> «الأيام الرياضي» عوض بامدهف:

نجم نجوم الكرة اليمنية وملك المهاجمين الكابتن علي محمد أحمد الصيني من مواليد عام 1931م في كريتر- عدن، هو أحد المكرمين ضمن نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية من قبل «الأيام» على هامش مسابقة كأس الاستقلال الوطني (30 نوفمبر) الرابعة..وبهذه المناسبة «الأيام الرياضي» أجرت حوارا شاملا مع ملك المهاجمين نقدم حصاده في قادم السطور :

< في مستهل الحوار تحدث الكابتن علي الصيني عن بداية مشواره الكروي قائلا:«بدأت اللعب في أوائل الخمسينات مع نادي الحسيني الرياضي مع الزملاء:«سعيد مسكينة وعبده زنقور وسعيد الأسد وأبوبكر محمد سعيد وحامد دجنة وعبده علي مسعد وشقيقي الأكبر حزام الصيني..وبسبب حدوث مشاكل بين الإداريين انفصلنا عن نادي الحسيني وكونا فريق شباب الحسيني في عام 1952م مع الزملاء:محرم ناجي وأنور عبدالرحمن خليفة ومحفوظ سعيد مهتدي وعبده قائد الشعبي ويعقوب محمد ومحمد عبدالله شقيرر وعلي حيرو وسعيد عوض وأنور سعيد مهتدي وأنور أبا ونادر خان وحسن عديني وعبدالله سعيد هادي وصالح عتيق..وقد لعبت لهذا الفريق حتى عام 1959م ولم تستقر الأمور، وقمنا بتبديل لاعبين جدد بعد أن تقاعد عدد من اللاعبين وأدخلنا أجيالا جديدة، وقد سلمت الفريق إلى الكابتن نصر شاذلي وغيرنا إسم الفريق، حيث أصبح إسمه الجديد نادي الشباب الرياضي واللاعبون الجدد هم:نصر شاذلي وخالد شيباني وإبراهيم صعيدي وأبوبكر شيباني وثابت زعير والحارس عمر أماني وعلي سالم طي وعلي شاذلي».

حديث الذكريات

وعن أبرز ذكريات مشواره الكروي الحافل قال الكابتن علي الصيني:«من أبرز ذكرياتي خلال مشواري الكروي في الملاعب أن كل المدافعين كانوا يحسبون لي ألف حساب، حيث كنت أمتلك القدرة على التلاعب بأي لاعب بالمهارة والتركيز، لأن الكرة تلعب عادة مع اللاعب الذي يلعبها ويكون عنده الحب لها والحب لفريقه، ولأن الجماهير التي تحب الفريق أنت تلعب لها، وكرة زمان لم تكن مثل ما نشاهده اليوم، حيث أصبحت مجرد مجاملة وما فيها صح، وكل لاعب يريد أن يكون راضيا فقط لنفسه لا للجماهير التي تحبه، ولن ينصلح حال الكرة اليمنية التي لها تاريخ عريق، حيث لعبنا الكرة هنا ولم يلعبها أحد في الجزيرة والخليج قبلنا».

واستطرد قائلا:«لقد توقفت عن اللعب والجماهير كانت تطالب ببقائي في الملاعب لأنني بنيت أجيالا وكنت واثقا منهم كثيرا أمثال عزام خليفة، إبراهيم صعيدي، نصر شاذلي..وعدد كبير من الشباب الذين قادوا الفريق من بعدي، وكنت مرتاحا نفسيا، وخاصة من الكابتن نصر شاذلي لما قام به نحوي ونحو نادي الشباب الرياضي..وأستغرب الآن كيف الناس تدور على الكرة ومؤسسيها ولا أحد منهم يبحث عن اللاعبين القدامى..والناس الذين أقابلهم يذكروني كثيرا في أحاديثهم كلاعب كبير وموهوب».

حدث مع نديم حزام

يواصل الكابتن علي الصيني حديث ذكرياته ويتوقف عند هذه الحادثة التي وقعت له مع نجم فريق الأحرار الكابتن نديم عبده حزام، حيث رواها قائلا:«في لعبة مشتركة بيني وبين نديم حزام مدافع فريق الأحرار قبل أن يتحول إلى حارس مرمى وكان مدافعا عنيدا واشتركنا معا في لعبة قوية أصيب فيها نديم حزام، وقد أثر ذلك فيَّ كثيرا، وبعد هذه الإصابة تحول اللاعب نديم حزام من الدفاع إلى حارس مرمى».

كسبت الرهان

وحول حادثة تحدي حارس مرمى فريق النجم الأفريقي وزهرة الشباب الكابتن السيد عمر الذي تحول فيما بعد إلى ممثل في فرقة المصافي الكوميدية بعد ذلك قال الكابتن علي الصيني:«تحداني حارس مرمى فريق النجم الأفريقي السيد عمر..وقلت له أن المدافعين لم يتحدوني فكيف تتحداني أنت..ولكنه أصر على التحدي، وراهن على ذلك وقبلت التحدي وأشعرته بأنني سأدخل إلى مرماه، وقد فعلتها ودخلت منطقة الجزاء بعدما راوغت مدافعي الفريق كثيرا وتجاوزتهم وتلاعبت به أي (الحارس السيد عمر) وسجلت هدفا ودخلت إلى مرماه براحة وبساطة شديدتين،وكنت أتفنن بمغازلة مدافعي الفرق الآخرى من خارج منطقتهم ولا أتسرع كثيرا بالدخول إلى منطقة الجزاء إلا بعد ذلك».

صراع على كأس الملكة

ويحدثنا الكابتن علي الصيني في سياق ذكريات مشواره حول التنافس والصراع بين فريقي الشباب الرياضي والشبيبة المتحدة الواي على كأس الملكة قائلا:«في مباراتنا أمام فريق الشبيبة المتحدة الواي في المباراة النهائية على كأس الملكة، سجلت الهدف الأول لفريق الشباب الرياضي وسجل لاعب الواي محمد صالح عراسي هدف التعادل لفريقه، وكان لاعبو الواي ومنهم عمر عوذلي وعلي المنصوري وسيف شبوطي ومحمد أحمد ثابت (بساط الريح) وصالح المزماز وصالح العريجة والحيدري ومحمد علي إسماعيل قد راهنوا على أن كأس الملكة ستذهب إلى الشيخ عثمان مهما لعبت وقدمت، حيث أصيب مهاجم الشباب الرياضي أنور سعيد مهتدي إصابة بالغة وقلت له إن كأس الملكة قد راح الشيخ عثمان مع الواي وبعدما سجل صالح المزماز الهدف الثاني للواي في الدقائق الأخيرة.. وقلت للاعب أنور مهتدي أهدأ وهدئ أعصابك في الدورات القادمة - إن شاء الله - سترى الكأس في أعماقك وأعماق نادينا..وفي الدوري الجديد استمرينا نلعب وأقسمت بأن أتجند من أجل نيل كأس الملكة في هذا الدوري، وبالفعل أخذنا كأس الملكة من فريق الواي أيضا وخلال دورات أخرى أخذنا كأس الملكة ونحن مع فريق شباب الحسيني».

أحب نادي الشباب الرياضي

ويشير الكابتن علي الصيني في سياق حواره معنا قائلا:«كنت أحب نادي الشباب الرياضي كثيرا، ولكن لظروف خاصة اضطررت إلى التوقف رغم قدرتي على العطاء ومطالبة الجماهير لي بالاستمرار في اللعب وهي التي كانت تهتف لي خاصة في مباريات الشباب الرياضي وشباب التواهي (يا منصوري جالك الصيني)..وأحمد الله الذي أعطاني الصحة والعافية، حيث كنت أصنع الأهداف للمهاجمين الشباب أمثال أنور سعيد مهتدي وإبراهيم صعيدي الذي يركز تسديداته القوية في المكان المناسب، كما كنت أعلم المهاجمين الشباب بأخذ مواقع مناسبة لهم لأنني كنت أوصل الكرة إليهم وهي موهبة من الله تعالى..وقد توقفت عن لعب الكرة في عام 1963م، مع العلم بأنني لعبت بالأحذية في الفترة الأخيرة لي في الملاعب ما بين عام -1961 1963م».

أفضل اللاعبين

وعن أفضل اللاعبين يقول الكابتن علي الصيني:«أفضل اللاعبين في ذلك الوقت في رأيي هم: من الأحرار أحمد صالح موشجي والتمباكو ومحمد عوض وتوفيق سعيد وعباس غلام..ومن شباب التواهي عبدالله المنصوري وسليمان طربوش وعبدالجليل الرعدي وموريس وعبده خليل سليمان وعلي مكر وجعفرين وعباد أحمد إسماعيل..ومن شباب الجزيرة عوض عكا وأحمد يوسف النهاري وعبدالجبار عوض ومعتوق خوباني وعبدالله خوباني..ومن الواي كل اللاعبين الذين ذكرتهم في سابق الحديث..ومن الهلال علي مسرج وناصر مريدي».

أنا ونصر شاذلي

وحول علاقته بالكابتن نصر شاذلي تحدث قائلا:«كنت أتبادل الحديث مع الكابتن نصر شاذلي حول اللاعبين الجيدين من الشباب، وكنت أطرح وجهة نظري ورأيي في ذلك، وكان الكابتن نصر شاذلي يستمع لي ويأخذ بالكثير مما أطرحه عليه من آراء حول اللاعبين الشباب أمثال الحاسر ومحمد حميدان والقطيش والشاؤوش وغيرهم، وكنت مرتاحا جدا من الكابتن نصر شاذلي حتى آخر أيام نادي الشباب الرياضي».

آخر مباراة

وتحدث عن آخر مباراة لعبها قائلا:«آخر مباراة لي كانت أمام فريق الشبيبة المتحدة الواي وجعلت إبراهيم صعيدي يسجل هدف الفوز وكانت هذه المباراة الأخيرة لي في أواخر عام 1962م».

رد الاعتبار

وعن بادرة «الأيام» في تكريم نخبة من الجيل الذهبي للكرة اليمنية قال الكابتن علي الصيني:«صحيفة «الأيام» لها فضل كبير علينا ولا نقدر أن نجازيها، ونشكر الأستاذين العزيزين هشام وتمام باشراحيل والعاملين فيها على هذا التكريم الذي يعد بمثابة رد اعتبار وإشعار الأجيال الجديدة بتاريخ ووجود رواد الجيل الذهبي للكرة اليمنية الذين قدموا الكثير من العطاء والجهد والإبداع، وسجلوا بجدارة واقتدار واستحقاق تاريخ الكرة اليمنية العريق والطويل الحافل بالإنجازات الباهرة».