> سيمون شوذري
أيام قليلة.. منذ أن كبر حجاج بيت الله الحرام فوق عرفات، وحل عيد الأضحى المبارك، واستمعنا لأغاني الحج والعيد، وكلها قديمة، ومع ذلك لم تفقد بريقها، فصارت تضاعف إحساسنا بقدسية وجمال وفرحة هذه المناسبات، وعن العيد تأتي أغنية عبدالرحمن باجنيد (الليلة ليلتنا يا حبايب) ضمن أجمل أغانينا العيدية، وكذلك في الترحيب بشهر رمضان المبارك وفي توديعه، وفي الأغاني الوطنية وأغاني الطفل، الأغاني القديمة هي الأجمل وهي المزروعة في وجدان الناس.
هذا ليس عندنا فقط، فرمضان في مصر مثلا تواكبه أغنية محمد عبدالمطلب (رمضان جانا).. وفي العيد أغنية أم كلثوم (يا ليلة العيد آنستينا).
حتى في الغناء العاطفي نجد أغاني زمان هي الأجمل وباقية إلى اليوم، أم كلثوم وعبدالحليم وفريد وشادية وفائزة أحمد وغيرهم.. وعندنا أحمد قاسم والزيدي ومحمد سعد والمرشدي والعطروش ورجاء باسودان وصباح منصر وغيرهم.
هل يستطيع ملحن اليوم المشغول بترقيص الصدور والأرداف، أن يقدم لنا ألحانا وطنية بمستوى (أنا الشعب) و(طوف وشوف) لأم كلثوم، أو (صورة) و (عدى النهار) لعبدالحليم، أو ملحمة أحمد قاسم (موكب الثورة)، وهل يستطيع ملحن اليوم أن يقدم لنا روائع محمد فوزي في أغنية الطفل مثل (ماما زمانها جاية) و (ذهب الليل طلع الفجر)، ولاشك أن للسياسة دورا في الانحدار بالمستوى الفني، لأن الشعوب التي ترتقي بفنونها هي شعوب تفكر.
وفي السينما، نجد مواضيع الأفلام القديمة متنوعة وتلامس الواقع، ونجد ممثلين ومؤلفين ومخرجين عظاما، هل تستطيع اختيار ممثلة من ممثلاث اليوم لتقوم بدور (آمنة) في فيلم (دعاء الكروان)، بمستوى فاتن حمامة، أو شادية في فيلم (المرأة المجهولة)؟ أو ماجدة في فيلم(أين عمري)؟
هل يستطيع ممثل اليوم أن يجسد شخصية (سعيد مهران) في فيلم (اللص والكلاب) كما جسدها الممثل العظيم شكري سرحان؟
أو شخصية أحمد عبدالجواد في فيلمي (بين القصرين وقصر الشوق) كما جسدها الممثل العظيم يحي شاهين؟
أو شخصية (عتريس) في فيلم (شيء من الخوف) كما جسدها الممثل العظيم محمود مرسي؟
وهل لدينا اليوم مخرجون بمستوى يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وبركات وشادي عبدالسلام؟
ممثل اليوم يبحث عن السهل في كوميديا الألفاظ، لأنهم يريدون للمشاهد أن يضحك لمجرد الضحك، دون وعي أو سؤال لماذا يضحك، كي لا يصحو أو يستيقظ عقله، في حين كان نجيب الريحاني يبكي المواطن بالضحك ويجعله ينظر إلى ما حوله ويفكر.
ما الذي حدث؟ هل قدرة الفنان القديم على الإبداع أكبر من قدرة فنان اليوم؟
هل ثقافته أوسع؟
هل فكره أرقى؟
لو كان هذا صحيحا، يبقى السؤال (لماذا؟)، خصوصا وأن ثقافة الفنان انعكاس لثقافتنا، مما يعني انحدار مستوى الثقافة اليوم.
هل هي شحة الإمكانات اليوم؟ غير صحيح.. لأن تكاليف إنتاج فيلم سينمائي كوميدي لمحمد هنيدي أكبر مائة مرة من تكاليف إنتاج فيلم (لعبة الست) أو (غزل البنات) لنجيب الريحاني، وإنتاج أغنية فيديو كليب أكبر من تكاليف إنتاج قصيدة (الأطلال) لأم كلثوم، وقيمة استيراد أفلام للأطفال أغلى من تكاليف إنتاج مسلسل (بشبوش وأبو الريش) بتلفزبون عدن، للفنان الكبير الراحل أبوبكر القيسي برسالته التربوية والشهرة الكبيرة التي حققها.
صعب الادعاء إن عندي إجابات لهذه الأسئلة الكبيرة، فأنا أبحث عن إجابات، ولذلك أدعو جميع المهتمين لمناقشة هذه القضية الخطيرة، فما دمنا لا نقدم فناً راقيا، إلا القليل، فنحن شعوب تفقد رقيها الحضاري والثقافي، وآمل مشاركة الجميع.
هذا ليس عندنا فقط، فرمضان في مصر مثلا تواكبه أغنية محمد عبدالمطلب (رمضان جانا).. وفي العيد أغنية أم كلثوم (يا ليلة العيد آنستينا).
حتى في الغناء العاطفي نجد أغاني زمان هي الأجمل وباقية إلى اليوم، أم كلثوم وعبدالحليم وفريد وشادية وفائزة أحمد وغيرهم.. وعندنا أحمد قاسم والزيدي ومحمد سعد والمرشدي والعطروش ورجاء باسودان وصباح منصر وغيرهم.
هل يستطيع ملحن اليوم المشغول بترقيص الصدور والأرداف، أن يقدم لنا ألحانا وطنية بمستوى (أنا الشعب) و(طوف وشوف) لأم كلثوم، أو (صورة) و (عدى النهار) لعبدالحليم، أو ملحمة أحمد قاسم (موكب الثورة)، وهل يستطيع ملحن اليوم أن يقدم لنا روائع محمد فوزي في أغنية الطفل مثل (ماما زمانها جاية) و (ذهب الليل طلع الفجر)، ولاشك أن للسياسة دورا في الانحدار بالمستوى الفني، لأن الشعوب التي ترتقي بفنونها هي شعوب تفكر.
وفي السينما، نجد مواضيع الأفلام القديمة متنوعة وتلامس الواقع، ونجد ممثلين ومؤلفين ومخرجين عظاما، هل تستطيع اختيار ممثلة من ممثلاث اليوم لتقوم بدور (آمنة) في فيلم (دعاء الكروان)، بمستوى فاتن حمامة، أو شادية في فيلم (المرأة المجهولة)؟ أو ماجدة في فيلم(أين عمري)؟
هل يستطيع ممثل اليوم أن يجسد شخصية (سعيد مهران) في فيلم (اللص والكلاب) كما جسدها الممثل العظيم شكري سرحان؟
أو شخصية أحمد عبدالجواد في فيلمي (بين القصرين وقصر الشوق) كما جسدها الممثل العظيم يحي شاهين؟
أو شخصية (عتريس) في فيلم (شيء من الخوف) كما جسدها الممثل العظيم محمود مرسي؟
وهل لدينا اليوم مخرجون بمستوى يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وبركات وشادي عبدالسلام؟
ممثل اليوم يبحث عن السهل في كوميديا الألفاظ، لأنهم يريدون للمشاهد أن يضحك لمجرد الضحك، دون وعي أو سؤال لماذا يضحك، كي لا يصحو أو يستيقظ عقله، في حين كان نجيب الريحاني يبكي المواطن بالضحك ويجعله ينظر إلى ما حوله ويفكر.
ما الذي حدث؟ هل قدرة الفنان القديم على الإبداع أكبر من قدرة فنان اليوم؟
هل ثقافته أوسع؟
هل فكره أرقى؟
لو كان هذا صحيحا، يبقى السؤال (لماذا؟)، خصوصا وأن ثقافة الفنان انعكاس لثقافتنا، مما يعني انحدار مستوى الثقافة اليوم.
هل هي شحة الإمكانات اليوم؟ غير صحيح.. لأن تكاليف إنتاج فيلم سينمائي كوميدي لمحمد هنيدي أكبر مائة مرة من تكاليف إنتاج فيلم (لعبة الست) أو (غزل البنات) لنجيب الريحاني، وإنتاج أغنية فيديو كليب أكبر من تكاليف إنتاج قصيدة (الأطلال) لأم كلثوم، وقيمة استيراد أفلام للأطفال أغلى من تكاليف إنتاج مسلسل (بشبوش وأبو الريش) بتلفزبون عدن، للفنان الكبير الراحل أبوبكر القيسي برسالته التربوية والشهرة الكبيرة التي حققها.
صعب الادعاء إن عندي إجابات لهذه الأسئلة الكبيرة، فأنا أبحث عن إجابات، ولذلك أدعو جميع المهتمين لمناقشة هذه القضية الخطيرة، فما دمنا لا نقدم فناً راقيا، إلا القليل، فنحن شعوب تفقد رقيها الحضاري والثقافي، وآمل مشاركة الجميع.