> «الأيام» أنيس منصور:

بدأت الأسبوع الماضي فعاليات المخيم الطبي الألماني في مستشفى الثورة بالراهدة محافظة تعز الذي تقيمه جمعية (انتربلاس) الألمانية بالتعاون مع وزارة الصحة، وذلك لإجراء عمليات إصلاح التشوهات الخلقية في الشفاه الأرنبية وعمليات تجميل وإصلاح تشوهات الحروق والتشوهات في القنوات البولية والأجهزة التناسلية، وتجرى العمليات على يد فريق طبي ألماني مكون من أحد عشر طبيبا موزعين على ثلاث غرف عمليات.

«الأيام» رصدت فعاليات المخيم الذي بقي يومان على انتهاء فترته، والتقينا أولا بالدكتور عبدالعليم السلامي، منسق وزارة الصحة مع الجانب الألماني ومترجم الفريق الطبي فقال «لقد بدأت عملية التحضير للمخيم قبل ثلاثة أشهر في مستشفى الراهدة، ونحن نشكر إدارة المستشفى ووكيل محافظة تعز الشيخ محمد منصور الشوافي على الإعداد الجيد، وحتى الآن تم معاينة أكثر من 500 حالة مصابة بالتشوهات المتنوعة وإجراء فحوصات لهم، والأطباء الألمان يعملون دون كلل، وقد استطعنا أن نتغلب على جميع الصعوبات».

< وحاورنا د. اوتش هنري، رئيس الفريق الطبي الألماني فقال: «يأتي هذا المخيم بدعم من جمعية انتربلاس الألمانية، وهي جمعية قائمة على جمع التبرعات من الشعب الألماني، ويقوم الأطباء الألمان بتسخير إجازاتهم السنوية للعمل مع الجمعية مجانا، وهي جمعية تختص فقط بإجراء عمليات مجانية للتشوهات الخلقية، وتأسست في عام 1975م، وبالنسبة للعمليات التي أجريت في مستشفى الراهدة منذ يوم 17/5/2007م فأهمها عمليات التشوهات في الشفاه الأرنبية وسقف الحلق، والعمل يسير بشكل جماعي، ونجدها أيضا فرصة لتبادل الخبرات بين الأطباء الألمان واليمنيين، وجميع العمليات كانت ناجحة، وهناك عمليات أجريت في الأصابع التي توقفت وظيفتها بسبب الحوادث والحرائق وقمنا بإعادة وظيفتها الأصلية، وهناك مضاعفات طبيعية لبعض العمليات ونحن الآن ندرس إقامة ورش عمل سيحضرها كبار الجراحين المتخصصين لإجراء عمليات تعليمية للدارسين في كلية الطب بالجامعات اليمنية».

< د. محمد سالم القباطي، المنسق الداخلي بتسجيل وتشخيص الحالات المصابة بالتشوهات قال: «هناك إقبال كبير على المخيم من جميع محافظات الجمهورية والمديريات الغربية، وكثافة المرضى أخذت وقتا ومجهودا كبيرا من الفريق الألماني، حيث تبدأ العمليات من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة التاسعة مساء، يتخللها فترات استراحة، واضطررنا لتقديم الحالات الأشد تشوها، ولدينا ما يقارب ثماني حالات في تشوهات المجاري البولية والأعضاء التناسلية في الإحليل البولي عند الأطفال، وهي تحتاج إلى عمليات صعبة جدا سيقوم بها يومنا هذا برفسور ألماني متخصص في هذا المجال».

في غرفة العمليات
في غرفة العمليات
< د. عبدالرحمن قائد الأغبري، مدير مستشفى الراهدة ومدير مكتب الصحة في مديرية خدير والراهدة قال «بلغ إجمالي العمليات التي أجريت حتى الآن 140 عملية ومازال هذا المخيم المجاني مستمرا ونحن بدورنا نشكر كل من ساهم في نزول هذه البعثة الألمانية، وفي مقدمتهم د.عبدالناصر الكباب، مدير الصحة بمحافظة تعز والشيخ محمد منصور الشوافي، وهذا هو المخيم الثاني في مستشفى الراهدة حيث أقيم مخيم سابق قبل عامين أقامه المؤتمر الشعبي العام في عمليات العيون والمسالك البولية والجراحة».

< د. فيصل سالم علي العامري، المسؤول الفني في مستشفى الراهدة قال: «تزامنا مع احتفالات شعبنا بالذكرى السابعة عشرة للوحدة اليمنية وتنفيذا لتوجيهات قيادة وزارة الصحة العامة نحو توفير خدمة علاجية متميزة للمديريات البعيدة والمناطق النائية ووفقا لاستراتيجية شمولية الخدمات الطبية والصحية تم إقامة هذا المخيم بالتعاون بين جمعية انتر بلاس الألمانية ووزارة الصحة.

جموع المواطنين أثناء التسجيل
جموع المواطنين أثناء التسجيل
وسارت فعاليات المخيم وفق خطة وأهداف بدأت بالإعلان في الصحف والتلفزيون ووصلت إلى ما نشاهده من إقبال كبير ونجاح عمليات إزالة التشوهات الخلقية».

حاولنا إشراك بعض الأطباء الآخرين في رصد الفعاليات إلا أنهم اعتذروا لضيق الوقت ولانشغالهم بالعمليات. ومن خلال اطلاعنا على أسباب تشوهات الحروق عند الإطفال وجدنا أن أهم أسبابها هو إهمال بعض الأمهات بعدم إغلاق عبوات البوتاغاز وكذلك عدم إبعاد الأطفال عن كل ما يمكن أن يعرضهم للحروق.