> هاتفها / عوض بامدهف

فنانة من الطراز الأول والفريد، صاحبة صوت قوي ومعبر وعذب وشجي وأخاذ، يمتلك القدرة على التلون والأداء المتنوع والراقي لكل ألوان الغناء من أرجاء الوطن.
إنها فنانة عدن الأولى الفنانة القديرة والمبدعة أمل كعدل، وهي فنانة امتازت بحضور فني طاغِ، وشخصية فنية متميزة لا تتكرر كثيرا.
استطاعت اختراق جدران التقاليد الصماء للمجتمع، حيث انطلقت في رحاب الغناء وباقتدار كبير لتشكل نقلة نوعية مميزة، حيث أنعش ظهورها القوي والواثق الآمال لتواصل تواجد الجنس الناعم في ساحة الغناء الجميل والأصيل، بعد أن شهدت الساحة الفنية النسائية فراغا ملحوظا وبفترات متقاربة، خاصة بعد اختفاء الفنانات المبدعات أمثال فتحية الصغيرة ورجاء باسودان وصباح منصر وأم الخير عجمي وأسهمان عبدالعزيز.
ولم يكن مشوار الفنانة الكبيرة أمل كعدل مفروشاً بالورود، بل لقد ثابرت هذه الفنانة كثيرا وعانت أكثر، وشقت طريقها نحو النجاح بالإصرار والتصميم.
ولأنها فنانة أصيلة استطاعت احتلال الصدارة واعتلت عرش الغناء النسائي باستحقاق، كونها أبرز فنانة في الوطن قدمت الإبداع والتميز في قوالب جذابة وممتعة، وحققت الانتشار الواسع، وكانت بمثابة علامة فارقة ومميزة في عالم الفن الجميل والأصيل.
**فنانة عدن الأولى .. معاناتها الصحية**
ودار الزمن دورته الخالدة والأزلية لتقع فنانة عدن الأولى أسيرة المرض والمعاناة الصحية.
“الأيام” اتصلت بفنانة عدن الأولى أمل كعدل للاطمئنان على صحتها، ورغم معاناتها الصحية تفاعلت الفنانة القديرة أمل كعدل مع هذا الاتصال، حيث جاءت نبرات صوتها عبر أسلاك الهاتف واهنة ضعيفة، وكلماتها القليلة غلفت بالكثير من المرارة والوهن والعتاب، وقد نطقتها بصعوبة واضحة.
قالت فنانة عدن الأولى في اتصالها: “الحمد لله لقد تحسنت حالتي الصحية نسبيا، ولكني بحاجة ماسة للعودة للعلاج والسفر إلى الهند، وبالذات بونا لاستكمال العلاج، وخلال الفترة الماضية كنت أتلقى العلاج في مستشفى الوالي بالمنصورة، حيث أعاني من مرض التحسس إلذي وصل إلى العظام”.
وأضافت الفنانة أمل كعدل “مع ضرورة سرعة استكمال علاجي في الهند إلا أنه ومع الأسف الشديد لم أحصل على أي دعم من الدولة أو وزارة الثقافة وقيادة محافظة عدن، بل إن كل من أسعدتهم في أفراحهم تخلوا عني وتركوني وحيدة أعاني المرض ومضاعفاته”.
وختمت بأسى “وهكذا فقد تخلى الجميع عني وأنا أعاني من ظروفي الصحية الصعبة، رغم حاجتي الماسة للعودة لاستكمال العلاج في الهند.. خاصة وكما يقولون بأن (العين بصيرة واليد قصيرة)”.
وأنهت عند هذا الحد فنانة عدن الأولى أمل كعدل كلماتها، وكأني بالفنانة القديرة لحظتها تردد مطلع أغنيتها الشهيرة (الحبايب غيروا طبعهم).
**هاتفها / عوض بامدهف**