> «الأيام» محمد فضل مرشد:

محمد فضل مرشد
محمد فضل مرشد
ليس جديدا على عدن استضافة فنانين وأدباء ومثقفين كبار طالما كانت محط أنظارهم ومحطة توقفهم للتزود من عبقها الحضاري وتوقدها الثقافي والفني في عقود ازدهارها التي ولت.

> فكانت عدن ملهمة الشاعر الفرنسي العالمي (رامبو) ومعشوقته التي آثرها على مدن العالم، وفيها أيضا صدح عملاق الغناء العربي فريد الأطرش من ملعب الحبيشي بكريتر، والفنان محرم فؤاد، ومنلوجيست السينما المصرية محمود شكوكو، والفنان أحمد غانم، واختارها النجمان صلاح قابيل ومحسنة توفيق للترويج لفيلمهما (العصفور)، وسعد بزيارتها أيضا الفنان ماهر العطار، والفنانة اللبنانية نجاح سلام، والممثلة المخضرمة سميحة أيوب و.. و..، إلى آخر قائمة طويلة من مشاهير الفن والثقافة، بل وكانت عدن بؤرة تصدير للمثقفين والفنانين إلى كثير من الدول التي استفادت من عقولهم النيرة أيما استفادة.

> اليوم ها هي عدن والمحافظات المجاورة لها تستقبل فنانين كباراً أمثال النجم عادل إمام، الذي تفاجأ بعدم وجود مسرح في عدن، والنجم محمود ياسين، لا لأنها منارة تشع ألقاً ثقافيا وفنيا وحضاريا واقتصاديا كما كانت قديما وإنما لتقديم مساعدات المنظمات العالمية لعشرات الأطفال في المحافظات الجنوبية والشرقية الذين يعانون سوء التغذية والأمية!

> مجحف جدا أن تعاني عدن (عروس الشرق) هكذا وضع عاد بأهلها والمحافظات المجاورة لها إلى غياهب الأمية والفقر والمرض والموات الاقتصادي والثقافي والفني.

> إن الفرق بين ما كانت عليه عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية بالأمس وما هي عليه اليوم شاسع، يؤلم كل من أحب عدن وأحبتهم من أبنائها الذين أنجبتهم وأبنائها الذين تبنتهم وكل غريب أرضعته طيبتها، ومُخزٍ لمن سيصمهم التاريخ بما آلت إليه (عروس الشرق)!!