بعد عودة الإخوة في قيادة رابطة أبناء اليمن وعلى رأسهم رئيس الرابطة الأخ الفاضل عبدالرحمن بن علي الجفري، أصبحت المهمة الرئيسية للرابطة الاهتمام بالبيت الداخلي، أي النشاط السياسي والتنظيمي، بعد قطيعة طويلة سببها الشتات وعوامل أخرى معروفة.

< وقد أصدرت الرابطة تعميما داخليا قبل أيام ارتكز في الأساس على الاهتمام بالقضايا الحزبية والتنظيمية وكذا قضايا الحوار أكان مع الحزب الحاكم أم الحوار والانفتاح مع مختلف القوى السياسية في البلاد، وهذه نظرة ثاقبة تستحق التقدير وتعكس النضج السياسي للقيادة كونها على دراية وعلم أن الوطن يتسع للجميع وعملية البناء تتطلب المساهمة من كل القوى الوطنية سواء في الحكم أم المعارضة.

< وهناك حقائق من الضرورة الحديث عنها فحزب الرابطة منذ فجر الوحدة يقدم مبادرات سياسية واقتصادية واجتماعية، منها مبادرته العظيمة حول الحكم المحلي.. التي كان لها أصداء كبيرة ووجدت الاستجابة عند الكثير من الأطراف الوطنية آنذاك.. كما قدمت الرابطة دراسة تتضمن تحليلا علميا وموضوعيا لأوضاع اليمن السائدة قبل الانتخابات الأخيرة وكذا مخارج لأزماتنا على كافة الأصعدة.. وللأسف لم يضطلع أحد من ممثلي مختلف القوى السياسية بمناقشتها حتى الآن؟

< ولعل أهمية تلك الدراسة في كونها تحمل بدائل سياسية لطابع الحكم في البلاد.. وعلى الرابطة طبعها وتوزيعها ولا يكفي الاعتماد على نشرها في الانترنت، فالأغلبية الساحقة بمن فيهم شرائح من المثقفين اليمنيين لا يستخدمون الإنترنت رغم أهميته للكل في عالمنا اليوم.

< وإذا كانت الرابطة وقيادتها مهتمة حاليا وبشكل رئيس كما جاء في منشورها الأخير بالعمل الداخلي أي النشاط السياسي والتنظيمي، فهذا هو عين الصواب، فتعزيز مكانتها وتوطيد بنائها سيرتكز على هذا النشاط الداخلي الذي سيعكس أثره عند مختلف القوى السياسية والاجتماعية.

< من الضرورة بعد استكمال لملمة الشمل التحضير لاجتماع الهيئة المركزية وكذا لمؤتمر الحزب، حيث يلاحظ أن بعض الهياكل التنظيمية قد شاخت ولا تلبي متطلبات المرحلة، فالضرورة تتطلب نقلة نوعية كبرى في القوالب القديمة والهياكل البالية.. التي وجدت في ظروف مختلفة وعصر مختلف بحيث أصبحت لا تتماشى وظروف العولمة وثورة الاتصالات الكبرى وعملية الاستقطاب الداخلي.

< وبالعمل الجماعي والاستفادة من كل الكوادر وأهل التخصص والكفاءات تستطيع الرابطة عمل الكثير وعلى مختلف الصعد..!!