> نجيب محمد يابلي:

نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
نشوان أنا فريسة المصالح ضحية الطبال والقوارح من يوم خلق سيف الحسن وصالح تتداول وسائل الإعلام في الداخل والخارج بين الفينة والفينة أخباراً وتقارير من بلادنا في مجالات عدة، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية محورها الإنسان أو السكان، وهما وجهان لعملة واحدة، وللإنسان أو السكان حقوق تتطرق لها السلطة السياسية (حزب حاكم + حكومة) في برامج الانتخابات أو الحكومة وتعقد ورش عمل وندوات ومؤتمرات لا حصر لها وتخرج بقرارات وتوصيات، أي أننا أمام وعود وتوجهات أولها هدير أمواج وآخرها صمت قبور وهي نتيجة حتمية ، لأننا فرطنا كثيراً بحقوق السكان التي يشرعها النظام ويحميها القانون وبالمختصر المفيد أننا نكدح ولا نفلح طالما وأن سلطة النظام والقانون غائبة.

الناس يتظلمون ومعاناتهم من الظلم الواقع عليهم في تزايد، أوصلهم إلى درجة الإحباط.. أمامنا وعلى الدوام عدة ملفات تتحدث عن نفسها، ملفات مضمونها وثائق وحقائق لا تقبل الطعن، لكنها (أي الوثائق والحقائق) تفقد قوتها، لأن هناك من هو فوق الوثائق والحقائق، ولذلك تأتي دعوتي بالحديث أولاً عما جرى ويجري في مناطق متفرقة من هذه المدينة الطيبة وسأذكِّر (بالذال المفتوحة والكاف المضعفة المخفوضة) بعدد منها على سبيل المثال لا الحصر:

1- ملف مخطط النصر السكني:

في هذا الملف أوراق تقنعك تماماً بأن منطق القوة يعلو ولا يعلى عليه. حقوق سكان تعززها عقود إيجار وسنوات دفع وأوامر قضائية وتوجيهات من مختلف المساقات وكلها ارتطمت بصخرة أقوياء، فتلاشت هباء منثوراً . ولا يزال الظلم قائماً منذ أكثر من عشر سنوات.

2- ملف مخطط بئر فضل:

مواطنون من محافظة عدن وقعوا ضحايا لمتنفذين وسماسرة أراضي بسطوا على أراضيهم في مخطط بئر فضل بلوك (4)- اسكان.

قال المواطنون إنهم استبشروا خيراً قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية عندما أفادهم أمين عام المجلس المحلي للمحافظة بأن فخامة رئيس الجمهورية قد أصدر توجيهاته بإحقاق الحق وتمكينهم من استلام أراضيهم ودحر المتنفذين والخارجين عن القانون. تبعاً لذلك تسلّم المواطنون أراضيهم من قبل الجهات المختصة وقام المهندسون المختصون بإسقاط أراضيهم على المخطط.

ماذا حدث؟ فوجئ المواطنون بأن المتنفذين أنفسهم عادوا ليستولوا على أراضيهم مرة أخرى، بل وأن أحد المتنفذين أخبرهم بأن انسحابهم من الأرض كان تكتيكاً انتخابياً وختم حديثه بالقول: «الوثائق التي بحوزتكم بلوها واشربوا ماءها»!

صدق الفيلسوف الإنجليزي عندما قال: «إذا غاب القانون بدأ الطغيان» نعم إنه طغيان المتنفذين.

3- ملف مخطط طارق/ بدر - بخورمكسر :

مواطنون بحوزتهم عقود تأجير وتراخيص بناء وخارطة تشير إلى موقع كل واحد منهم وسندات استلام بقيمة ما بحوزة كل واحد منهم من الأرض الكائنة في معسكري طارق وبدر بمديرية خور مكسر.

نيابة عن هؤلاء قدم لي الأخ العزيز العميد أبوبكر عبدالله محمد عاطف ملفاً متكاملاً ببقعته الكائنة بمعسكر طارق ووثائقه مشفوعة بتوجيهات الأستاذ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن بتمكينه منها. الأخ أبوبكر عاطف شخصية وطنية واجتماعية ورياضية معروفة وخدم القوات المسلحة حوالى أربعين عاماً وبصماته بارزة في العديد من مشاريع القوات المسلحة بدءًا من مبنى الكلية الجوية وانتهاءً بمشروع نادي العروسة بمنطقة جولد مور.

قام الأشاوس بتحويش أراضي أهل الحق بتسوير كامل المساحة وامتنعوا بقانون القوة عن تسليمهم أراضيهم ورغم أنهم أصحاب حق -ورحم الله سعد زغلول باشا، الزعيم المصري الكبير الذي قال: «الحق فوق القوة» لأن الحق هو من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى، أما القوة فهي في بعض الأحيان وليدة الفساد الذي يخطط لبيع أراضي الغير للانتفاع بعائدها المادي الذي يندرج في خانة غسيل الأموال.

لا يريد الأخ أبوبكر عاطف أن يبخس الناس أشياءها عندما قال لي: إن كانت هناك كلمة حق فهي من نصيب الأستاذ أحمد الكحلاني الذي نصرني وزملائي ولكن هناك من يسير في الاتجاه المعاكس وحسبنا الله ونعم الوكيل.