مازالت أصوات كثير من الناس مرتفعة في رفضها لقرار ضريبة المبيعات فالناس بحكم طبعهم ومن كثر ما كوتهم نيران الغلاء وأنواع الضرائب عندهم تحسس خاص من كلمة ضريبة وجمعها ضرائب وهي كلمة لعينة لابد أن معناها مش تمام - هكذا يفترض الناس- منشان كذا يصيحون ويليحون ويغلقون الدكاكين ويهددون بالاضربات والمزيد من الاضرابات اذا لم تتراجع الحكومة الموقرة وتسحب قرار الضريبة الجديد هذا.. ونحن عامة المستهلكين جالسين نتفرج.. لكن مازلنا متوجسين يعني مش مستأمنين إلى أي شاطيء با يرسي الحال. هذه المرة مش الناس اللي قاموا بالاضراب وانما التجار تحت رعاية الغرفة التجارية.. أو الغرف التجارية لأنهم هم المعنيين أكثر بهذا القرار الجديد حق ضريبة المبيعات ولأنه الجدلة حق القانون باتجي إلى فوقهم أولاً وقبل غيرهم ولهذا فإن واجبهم الاستماتة في حماية مصالحهم والدفاع عن مصالح المستهلكين الذين هم نحن.. لأنه من كل بد إذا حصل وحدثت زيادة ضريبية على السلع فإن لسعتها في الأخير لابد ما تصيب المستهلك.

تفاصيل هذه الضريبة أنا ما أفهمش فيها بالدقة المطلوبة وحتى إن فهمت الشيء القليل فهو يوجع الرأس وأتوجه باللوم إلى الطرفين.. الحكومة والغرفة التجارية لأنهم ما كلفوش خاطرهم يشرحوا للناس على كيف با يكون الخبر اللي بايسدوا عليه وإلا على كيف بايكون الخبر إذا فرضنا يعني مثلاً مثلاً أنهم ما سدوش ولا واصلين إلى اتفاق؟ ثم يعني ليش مقمقمين على المسـألة في سرية تامة وكأنه الموضوع من أسرار الدولة العليا.. ليش ما يصارحوش الناس بوضوح وبالتفصيل الممل أيش الديك وأيش مرقه ومن با يأكل لحم الديك ومن با يشرب المرق؟ هذي مسائل مهمة برضه في الاقتصاد الوطني.. مش يجي واحد يجدل لي كلمتين قائلاً:«إن تنفيذ قرار الضريبة على المبيعات قرار تاريخي شجاع سيكون له الأثر البالغ في تنمية اقتصادنا الوطني وتربية أجيال المستقبل» ومن زي هذا الكلام اللي ما يجيبش همه وبدون ما يوضح كيف با تكون هذي الفائدة وإلا أيش با تكون الخسارة.. ومن حساب كم نقطع لكم الوار؟

أنا رحت بقالة الحي التجاري اللي أشل منها السبار ولقيت الأخ بن عاصم كبير الكومندرات في البيع والشراء حق البقالة وبعدما سلمني كشف حساب المشتروات قال: «الله يكون في العون شوف باتحصل بعض بعض الحاجات فيها زيادة في التسعيرة مثل الحليب والرز التايلندي و.. قاطعت شرحه متسائلاً:«حق أيش؟» قال:«باتكون بشائر ضريبة المبيعات قد بدأت تهل.. ويمكن يعني يمكن». قلت له:«تشتي تقول إنه يمكن يعني يمكن هذه إلا تكون البداية والله يعلم أيش اللي عاده مخبأ». قال بن عاصم: «أنا ما قلتش حاجة خلي الأسعار هي اللي تتكلم».

ونعم يا بن عاصم ونعم.. طيب على الأقل هذونا الفصحاء حق الاقتصاد والتجارة مع المسؤولين حق الحكومة وفسادها مع شبه الرسميين من تجار وممثلين للغرف التجارية ليس ما يجلسوش يتفاهموا على البيعة ويشرحوا الأمور على كيف با تتم للناس لأن الناس هم أول من با يقع عليهم عبء هذه الفصاحة والفذلكات والتنظيرات التجارية البايرة هذا هو الذي لازم يكون واللي تطالب به قطاعات الشعب الكادحة من الدوابية وباعة الباجية.. يا أما كذا يا أما يتناطحوا بالريوس منشأن بعدين نعرف رأس من هو الأقوى؟!