح ضد التيار الجماهيري العربي العاصف الذي ضاق ذرعاً بحرب إبادة وحصار يومي لشعب يستحق الحياة تشبعه الآلة العسكرية الإسرائيلية قتلأًُ واعتقالاً وتدميراً وتخريباً لمنازله ومؤسساته وتنشر الرعب والخوف والتخاذل المهين على كل شبر في الأرض العربية التي غاب القائمون على أمرها ومن أوكلوا لأنفسهم حماية الأرض والعرض.
ولا تكف زعامات فلسطينية وعربية في كل مناسبة تأكيد تمسكها بسراب السلام العادل والشامل وبمبادرة عربية لم تقبل بها دولة الصهاينة وحماتها في الولايات المتحدة وأوربا ولم يعد هناك ما يبرر الدعوة لها بعد أن نعاها أمين عام جامعة الدول العربية.
وينتظر البعض في دنيا (عرب - إسلام - فرد حزام) معجزة من بوش حتى بعد هزائمه في بلاده أن يكون وفياً لتعهداته التي قطعها منذ ولايته الأولى وذلك بعد أن نصروه في معاركه السياسية ضد إرهاب جماعات كانت واشنطن مصدر تدريبها وتمويلها ورعايتها في حرب أمريكية ضد احتلال سوفيتي في أفغانستان. ويعلم الأمريكيون والأوربيون كيف بادرت حكومات عربية بالتعاون معهم في ظروف دولية صعبة بالسيطرة على أسعار النفط ومنع ارتفاعها وفتح البعض من هذه الحكومات العربية سجوناً أمريكية في أراضينا وأصبحت المقاومة ضد الاحتلال إرهاباً منهياً عنه في فلسطين والعراق والباكستان وإندونيسيا والصومال وجنوب لبنان. وأما حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد شعب فلسطين فقد أصبحت دفاعاً عن النفـس وفق التعـريف الأمـريكي الأوربـي.
واليوم بعد أن تراخت قبضة الحزب الجمهوري في مجلسي الكونجرس وانقسم قادة حزب العمال البريطاني ورئيسه بلير على وشك أن يسقط والمستشارة الألمانية ميركل تغرق في لج تصريحات غير حذرة حين تناولها للصراع العربي الإسرائيلي. والاتحاد الأوربي هو الآخر أمام خيار سياسي صعب بين مواصلة حصار حكومة حماس والشعب الفلسطيني والصبر السرمدي بالدفاع المقيت عن حرب النازيين الجدد في إسرائيل وإزهاق أرواح أطفال ونساء وشيوخ في فلسطين المحتلة. وهي حالة مبرمجة للظلم والقهر والاستبداد والإهانات ، تمارسها إسرائيل منذ تأسيسها فوق مساحة أقل بكثير من الأرض الفلسطينية .
إن الحكومات العربية مطالبة اليوم أن تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأخطاء والخطايا السياسية التي واكبت مواقفها تحت تأثير وعود مخادعة تسمعها منذ أعوام من واشنطن ولندن وباريس وبرلين. فبيد هذه الحكومات من الأوراق الضاغطة سياسية واقتصادية يسهل توظيفها اليوم حتى يفهم ورثة بوش وبلير وميركل وشيراك بأن العرب والمسلمين وحكامهم لن يقبلوا بالخضوع والخداع. فقد فاض الكيل وبات الصمت جريمة.
نحن دعاة صداقة وتعاون مع أمريكا وأوربا والصين واليابان ومشكلتنا مع إيران يمكن أن نجد لها حلا ً دون حاجة للتصعيد غير المحسوب أو الانحياز لأعداء إيران لأسباب تخصهم بالمقام الأول.
وفي خضم مستجدات طرأت وسوف تطرأ فإن الأمة مدعوة إلى إلزام حكوماتها بالاستجابة الفورية لأداء الواجب باتخاذ خطوات عملية هي قادرة على اتخاذها وتتلخص في فك حصار غير مبرر على شعب فلسطين وحكومة هنيّة الشرعية وبالتالي حكومة الوحدة الوطنية، وتحذير أقطاب السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس ودحلان وقريع وعبدربه ومن معهم بالكف عن الهرولة وراء سرب حل سياسي عادل وشامل بتقديم تنازلات متتالية لإسرائيل وأمريكا والرباعية ولحكومات عربية متواطئة فقدت الرغبة والقدرة معاً لتحمل مسئولياتها نحو حماية الأمة والأوطان.
وحذار يا أهلي العرب أن تنقادوا وراء اصطفاف خيبة وفشل لمواجهة إيران أو الانسياق وراء صراع طوائف في العراق ولبنان والصومال حتى لا يتسع نطاق الانفلات السياسي المميت في أرجاء الوطن العربي الكبير وتهب علينا عاصفة لا تبقي ولا تذر . (وما علينا إذا لم تفهم البقر).
وهل يعقل أن تكون إسرائيل ومن أوجدوها وأنشأوها وزرعوا لها الأنياب والمخالب هم القادرون على حمايتنا حكاماً ومحكومين.
وزير خارجية اليمن الأسبق
الصراع الفلسطيني مع قوات الاحتلال، والعدوان اليومي ضد المدنيين بلغ ذورته وفق إيحاءات ومباركة خارجية، أمريكية وأوروبية وأيضاً عربية سيطرت على عقول أصحابها أوهام خبيثة زرعتها دوائر معادية للعروبة والإسلام . واعتقدت قيادات فلسطينية خطأ في سرمدية أهليتها دون غيرها لتداول الجاه والنفوذ تحت مظلة مرجعية السلطة الفلسطينية واتخذت هذه العناصر الفلسطينية من المواقف المتخاذلة والاستسلامية وإدمان هواية جلد الذات وسيلة للبقاء مستجدية لوساطات مصرية وأردنية ومغربية لا تقدم ولا تؤخر لفرملة ولجم العدوان الصهيوني الذي يحظى بمباركة الشريك الأمريكي الأوربي وتشجيعه في تصعيد العدوان لإبادة شعب فلسطين بنسائه وأطفاله وشبابه وكهوله وسط صمت عربي إسلامي دولي ينعى غياب الضمير الإنساني بعد سبات طويل.
وفي أجواء أضغاث أحلام مليئة بالتمني فإن بعض الحكومات العربية والمكلفين العاملين فيها في إطار صفقة ترويج مواقف مزدوجة ومشبوهة منذ مدريد وأوسلو والهرولة وراء تجديد الحديث عن الالتزام بوعود أمريكية وأوربية واهية ومشروع سلام عربي أعدمته إسرائيل يوم إعلانه بالتجاهل التام والإصرار على ممارسة حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني .
وتمضي قيادات فلسطينية وعربية تسبح ضد التيار الجماهيري العربي العاصف الذي ضاق ذرعاً بحرب إبادة وحصار يومي لشعب يستحق الحياة تشبعه الآلة العسكرية الإسرائيلية قتلأًُ واعتقالاً وتدميراً وتخريباً لمنازله ومؤسساته وتنشر الرعب والخوف والتخاذل المهين على كل شبر في الأرض العربية التي غاب القائمون على أمرها ومن أوكلوا لأنفسهم حماية الأرض والعرض.
ولا تكف زعامات فلسطينية وعربية في كل مناسبة تأكيد تمسكها بسراب السلام العادل والشامل وبمبادرة عربية لم تقبل بها دولة الصهاينة وحماتها في الولايات المتحدة وأوربا ولم يعد هناك ما يبرر الدعوة لها بعد أن نعاها أمين عام جامعة الدول العربية.
وينتظر البعض في دنيا (عرب - إسلام - فرد حزام) معجزة من بوش حتى بعد هزائمه في بلاده أن يكون وفياً لتعهداته التي قطعها منذ ولايته الأولى وذلك بعد أن نصروه في معاركه السياسية ضد إرهاب جماعات كانت واشنطن مصدر تدريبها وتمويلها ورعايتها في حرب أمريكية ضد احتلال سوفيتي في أفغانستان. ويعلم الأمريكيون والأوربيون كيف بادرت حكومات عربية بالتعاون معهم في ظروف دولية صعبة بالسيطرة على أسعار النفط ومنع ارتفاعها وفتح البعض من هذه الحكومات العربية سجوناً أمريكية في أراضينا وأصبحت المقاومة ضد الاحتلال إرهاباً منهياً عنه في فلسطين والعراق والباكستان وإندونيسيا والصومال وجنوب لبنان. وأما حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد شعب فلسطين فقد أصبحت دفاعاً عن النفـس وفق التعـريف الأمـريكي الأوربـي.
واليوم بعد أن تراخت قبضة الحزب الجمهوري في مجلسي الكونجرس وانقسم قادة حزب العمال البريطاني ورئيسه بلير على وشك أن يسقط والمستشارة الألمانية ميركل تغرق في لج تصريحات غير حذرة حين تناولها للصراع العربي الإسرائيلي. والاتحاد الأوربي هو الآخر أمام خيار سياسي صعب بين مواصلة حصار حكومة حماس والشعب الفلسطيني والصبر السرمدي بالدفاع المقيت عن حرب النازيين الجدد في إسرائيل وإزهاق أرواح أطفال ونساء وشيوخ في فلسطين المحتلة. وهي حالة مبرمجة للظلم والقهر والاستبداد والإهانات ، تمارسها إسرائيل منذ تأسيسها فوق مساحة أقل بكثير من الأرض الفلسطينية .
إن الحكومات العربية مطالبة اليوم أن تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأخطاء والخطايا السياسية التي واكبت مواقفها تحت تأثير وعود مخادعة تسمعها منذ أعوام من واشنطن ولندن وباريس وبرلين. فبيد هذه الحكومات من الأوراق الضاغطة سياسية واقتصادية يسهل توظيفها اليوم حتى يفهم ورثة بوش وبلير وميركل وشيراك بأن العرب والمسلمين وحكامهم لن يقبلوا بالخضوع والخداع. فقد فاض الكيل وبات الصمت جريمة.
نحن دعاة صداقة وتعاون مع أمريكا وأوربا والصين واليابان ومشكلتنا مع إيران يمكن أن نجد لها حلا ً دون حاجة للتصعيد غير المحسوب أو الانحياز لأعداء إيران لأسباب تخصهم بالمقام الأول.
وفي خضم مستجدات طرأت وسوف تطرأ فإن الأمة مدعوة إلى إلزام حكوماتها بالاستجابة الفورية لأداء الواجب باتخاذ خطوات عملية هي قادرة على اتخاذها وتتلخص في فك حصار غير مبرر على شعب فلسطين وحكومة هنيّة الشرعية وبالتالي حكومة الوحدة الوطنية، وتحذير أقطاب السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس ودحلان وقريع وعبدربه ومن معهم بالكف عن الهرولة وراء سرب حل سياسي عادل وشامل بتقديم تنازلات متتالية لإسرائيل وأمريكا والرباعية ولحكومات عربية متواطئة فقدت الرغبة والقدرة معاً لتحمل مسئولياتها نحو حماية الأمة والأوطان.
وحذار يا أهلي العرب أن تنقادوا وراء اصطفاف خيبة وفشل لمواجهة إيران أو الانسياق وراء صراع طوائف في العراق ولبنان والصومال حتى لا يتسع نطاق الانفلات السياسي المميت في أرجاء الوطن العربي الكبير وتهب علينا عاصفة لا تبقي ولا تذر . (وما علينا إذا لم تفهم البقر).
وهل يعقل أن تكون إسرائيل ومن أوجدوها وأنشأوها وزرعوا لها الأنياب والمخالب هم القادرون على حمايتنا حكاماً ومحكومين.
وزير خارجية اليمن الأسبق