> تكتبها: خديجة بن بريك
ارتفع صوتاهما وكل واحد منهما يريد أن يفرض رأيه، جاءت أمهما مسرعة إليهما في غرفة المجلس.. وبصوت عال قال صالح لأخيه الأكبر عوض: ابق أنت في البيت وأنا سأذهب إلى الجبهة، فأنت لديك طفلة وزوجة وأم تراعهن.. فرد عليه أخوه عوض: وأنت لديك أمك وخطيبتك لتراعهما أيضاً.. رد صالح قائلاً : أمي لديها أنت، وخطيبتي ستجد ألف خطيب أفضل مني، ولكن الشهادة هي واحدة وأسأل الله أن أنالها.
تم الاتفاق بين الأخوين عوض وصالح أن يشارك صالح في القتال في الجبهات، وبالمقابل يشارك عوض لوجستيا من خلال امداد الجبهات بالغذاء والماء والأسلحة.
شارك الشهيد صالح بادباء (من أبناء مديرية المعلا) منذ بداية غزو مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح لمدينة عدن في حماية المدينة من خلال نصب نقاط تفتيش في المديرية، ومن ثم المشاركة في عدد من الجبهات.
تقول أم الشهيد صالح: "شارك ابنيّ في الجبهات منذ بداية الحرب، صالح بالسلاح وعوض بإمداد الجبهات بالغذاء والماء.. كان ابني الشهيد صالح يقول لي في بداية الحرب بأنه يجب أن يتم تأمين جبل كاسترو القريب من منزلنا بالقناصة من شباب المقاومة، وعليهم أن يتمركزوا فيه، كان يستشعر بأن مليشيات الحوثي سيسيطرون على الجبال وسنكون تحت رحمتهم".
وأردفت قائلة: "في تاريخ 4/5/2015 اشتدت المعارك وخرج ابني صالح مع سلاحه وكنت أراقبه من النافذة، وتجمع شباب المقاومة، ثم عاد ابني صالح إلى البيت وقال بأن مليشيات الحوثي توغلت في المعلا واستطاعوا الدخول من الشارع الدائري في المعلا مروراً بحي كاسترو ولا يستطيعون مواجهتهم بسبب آلياتهم وأسلحتهم التي تفوق أسلحة شباب المقاومة، ويجب أن نعد خطة محكمة لهم.. لحظات مرت وبدأت المساجد بنداء (حي على الجهاد.. حي على الجهاد)، انتفض صالح من مقعده عند سماع صوت النداء وتوجه إلى النافذة ينظر من خلالها ويترقب الوضع ثم ينتقل إلى الغرفة الأخرى ويراقب من النافذة، وظل هكذا لحظات وأخذ سلاحه وطلب مني السماح وطلب من زوجة أخيه أن تسامحه أيضا".
وتضيف: "راقبته من خلال النافذة كان يركض مع شباب المقاومة الذين اجتمعوا مع بعضهم، وبدأت المواجهة بين شباب المقاومة في المعلا وبين المليشيات الحوثية وقوات نظام صالح، واشتدت المعركة في المدينة من حي المشروع السعودي والشارع الدائري وجبل كاسترو، وفجأة سمعنا طرقات عنيفة ومتسارعة على باب منزلي وأحد شباب المقاومة يصرخ وعندما حاولت افتح الباب طلب مني أن أكلمه من الجهة الأخرى المقابلة لباب المنزل حتى لا أرى ابني صالح وهو مصاب في الجهة الأخرى".
وطلب مني الشاب قطن و"طراحة"، سألته أين أصيب صالح، تمتم الشاب بالقول: ادعي له، فقلت له لم يصب!! فشعرت في تلك اللحظة بأن ابني استشهد، فقلت: الحمد لله".
وبعد بكاء شديد من أم الشهيد وقريباتها اللاتي كن معنا في الغرفة أثناء اللقاء ختتمت أم الشهيد صالح بادباء قائلة: "علمت بأن ابني قتل اثنين من عناصر مليشيات الحوثي، وأثناء محاولته قتل الثالث فاجأته رصاصة قناصة استقرت برقبته فاستشهد على إثرها وتم نقله إلى المسجد المجاور للصلاة عليه وبعدها تم دفنه".
ومن لم يبكيك يا صالح، فخطيبتك حاولت أن تودعك الوداع الأخير إلا أن عناصر مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح المتمركزة في عقبة المعلا رفضت السماح لها ولعائلتها الدخول إلى المعلا، أما أصدقاء طفولتك بحي البوميس في كريتر نزل عليهم خبر استشهادك كالصاعقة، حتى النساء والأطفال بكوا بحرقة.. فكم أحبك الجميع لطيبة قلبك وأخلاقك العالية.. نسأل الله أن يتقبلك شهيدا.
تم الاتفاق بين الأخوين عوض وصالح أن يشارك صالح في القتال في الجبهات، وبالمقابل يشارك عوض لوجستيا من خلال امداد الجبهات بالغذاء والماء والأسلحة.
شارك الشهيد صالح بادباء (من أبناء مديرية المعلا) منذ بداية غزو مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح لمدينة عدن في حماية المدينة من خلال نصب نقاط تفتيش في المديرية، ومن ثم المشاركة في عدد من الجبهات.
تقول أم الشهيد صالح: "شارك ابنيّ في الجبهات منذ بداية الحرب، صالح بالسلاح وعوض بإمداد الجبهات بالغذاء والماء.. كان ابني الشهيد صالح يقول لي في بداية الحرب بأنه يجب أن يتم تأمين جبل كاسترو القريب من منزلنا بالقناصة من شباب المقاومة، وعليهم أن يتمركزوا فيه، كان يستشعر بأن مليشيات الحوثي سيسيطرون على الجبال وسنكون تحت رحمتهم".
وأردفت قائلة: "في تاريخ 4/5/2015 اشتدت المعارك وخرج ابني صالح مع سلاحه وكنت أراقبه من النافذة، وتجمع شباب المقاومة، ثم عاد ابني صالح إلى البيت وقال بأن مليشيات الحوثي توغلت في المعلا واستطاعوا الدخول من الشارع الدائري في المعلا مروراً بحي كاسترو ولا يستطيعون مواجهتهم بسبب آلياتهم وأسلحتهم التي تفوق أسلحة شباب المقاومة، ويجب أن نعد خطة محكمة لهم.. لحظات مرت وبدأت المساجد بنداء (حي على الجهاد.. حي على الجهاد)، انتفض صالح من مقعده عند سماع صوت النداء وتوجه إلى النافذة ينظر من خلالها ويترقب الوضع ثم ينتقل إلى الغرفة الأخرى ويراقب من النافذة، وظل هكذا لحظات وأخذ سلاحه وطلب مني السماح وطلب من زوجة أخيه أن تسامحه أيضا".
وتضيف: "راقبته من خلال النافذة كان يركض مع شباب المقاومة الذين اجتمعوا مع بعضهم، وبدأت المواجهة بين شباب المقاومة في المعلا وبين المليشيات الحوثية وقوات نظام صالح، واشتدت المعركة في المدينة من حي المشروع السعودي والشارع الدائري وجبل كاسترو، وفجأة سمعنا طرقات عنيفة ومتسارعة على باب منزلي وأحد شباب المقاومة يصرخ وعندما حاولت افتح الباب طلب مني أن أكلمه من الجهة الأخرى المقابلة لباب المنزل حتى لا أرى ابني صالح وهو مصاب في الجهة الأخرى".
وطلب مني الشاب قطن و"طراحة"، سألته أين أصيب صالح، تمتم الشاب بالقول: ادعي له، فقلت له لم يصب!! فشعرت في تلك اللحظة بأن ابني استشهد، فقلت: الحمد لله".
وبعد بكاء شديد من أم الشهيد وقريباتها اللاتي كن معنا في الغرفة أثناء اللقاء ختتمت أم الشهيد صالح بادباء قائلة: "علمت بأن ابني قتل اثنين من عناصر مليشيات الحوثي، وأثناء محاولته قتل الثالث فاجأته رصاصة قناصة استقرت برقبته فاستشهد على إثرها وتم نقله إلى المسجد المجاور للصلاة عليه وبعدها تم دفنه".
ومن لم يبكيك يا صالح، فخطيبتك حاولت أن تودعك الوداع الأخير إلا أن عناصر مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح المتمركزة في عقبة المعلا رفضت السماح لها ولعائلتها الدخول إلى المعلا، أما أصدقاء طفولتك بحي البوميس في كريتر نزل عليهم خبر استشهادك كالصاعقة، حتى النساء والأطفال بكوا بحرقة.. فكم أحبك الجميع لطيبة قلبك وأخلاقك العالية.. نسأل الله أن يتقبلك شهيدا.