> نشوان العثماني
“في متحف عربي على حدود البادية كنت وحيدًا أتأمل آثار تلك المنطقة الشهيرة، وفجأة ظهر أمامي شخص عرفت فيما بعد أنه موظف في المتحف نفسه، وبلا مقدمات تكلم معي بالإنكليزية همسًا، لقد كان يعرض عليَّ أن أشتري سرًا بالطبع قطعًا أثرية، لم أصدق أذني في البداية، لكنه أكد لي بوضوح أنه يستطيع أن يؤمنّ لي قطعًا نادرة، ولم ينس أن يؤكد أننا لن نختلف على السعر، حتى الآن أنا لا أستطيع أن أصدق أن موظفًا اختاره وطنه ليحرس آثاره، ومع ذلك فإنهُ يخون ضميره وشرفه وتاريخه ويبيع آثارًا تركها أجداده منذُ آلاف السنين!”.
الفقرة أعلاه نقلًا عن كتاب “العرب وجهة نظر يابانية” لـ “نوبوأكي نوتوهارا”.
وهو كتاب قراءته مهمة جدًا، يقع في 140 صفحة فقط من القطع المتوسط، منشورات الجمل، إلا أنه مكثف البناء والمرارات التي كادت أن توقف قلب صاحبنا نوتوهارا، على كل حال لم يخرج المؤلف من الدول العربيَّة التي زارها إلا بقلب وارم.
الكاتب يحكي قصته في مصر وعديد دول عربية زارها بينها اليمن التي يورد فيها زيارة له إلى حضرموت وقصة حدثت معه في الطريق بين صنعاء وعدن تقريبًا في إب.
ويظهر من خلال الكلام المسؤول والجميل الذي يقوله إنه كائن نبيل على نياته وولي من أولياء الله الصالحين.
في الفقرة أعلاه كاد يجن على ما حدث، وهو لا يعلم أن الآثار خلصت من بعد حيلة الحارس وخيانته، حراسنا طلعوا خائني عهدة الأمانة التي تسلموها، بإمكان نوتوهارا لو عاد مرة أخرى أن يجد من هو على استعداد أن يبيعه البنك المركزي رأسًا، ستبقى البلد بدون مغريات، أليس كذلك؟ لذا يمكن بيعها هي بنفسها على محافظة محافظة بالتقسيط، أو ممكن الغرف بالمجرفة حق الأقاليم.
وأثناء قراءتي للكتاب، وددت لو يعلم السيد نوتوهارا كيف أن رجلًا ذهب ليختص في علم البيطرة فوجد نفسه بقدرة قادر وزيرًا للثروة السمكية، أو كيف أن اختصاص الهندسة الوراثية يمكن أن يصبح مؤهلًا لتوزير أحدهم في النفط مثلًا، ما المانع؟
يكفي نوبوأكي نوتوهارا أنه ياباني، اليابان كوكب لحالها، في الكتاب يتحدث عن الدول العربيَّة، ثم يأخذ اليابان ويقارن، دخيل الله على المقارنة! ومن ثم مقارنة بين من ومن؟ تخيلوا مقارنة اليابان بمصر أو باليمن؟!
رجاءً خلوا الحضارة والتاريخ على جنب، ممكن على فكرة أن نجد أحدهم يتطلع إلى أن يبيع الحضارة بكلها ومعها التاريخ لو كان الاثنان بحجم تمثال أثري، أو حتى بحجم (المرهى حق الشتني).
على كل حال لندع الحضارة والتاريخ على جنب، لهما منا كل الاحترام، لقد كانا عظيمين،
إنما المقارنة عوجاء وعرجاء ومتردية مثلها مثل الأباتشي التي تحطمت أعلى الجبل المطل على حافة ركزو!
إذ كيف يستوي أن نقارن جمال طائر الحسون بالدجاجة المنتوفة؟
في المحصلة هذا الكوكب غني بتنوعه؛ هنا اليابان وهنا بلاد الرفيق حمادي، ممكن، وليش لا؟
كان السيد نوتوهارا يذكر قصة في دولة عربيَّة حدثت معه ومع ياباني آخر ثم إذا به يأخذ المقارن بينها وبين ما يجري في اليابان.. هكذا مقارنة دفعة واحدة دون أي تردد، لكم كان قاسيًا هذا الكائن الخرافي، وهو خرافي لأنه ياباني، هذا يكفي وزيادة، ولأننا عرب.
من هول ما رآه في صعيد مصر أن رأى طفلًا يسحبب طائرًا خلفه والناس من المارة تراه ولا تقول شيئًا.. الياباني صُعق، كيف يحدث هذا؟ أمعقول؟ تك تك تك..
من يحمي حقوق الإقليات والمستضعفين ولو كان طيرًا؟
يقول ذلك مع أنه يعلم أن الناس على دين ملوكهم، فإذا كان الحاكم يسحبب شعبًا بأكمله كيف للطفل أن لا يسحبب طيرًا في وادي السحببة؟ من شابه أباه فما ظلم.
على فكرة، ممكن نجمع صاحبنا نوتوهارا بسيادة رئيس دولة شباديلو ولما يخرج من اللقاء نسأله ما وجه المقارنة مع امبراطور اليابان؟ لازم تكون سيارة الإسعاف جاهزة، ولازم أيضًا شاي حليب بالنعناع بعد الإفاقة مباشرة.
لم ينسّ صاحبنا أن يتطرق إلى ظاهرة الضرب في المدارس، قال إن الأب يضرب والمدرس يضرب، والذي فوق يضرب، والذي تحت يضرب، فيغدو المضربة حاقدًا على الشعب فإذا تسلم أي منصب، صغر أو كبر، ضرب الذي تحته، وهكذا تتوالى المضرابة والمضاربة في بلاد الضرب والضرب الآخر، فيصبح لدينا رمز خاص في طوابع البريد للمضرباتي.
في المغرب قال نوتوهارا إن موظف المطار لطشه مائة درهم، لم يكن يعرف القصة إنها ملطاشة إلا حين رأى موظفًا آخر يتصايح مع الموظف اللاطش، ولأن صاحبنا مهذب جدًا على نيته الصالحة، فقد اعتبر أن الموظف الآخر كان يقنع صاحبه بإعادة المبلغ الملطوش لكنه لم يستعد أي شيء في المحصلة، لم يعلم نوتوهارا من اليابان أن الخلاف ربما قام إما على تقاسم المبلغ الملطوش أو أنهما كانا في صدد حبكة عصرية قادمة للطش مائة درهم إضافية طبقًا لما تقتضيه عدالة اللطش.
هو يستغرب كيف أن الرشوة أصبحت أمام مرأى ومسمع وثمة من يعرف أن فلانًا يرتشي لكنه لا يُحاسب!
نوتوهارا لم يتعرف إذن على المزاد العلني لمختلف أنواع الرشوة!!
تعال اليمن يا فندم، انضم إلى المزاد، خذ لك نظرة وصل على النبي.. ومن ثم تابع وكالة سبأ، النافذة الخاصة بالقرارات الجمهورية، عالية المستوى، والجودة أيضًا.
على العموم مش مليح تطويل الكلام اللي يورم بالحزام.. يُقال بأن الشاي الأحمر بالليمون يعالج كل أنواع الضعف ويحسن المزاج، وأي حد تمغصه بطنه يشرب زنجبيل، لا يُنصح باحتساء كل أنواع القهوة هذه الأيام، الضغط صار يتناكع إلى الأمام.
بلغوا المستشار حمادي أن يصمت هذه المرة، المرحلة حساسة، لكن بإمكانه الاتصال بالرفيق نوبوأكي نوتوهارا وبالتالي طلب نصيحته الخاصة - بجاه النبي - للخروج من الورطة.
الفقرة أعلاه نقلًا عن كتاب “العرب وجهة نظر يابانية” لـ “نوبوأكي نوتوهارا”.
وهو كتاب قراءته مهمة جدًا، يقع في 140 صفحة فقط من القطع المتوسط، منشورات الجمل، إلا أنه مكثف البناء والمرارات التي كادت أن توقف قلب صاحبنا نوتوهارا، على كل حال لم يخرج المؤلف من الدول العربيَّة التي زارها إلا بقلب وارم.
الكاتب يحكي قصته في مصر وعديد دول عربية زارها بينها اليمن التي يورد فيها زيارة له إلى حضرموت وقصة حدثت معه في الطريق بين صنعاء وعدن تقريبًا في إب.
ويظهر من خلال الكلام المسؤول والجميل الذي يقوله إنه كائن نبيل على نياته وولي من أولياء الله الصالحين.
في الفقرة أعلاه كاد يجن على ما حدث، وهو لا يعلم أن الآثار خلصت من بعد حيلة الحارس وخيانته، حراسنا طلعوا خائني عهدة الأمانة التي تسلموها، بإمكان نوتوهارا لو عاد مرة أخرى أن يجد من هو على استعداد أن يبيعه البنك المركزي رأسًا، ستبقى البلد بدون مغريات، أليس كذلك؟ لذا يمكن بيعها هي بنفسها على محافظة محافظة بالتقسيط، أو ممكن الغرف بالمجرفة حق الأقاليم.
وأثناء قراءتي للكتاب، وددت لو يعلم السيد نوتوهارا كيف أن رجلًا ذهب ليختص في علم البيطرة فوجد نفسه بقدرة قادر وزيرًا للثروة السمكية، أو كيف أن اختصاص الهندسة الوراثية يمكن أن يصبح مؤهلًا لتوزير أحدهم في النفط مثلًا، ما المانع؟
يكفي نوبوأكي نوتوهارا أنه ياباني، اليابان كوكب لحالها، في الكتاب يتحدث عن الدول العربيَّة، ثم يأخذ اليابان ويقارن، دخيل الله على المقارنة! ومن ثم مقارنة بين من ومن؟ تخيلوا مقارنة اليابان بمصر أو باليمن؟!
رجاءً خلوا الحضارة والتاريخ على جنب، ممكن على فكرة أن نجد أحدهم يتطلع إلى أن يبيع الحضارة بكلها ومعها التاريخ لو كان الاثنان بحجم تمثال أثري، أو حتى بحجم (المرهى حق الشتني).
على كل حال لندع الحضارة والتاريخ على جنب، لهما منا كل الاحترام، لقد كانا عظيمين،
إنما المقارنة عوجاء وعرجاء ومتردية مثلها مثل الأباتشي التي تحطمت أعلى الجبل المطل على حافة ركزو!
إذ كيف يستوي أن نقارن جمال طائر الحسون بالدجاجة المنتوفة؟
في المحصلة هذا الكوكب غني بتنوعه؛ هنا اليابان وهنا بلاد الرفيق حمادي، ممكن، وليش لا؟
كان السيد نوتوهارا يذكر قصة في دولة عربيَّة حدثت معه ومع ياباني آخر ثم إذا به يأخذ المقارن بينها وبين ما يجري في اليابان.. هكذا مقارنة دفعة واحدة دون أي تردد، لكم كان قاسيًا هذا الكائن الخرافي، وهو خرافي لأنه ياباني، هذا يكفي وزيادة، ولأننا عرب.
من هول ما رآه في صعيد مصر أن رأى طفلًا يسحبب طائرًا خلفه والناس من المارة تراه ولا تقول شيئًا.. الياباني صُعق، كيف يحدث هذا؟ أمعقول؟ تك تك تك..
من يحمي حقوق الإقليات والمستضعفين ولو كان طيرًا؟
يقول ذلك مع أنه يعلم أن الناس على دين ملوكهم، فإذا كان الحاكم يسحبب شعبًا بأكمله كيف للطفل أن لا يسحبب طيرًا في وادي السحببة؟ من شابه أباه فما ظلم.
على فكرة، ممكن نجمع صاحبنا نوتوهارا بسيادة رئيس دولة شباديلو ولما يخرج من اللقاء نسأله ما وجه المقارنة مع امبراطور اليابان؟ لازم تكون سيارة الإسعاف جاهزة، ولازم أيضًا شاي حليب بالنعناع بعد الإفاقة مباشرة.
لم ينسّ صاحبنا أن يتطرق إلى ظاهرة الضرب في المدارس، قال إن الأب يضرب والمدرس يضرب، والذي فوق يضرب، والذي تحت يضرب، فيغدو المضربة حاقدًا على الشعب فإذا تسلم أي منصب، صغر أو كبر، ضرب الذي تحته، وهكذا تتوالى المضرابة والمضاربة في بلاد الضرب والضرب الآخر، فيصبح لدينا رمز خاص في طوابع البريد للمضرباتي.
في المغرب قال نوتوهارا إن موظف المطار لطشه مائة درهم، لم يكن يعرف القصة إنها ملطاشة إلا حين رأى موظفًا آخر يتصايح مع الموظف اللاطش، ولأن صاحبنا مهذب جدًا على نيته الصالحة، فقد اعتبر أن الموظف الآخر كان يقنع صاحبه بإعادة المبلغ الملطوش لكنه لم يستعد أي شيء في المحصلة، لم يعلم نوتوهارا من اليابان أن الخلاف ربما قام إما على تقاسم المبلغ الملطوش أو أنهما كانا في صدد حبكة عصرية قادمة للطش مائة درهم إضافية طبقًا لما تقتضيه عدالة اللطش.
هو يستغرب كيف أن الرشوة أصبحت أمام مرأى ومسمع وثمة من يعرف أن فلانًا يرتشي لكنه لا يُحاسب!
نوتوهارا لم يتعرف إذن على المزاد العلني لمختلف أنواع الرشوة!!
تعال اليمن يا فندم، انضم إلى المزاد، خذ لك نظرة وصل على النبي.. ومن ثم تابع وكالة سبأ، النافذة الخاصة بالقرارات الجمهورية، عالية المستوى، والجودة أيضًا.
على العموم مش مليح تطويل الكلام اللي يورم بالحزام.. يُقال بأن الشاي الأحمر بالليمون يعالج كل أنواع الضعف ويحسن المزاج، وأي حد تمغصه بطنه يشرب زنجبيل، لا يُنصح باحتساء كل أنواع القهوة هذه الأيام، الضغط صار يتناكع إلى الأمام.
بلغوا المستشار حمادي أن يصمت هذه المرة، المرحلة حساسة، لكن بإمكانه الاتصال بالرفيق نوبوأكي نوتوهارا وبالتالي طلب نصيحته الخاصة - بجاه النبي - للخروج من الورطة.