> سكان محليون: نناشد الحكومة الاهتمام بمعالمنا ووقف الأعمال الهادفة إلى طمس هويتنا وتاريخنا
تقرير/ صلاح أبو لحيم
لم يتبقَ سوى النذر القليل من رونقها بعد أن تهالكت كل جدرانها بفعل التغيرات المناخية، والسياسات الهدامة التي مرت بها منطقة أحور الجنوبية الواقعة في محافظة أبين شرق العاصمة عدن.
شكلت تلك المباني الوجه المشرق وواحدة من أبواب التاريخ للمدينة كونها ارتبطت بمكونات المدينة الماضي والحاضر.
يقول السكان المحليون في أحور إن أعمال الحفر طالت أساسات وأركان المعالم الحضارية في المدينة، وأضحت تهدد تلك المباني بالانهيار الوشيك في أي لحظة.
حفريات تطال المعالم
يتم حالياً عمل حفريات بين أهم معلمين حضاريين لمدينة أحور تحت غطاء تنفيذ مشاريع خدمية في المدينة، وتطلب تنفيذ تلك الحفريات وسط أساسات المباني العتيقة دون مراعاة أن تلك المعالم تمثل نموذجا حيا من تاريخ أحور السياسي، ولهذا فإن تلك الحفريات تتم دون تدخلات من السلطة المحلية أو المنتديات الثقافية، والمؤسسات والجمعيات المختصة بالتراث في محافظة أبين.
مناشدات الأهالي لوقف العبث
اليوم وصلت أيادي العبث إلى تلك المباني التاريخية المهجورة منذ سنوات خلت، لتهد تلك المباني تحت غطاء تنفيذ مشاريع خدمية، وهو ما يؤكد أن تلك المشاريع خُطط لها في ليل مبهم لتصبح واقعا على أرض الواقع، ولو كلف ذلك الأمر تدمير كل المعالم الحضارية في أحور، مستغلين صمت السلطات والمؤسسات المدنية والثقافية التي ما انفكت تلوذ بالصمت، وتقف مكتوفة الأيادي حيال ذلك التدمير الممنهج لتاريخ أحور.
مشاريع تطمس معالم حضارية
ففي الوقت الذي كنا نأمل من السلطات المحلية في أحور وأبين والحكومة، بإعادة إعمار تلك المعالم الحضارية، والمحافظة على مكوناتها، والاهتمام بأثرها التاريخية، نرى مالم يخطر على البال، وهو تحول تلك المعالم إلى هدف استراتيجي لإلغاء الهوية وطمسها من خلال أعمال الحفر المقيت لتنفيذ مشاريع خدمية ستبنى على حساب أهم المباني التاريخية، والمعالم الحضارية في مدينة أحور، وهذا ما يعني أن تلك المشاريع تنفذ بطرق عشوائية دون خطط مدروسة مسبقا، ولعل الصورة أبلغ في نقل الحقيقة.
نبذة عن مدينة أحور
تعتبر أحور العاصمة الأولى لسلطنة العوالق السفلى في آخر مراحل تطور العهد القبلي، حيث كان مقر السلطنة بادئ ذي بدء في منطقة الحيق أو الحالق بالمنقعة ناحية المحفد، وكان للدولة حصن معروف بالشقماء يسكنه سلاطين البلاد، ثم انتقل الحكم من الحاق إلى أحور، ثم انتقلت السلطنة إلى أحور المعروفة اليوم بهذا الاسم، ومن أهم مدن العوالق السفلى المحفد، وهي العاصمة الثانية، والسوق الذي تجتمع فيه قبائل آل سعد المنتشرين في أودية المحفد المنقعة، وما حولها.
ويتبع أحور عدة قرى منها امبسطي وحناذ والرواد والشواق والمساني والمحصامة والبندر وجول الهيل وجول الشوير حية وحصن بلعيد والملحة وغيرها.
ويعمل معظم سكان مديرية أحور في مجال الزراعي وصيد الأسماك وتربية المواشي، وهي تعد من مصادر الدخل اليومي بالنسبة لكثير من أبناء هذه المدينة التي تتميز عن غيرها من بقية مديريات المحافظة بطبيعتها الجغرافية والمناخية، فهي أرض زراعية خصبة تزرع فيها أجود أنواع الحبوب ومحاصيل القطن والخضار والبطيخ، كما أنها تقع على شواطئ البحر العربي ومعظم سكانها يعمل في المجال الزراعي وتربية الحيوان والنحل وأيضاً في مجال الاصطياد.
ومديرية أحور من أكبر مديريات محافظة أبين، وتمتلك المديرية ثروة اقتصادية هائلة في المجال الزراعي والسمكي والمعدني والحيواني، وفي تربية النحل وغيرها من الثروات.