> حاوره / إبراهيم حيدرة
هو الشاعر الغنائي الفذ يسلم بن علي باسعيد، مسيرة إبداع تمتد من ستينيات القرن الماضي. وفي الـ17 من نوفمبر 2012، توقف قلب بن علي عن النبض، وقد ترك إرثًا أدبيا وفنيا من رحلة حياة حافلة بالعطاء، بدأت شهرتها بأغنية (سلم الطائرة) مع صوت الأرض الفنان السعودي الراحل طلال مداح، انتهاءً بـ(دموع المهاجر)، وهو ديوانه الوحيد الذي ضم بعض أعماله.
وفي الذكرى الخامسة لرحيل بن علي، يحاول نجله عبدالمنعم، في هذا الحوار، أن يتذكّر لمحات من سيرة وحياة والده الأدبية والاجتماعيّة، ويبث عبدالمنعم شجونه وآلامه نتيجة التجاهل والتهميش، اللذين تعرض لهما تاريخ والده، ووصل الأمر إلى السطو على بعض أعماله، على أمل أن تصل رسالته ورسالتنا جميعا، إلى كل من يهمه الأمر.
* في هذه اللقاء الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة لرحيل الوالد الشاعر الغنائي الكبير الراحل يسلم بن علي، يرحمه الله، حدّثنا عنه.
- والدي الشاعر يسلم بن علي، رحمه الله، ولد في قرية (عَماقين) مديرية الروضة بمحافظة شبوة، وكان ميلاده، في العام 1945م، في بداية طفولته عاش إلى جوار والده الشاعر الشعبيّ المخضرم علي باسعيّد، لكن لقساوة الحياة سافر إلى المملكة العربية السعودية، وهو في سن صغيرة لا يتجاوز 15 عامًا، وعمل في منزل (مجاودا) عند إحدى الأسر في مدينة جدة، حاله حال كل الشباب في سنه، وبعدها تدرج في العمل ليعمل في ورشة سمكري، ثم انتقل وعمل مديرًا لشركة الحاج حسين علي رضا للسيارات، واستمر في هذا العمل فترة طويلة، وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي انتقل إلى الرياض، وكوّن لنفسه عملًا خاصا، لبيع الطلاء بجميع أنواعه، بالإضافة إلى ذلك، ورغم مشاغله، كان مهتمًا بالجانب الفني والثقافي، فكان يعمل في (جمعية الثقافة والفنون) بجدة والرياض، وهو عضو بارز فيها منذ العام 1973م.
* متى كانت عودته إلى أرض الوطن بعد كل سنوات الغربة؟
- عاد إلى أرض الوطن مع بداية مرضه بمرض القلب في العام 2008، بعد نحو 52 عامًا قضاها في الغربة، عدا بعض الزيارات بين حين وآخر، وكان خروجه الأخير من الغربة بلا عودة، حتى وفاته، رحمه الله، في مساء السبت الموافق 17 نوفمبر 2012م، في مستشفى ابن سينا بحضرموت، ودفن في مسقط رأسه بقرية عماقين.
* إذا ما تحدثنا عن سيرة الوالد الفنية خصوصا وهو ممن أثروا الساحة الفنية والأدبية على المستوى المحلي والخليجي.. وتغنىّ بقصائده كبار المطربين، حدثتنا عن هذا الجانب؟
- نستطيع القول إن الوالد، رحمة الله عليه، خدم الثقافة والفن على مستوى اليمن والخليج، خصوصا في المملكة العربية السعودية، وغنى للوالد الكثير من كبار الفنانين، أبرزهم طلال مداح، وأبو بكر سالم بلفقيه، وعبدالله النجار، وأحمد يوسف الزبيدي الذي قدم له عدة أغان أبرزها (فيوز القلب محروقة) و(فر ياطير)، (متى الإقلاع ياطيار)، (إشاعة حب)، والفنان الكبير فيصل علوي، قدم له (من بكىّ عيال الناس) و(الحبيب المثالي)، و(سقوك المر ياقلبي)، أيضا الفنان هود العيدروس قدم له (يلومون الجمل)، و(اش فيك زايد على الناس) وغيرهم من الفنانين، منهم عبدالله النجار ونصر السعد وعلي العمودي، وعبدالله الجساس وعلي الصُقير والفنانة الراحلة عتاب وغيرهم الكثير، وممن قدموا أيضا أعمالًا للوالد الفنان علي العطّاس وسعيد بارويشد وناصر بن فهيد وعبود خواجة والخضر سالم، وغيرهم لا أستطيع حصر الجميع هنا.
*هل بدأ تعاونه أولًا مع طلال مداح أم مع النجار؟
- أول قصيدة غنائية للوالد هي (يا عسكري فك الإشارة) كتب كلماتها والدي للفنان طلال مداح، ولكن الفنان عبدالله النجار أعجب بها وأخذها من الفنان طلال وغناها ونزلها رسمياً في الأسواق في إسطوانات حينها، وهي من ألحان الفنان طلال مداح، رحمه الله، وهذا يعد بداية التعاون بين الوالد وطلال مداح.
* لكن يتضح أن (في سلم الطائرة) لطلال مداح هي الأكثر شهرة.
- نعم، أغنية (في سلم الطائرة) من الأغاني التي لها صدى واسع في الوطن العربي وشهرة كبيرة حتى اليوم لحنها وأداها فنان المملكة الأول، طلال مداح، الذي قدم له الوالد أيضًا أعمال أخرى من أبرزها (يقول يسلم) و(معاد لي نفس) و(مشتاق للمغرب) و(لي قلب حساس)، وهو من أشهر الفنانين الذين ربطتهم علاقة وثيقة بالوالد، لكن (في سلم الطائرة) ذاع صيتها، ويقول الوالد عن هذه الأغنية (في سلم الطائرة) وازت جميع أعماله الغنائية لشهرتها الكبيرة، وهي سبب في شهرة أعماله، حتى أنهم في وقتها مع بداية انتشار الأغنية كانت كل مطارات المملكة عندما يطلع المسافرون الطائرة قبل إقلاعها تسمع موسيقى الأغنية عبر مكبرات الصوت، وهذا كان تقريبا في الستينيات.
* ماذا عن تعاونه مع الفنان الكبير أبوبكر سالم؟
- بدأ تعاونه مع الفنان أبوبكر سالم في أواخر السبعينيات، وكوّن معه علاقة قوية ومتينة، وقدم له عدة أعمال منها، (منك ياعسل دوعن)، وقد اشترك أيضًا أبو أصيل في تأليف كلمات أغنية (منك يا عسل دوعن) وهي من ألحان الوالد، كذلك من أعمال والدي مع أبوبكر سالم أغنية (إلى هنا وانتهينا) وأغنية (أنا مالي إذا قالوا رفع راسه) و(رح في طريقك لا تحداني) و(حبيبي أسعد الأيام) و(سرقت النوم)، وغيرها، لكن للأسف أغنية (سرقت النوم) تبناها شخص يدعى أحمد بن ظاهر.. وهذه الأغنية من كلمات الوالد وموجودة في ديوانه (دموع المهاجر).
* هل كل أعمال الولد موثقة، خصوصًا وأن بعضها يتعرّض للسرقات الأدبية كما أشرت؟
- للأسف، أعمال الوالد كغيرها من الأعمال الأدبية لأي كاتب أو أديب والتي دائما ما تكون عرضة للسطو والسرقات الأدبية، بالنسبة لأعمال الوالد، فهناك من يحاول أن ينسب بعض أعمال الوالد لنفسه، وهناك من يسطو على بعض الأغاني أو يحوّرها أو يتجاهل ذكر اسم الوالد كحق فكري، أما عن التوثيق فهناك الكثير من الأعمال موثقة، لكنها مبعثرة في الصحف والمجلات وبعضها في أرشيف خاص لدينا، أما بالنسبة لديوانه (دموع المهاجر) الذي تكفلت جامعة عدن بطباعته، وأخذت القصائد جاهزة في كتاب من الوالد، لكنه لم يوزّع في المكتبات ولم يُبَع في الأسواق، لأن الكمية كانت محدودة، وتم توزيعها على سبيل الهدايا الشخصية، ولم يستثمر الكتاب بالشكل المطلوب، وكان أمل والدي أن تقوم الجامعة بطباعته وتوزيعه التوزيع الصحيح، حتى يكون هناك عائد مادي من الكتاب يستفيد منه الكل، لكن للأسف الشديد هذا لم يحصل، وهناك الكثير من التساؤلات والاستفسارات من عدد من الصحفيين الخليجيين واليمنيين عن مصير الكتاب، ونحن، إن شاء الله، متى ما تحسنت الأوضاع سوف نبحث عن جهة تتبنى إعادة طباعة الديوان وتسويقه وتوزيعه، حتى يتسنى لكل المحبين والمعجبين بشعر يسلم بن علي الحصول عليه، كما أود أن أشير أن هناك الكثير من الأعمال الغنائية لم يضمها الديوان، ونفّكر في طباعتها في ديوان آخر يحمل اسم الراحل تخليدا لاسم الوالد، كذلك سنهدي الديوان الجديد لروح أخي فضل، يرحمهما الله جميعًا، وسوف أبحث عن أي مؤسسة أو دار نشر تريد طباعة الكتاب وتسويقه وتوزيع أعمال الوالد على نطاق واسع.
* كم كان للوالد من الأبناء؟
- اثنان، أنا وأخي الأكبر المرحوم فضل الذي توفي منذ عامين تقريبا وهزني رحيله وأثر فيَّ، وترك فراغًا لا يمكن لأحد أن يسده، أما الإناث فبنت وحيدة فقط.
* قبل أن نختم هذا الحديث، ما هي الجوانب والمحطات في حياة بن علي التي ترى أنها لم تأخذ حقها إعلاميا؟
- يسلم بن علي شاعر فريد من نوعه، يجيد جميع أنواع الشعر، وقدم الكثير والكثير في هذا المجال، وغنىّ له عمالقة الفن في الوطن العربي، وجمعته العديد من المساجلات بعمالقة الشعر محليًا وعربيًا، ومع هذا لم ينصف ولم يأخذ حقه ومكانته التي يستحقها، وللأسف الشديد سرقت أعماله وألحانه ونسبت لغيره، وأنا أقولها بكل صراحة ووضوح أنه لم يتم استغلال شعر يسلم بن علي كما يجب، وللأسف تعرض انتاجه الأدبي والفني للتهميش، والمؤسف أيضًا أن إعلامنا المحلي في سبات عميق، ولم يبرز أعمال وإبداع الشعراء والمبدعين، في هذا البلد، ولم يدافع عنها، ونشاهد أعمالهم تسرق، ولم تحرك جهات الاختصاص ساكنا، أصبح إلإعلام لأحزاب وأشخاص معينين، إلا من رحم ربي، وأخذت السياسة أكبر من حجمها في البلد، فاهتموا بالسياسة وتركوا الثقافة والأدب، ووالدي ضحية مثله مثل غيره من المبدعين الذين تعرضت أعمالهم للسطو والتهميش.
* كلمة أخيرة تودّ أن تختم بها هذا اللقاء؟
- أوجه رسالتي بكلمة شكر لكل من كتب عن يسلم بن علي من أجل الإنصاف، وتكريمه أسوة بمن كُرموا، وأخص بالشكر د. العزيز أحمد العرفج، الذي بذل جهدا جبارًا من أجل تكريم يسلم بن علي، فقد كتب في عدة صحف سعودية، وتحدّث في الفضائيات من أجل إنصاف يسلم بن علي، وأيضا أشكر إخواني الكُتّاب والصحفيين، منهم الأستاذ علي فقندش، ورياض باشراحيل، وصلاح مخارش، على كل ما يقومون به، تجاه الوالد، وأتقدم بخالص شكري لك أنت أخي إبراهيم على جهدك. و أوجه رسالتي إلى وزارتي الثقافة في اليمن، والمملكة العربية السعودية، وأقول لهم: إنكم ظلمتم يسلم بن علي حيًّا بعدم إنصافه أسوة بغيره، فلا تظلموه ميتًّا بتجاهله ونسيانه، بل أحيوا اسمه وتذكروه بشيء من الجميل والتكريم، وأدعو الجهات المعنية في وزاراتي الثقافة في كلا البلدين اليمن والسعودية وأقول: إني أرى شعراء يكرمون، وهم لم يقدموا ربع مما قدمه والدي، فقليل من الإنصاف، وقبل أن أختم أود طرح هذا السؤال للجهات المعنية، هل التكريم يعتمد على العطاء أم بالواسطة؟ إن كان على العطاء فتاريخ والدي يتحدّث عن نفسه، أم أنكم تريدوننا نبحث عن وساطة؟! في المقابل لا أنسى في هذا اللقاء أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الأستاذ عبدربه هشلة، أمين عام المجلس المحلي في المحافظة، والأستاذ أحمد محمد الشامي، وعبدالرحمن مجور، والأستاذ الباحث بدر بامحرز، والأخوة الصحفيين أحمد أبو صالح عادل القباص، وغيرهم على ما قدموا للوالد من تكريم، أيضا على إطلاق اسم الوالد على مكتب وزارة الثقافة في المحافظة، إنصافًا له وتخليدًا لاسمه، وللجميع ممن كتبوا أو اهتموا بالوالد وأعماله ولم أستحضر اسمه.
حاوره / إبراهيم حيدرة
وفي الذكرى الخامسة لرحيل بن علي، يحاول نجله عبدالمنعم، في هذا الحوار، أن يتذكّر لمحات من سيرة وحياة والده الأدبية والاجتماعيّة، ويبث عبدالمنعم شجونه وآلامه نتيجة التجاهل والتهميش، اللذين تعرض لهما تاريخ والده، ووصل الأمر إلى السطو على بعض أعماله، على أمل أن تصل رسالته ورسالتنا جميعا، إلى كل من يهمه الأمر.
* في هذه اللقاء الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة لرحيل الوالد الشاعر الغنائي الكبير الراحل يسلم بن علي، يرحمه الله، حدّثنا عنه.
- والدي الشاعر يسلم بن علي، رحمه الله، ولد في قرية (عَماقين) مديرية الروضة بمحافظة شبوة، وكان ميلاده، في العام 1945م، في بداية طفولته عاش إلى جوار والده الشاعر الشعبيّ المخضرم علي باسعيّد، لكن لقساوة الحياة سافر إلى المملكة العربية السعودية، وهو في سن صغيرة لا يتجاوز 15 عامًا، وعمل في منزل (مجاودا) عند إحدى الأسر في مدينة جدة، حاله حال كل الشباب في سنه، وبعدها تدرج في العمل ليعمل في ورشة سمكري، ثم انتقل وعمل مديرًا لشركة الحاج حسين علي رضا للسيارات، واستمر في هذا العمل فترة طويلة، وفي بداية الثمانينيات من القرن الماضي انتقل إلى الرياض، وكوّن لنفسه عملًا خاصا، لبيع الطلاء بجميع أنواعه، بالإضافة إلى ذلك، ورغم مشاغله، كان مهتمًا بالجانب الفني والثقافي، فكان يعمل في (جمعية الثقافة والفنون) بجدة والرياض، وهو عضو بارز فيها منذ العام 1973م.
* متى كانت عودته إلى أرض الوطن بعد كل سنوات الغربة؟
- عاد إلى أرض الوطن مع بداية مرضه بمرض القلب في العام 2008، بعد نحو 52 عامًا قضاها في الغربة، عدا بعض الزيارات بين حين وآخر، وكان خروجه الأخير من الغربة بلا عودة، حتى وفاته، رحمه الله، في مساء السبت الموافق 17 نوفمبر 2012م، في مستشفى ابن سينا بحضرموت، ودفن في مسقط رأسه بقرية عماقين.
* إذا ما تحدثنا عن سيرة الوالد الفنية خصوصا وهو ممن أثروا الساحة الفنية والأدبية على المستوى المحلي والخليجي.. وتغنىّ بقصائده كبار المطربين، حدثتنا عن هذا الجانب؟
- نستطيع القول إن الوالد، رحمة الله عليه، خدم الثقافة والفن على مستوى اليمن والخليج، خصوصا في المملكة العربية السعودية، وغنى للوالد الكثير من كبار الفنانين، أبرزهم طلال مداح، وأبو بكر سالم بلفقيه، وعبدالله النجار، وأحمد يوسف الزبيدي الذي قدم له عدة أغان أبرزها (فيوز القلب محروقة) و(فر ياطير)، (متى الإقلاع ياطيار)، (إشاعة حب)، والفنان الكبير فيصل علوي، قدم له (من بكىّ عيال الناس) و(الحبيب المثالي)، و(سقوك المر ياقلبي)، أيضا الفنان هود العيدروس قدم له (يلومون الجمل)، و(اش فيك زايد على الناس) وغيرهم من الفنانين، منهم عبدالله النجار ونصر السعد وعلي العمودي، وعبدالله الجساس وعلي الصُقير والفنانة الراحلة عتاب وغيرهم الكثير، وممن قدموا أيضا أعمالًا للوالد الفنان علي العطّاس وسعيد بارويشد وناصر بن فهيد وعبود خواجة والخضر سالم، وغيرهم لا أستطيع حصر الجميع هنا.
*هل بدأ تعاونه أولًا مع طلال مداح أم مع النجار؟
- أول قصيدة غنائية للوالد هي (يا عسكري فك الإشارة) كتب كلماتها والدي للفنان طلال مداح، ولكن الفنان عبدالله النجار أعجب بها وأخذها من الفنان طلال وغناها ونزلها رسمياً في الأسواق في إسطوانات حينها، وهي من ألحان الفنان طلال مداح، رحمه الله، وهذا يعد بداية التعاون بين الوالد وطلال مداح.
* لكن يتضح أن (في سلم الطائرة) لطلال مداح هي الأكثر شهرة.
- نعم، أغنية (في سلم الطائرة) من الأغاني التي لها صدى واسع في الوطن العربي وشهرة كبيرة حتى اليوم لحنها وأداها فنان المملكة الأول، طلال مداح، الذي قدم له الوالد أيضًا أعمال أخرى من أبرزها (يقول يسلم) و(معاد لي نفس) و(مشتاق للمغرب) و(لي قلب حساس)، وهو من أشهر الفنانين الذين ربطتهم علاقة وثيقة بالوالد، لكن (في سلم الطائرة) ذاع صيتها، ويقول الوالد عن هذه الأغنية (في سلم الطائرة) وازت جميع أعماله الغنائية لشهرتها الكبيرة، وهي سبب في شهرة أعماله، حتى أنهم في وقتها مع بداية انتشار الأغنية كانت كل مطارات المملكة عندما يطلع المسافرون الطائرة قبل إقلاعها تسمع موسيقى الأغنية عبر مكبرات الصوت، وهذا كان تقريبا في الستينيات.
* ماذا عن تعاونه مع الفنان الكبير أبوبكر سالم؟
- بدأ تعاونه مع الفنان أبوبكر سالم في أواخر السبعينيات، وكوّن معه علاقة قوية ومتينة، وقدم له عدة أعمال منها، (منك ياعسل دوعن)، وقد اشترك أيضًا أبو أصيل في تأليف كلمات أغنية (منك يا عسل دوعن) وهي من ألحان الوالد، كذلك من أعمال والدي مع أبوبكر سالم أغنية (إلى هنا وانتهينا) وأغنية (أنا مالي إذا قالوا رفع راسه) و(رح في طريقك لا تحداني) و(حبيبي أسعد الأيام) و(سرقت النوم)، وغيرها، لكن للأسف أغنية (سرقت النوم) تبناها شخص يدعى أحمد بن ظاهر.. وهذه الأغنية من كلمات الوالد وموجودة في ديوانه (دموع المهاجر).
* هل كل أعمال الولد موثقة، خصوصًا وأن بعضها يتعرّض للسرقات الأدبية كما أشرت؟
- للأسف، أعمال الوالد كغيرها من الأعمال الأدبية لأي كاتب أو أديب والتي دائما ما تكون عرضة للسطو والسرقات الأدبية، بالنسبة لأعمال الوالد، فهناك من يحاول أن ينسب بعض أعمال الوالد لنفسه، وهناك من يسطو على بعض الأغاني أو يحوّرها أو يتجاهل ذكر اسم الوالد كحق فكري، أما عن التوثيق فهناك الكثير من الأعمال موثقة، لكنها مبعثرة في الصحف والمجلات وبعضها في أرشيف خاص لدينا، أما بالنسبة لديوانه (دموع المهاجر) الذي تكفلت جامعة عدن بطباعته، وأخذت القصائد جاهزة في كتاب من الوالد، لكنه لم يوزّع في المكتبات ولم يُبَع في الأسواق، لأن الكمية كانت محدودة، وتم توزيعها على سبيل الهدايا الشخصية، ولم يستثمر الكتاب بالشكل المطلوب، وكان أمل والدي أن تقوم الجامعة بطباعته وتوزيعه التوزيع الصحيح، حتى يكون هناك عائد مادي من الكتاب يستفيد منه الكل، لكن للأسف الشديد هذا لم يحصل، وهناك الكثير من التساؤلات والاستفسارات من عدد من الصحفيين الخليجيين واليمنيين عن مصير الكتاب، ونحن، إن شاء الله، متى ما تحسنت الأوضاع سوف نبحث عن جهة تتبنى إعادة طباعة الديوان وتسويقه وتوزيعه، حتى يتسنى لكل المحبين والمعجبين بشعر يسلم بن علي الحصول عليه، كما أود أن أشير أن هناك الكثير من الأعمال الغنائية لم يضمها الديوان، ونفّكر في طباعتها في ديوان آخر يحمل اسم الراحل تخليدا لاسم الوالد، كذلك سنهدي الديوان الجديد لروح أخي فضل، يرحمهما الله جميعًا، وسوف أبحث عن أي مؤسسة أو دار نشر تريد طباعة الكتاب وتسويقه وتوزيع أعمال الوالد على نطاق واسع.
* كم كان للوالد من الأبناء؟
- اثنان، أنا وأخي الأكبر المرحوم فضل الذي توفي منذ عامين تقريبا وهزني رحيله وأثر فيَّ، وترك فراغًا لا يمكن لأحد أن يسده، أما الإناث فبنت وحيدة فقط.
* قبل أن نختم هذا الحديث، ما هي الجوانب والمحطات في حياة بن علي التي ترى أنها لم تأخذ حقها إعلاميا؟
- يسلم بن علي شاعر فريد من نوعه، يجيد جميع أنواع الشعر، وقدم الكثير والكثير في هذا المجال، وغنىّ له عمالقة الفن في الوطن العربي، وجمعته العديد من المساجلات بعمالقة الشعر محليًا وعربيًا، ومع هذا لم ينصف ولم يأخذ حقه ومكانته التي يستحقها، وللأسف الشديد سرقت أعماله وألحانه ونسبت لغيره، وأنا أقولها بكل صراحة ووضوح أنه لم يتم استغلال شعر يسلم بن علي كما يجب، وللأسف تعرض انتاجه الأدبي والفني للتهميش، والمؤسف أيضًا أن إعلامنا المحلي في سبات عميق، ولم يبرز أعمال وإبداع الشعراء والمبدعين، في هذا البلد، ولم يدافع عنها، ونشاهد أعمالهم تسرق، ولم تحرك جهات الاختصاص ساكنا، أصبح إلإعلام لأحزاب وأشخاص معينين، إلا من رحم ربي، وأخذت السياسة أكبر من حجمها في البلد، فاهتموا بالسياسة وتركوا الثقافة والأدب، ووالدي ضحية مثله مثل غيره من المبدعين الذين تعرضت أعمالهم للسطو والتهميش.
* كلمة أخيرة تودّ أن تختم بها هذا اللقاء؟
- أوجه رسالتي بكلمة شكر لكل من كتب عن يسلم بن علي من أجل الإنصاف، وتكريمه أسوة بمن كُرموا، وأخص بالشكر د. العزيز أحمد العرفج، الذي بذل جهدا جبارًا من أجل تكريم يسلم بن علي، فقد كتب في عدة صحف سعودية، وتحدّث في الفضائيات من أجل إنصاف يسلم بن علي، وأيضا أشكر إخواني الكُتّاب والصحفيين، منهم الأستاذ علي فقندش، ورياض باشراحيل، وصلاح مخارش، على كل ما يقومون به، تجاه الوالد، وأتقدم بخالص شكري لك أنت أخي إبراهيم على جهدك. و أوجه رسالتي إلى وزارتي الثقافة في اليمن، والمملكة العربية السعودية، وأقول لهم: إنكم ظلمتم يسلم بن علي حيًّا بعدم إنصافه أسوة بغيره، فلا تظلموه ميتًّا بتجاهله ونسيانه، بل أحيوا اسمه وتذكروه بشيء من الجميل والتكريم، وأدعو الجهات المعنية في وزاراتي الثقافة في كلا البلدين اليمن والسعودية وأقول: إني أرى شعراء يكرمون، وهم لم يقدموا ربع مما قدمه والدي، فقليل من الإنصاف، وقبل أن أختم أود طرح هذا السؤال للجهات المعنية، هل التكريم يعتمد على العطاء أم بالواسطة؟ إن كان على العطاء فتاريخ والدي يتحدّث عن نفسه، أم أنكم تريدوننا نبحث عن وساطة؟! في المقابل لا أنسى في هذا اللقاء أن أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الأستاذ عبدربه هشلة، أمين عام المجلس المحلي في المحافظة، والأستاذ أحمد محمد الشامي، وعبدالرحمن مجور، والأستاذ الباحث بدر بامحرز، والأخوة الصحفيين أحمد أبو صالح عادل القباص، وغيرهم على ما قدموا للوالد من تكريم، أيضا على إطلاق اسم الوالد على مكتب وزارة الثقافة في المحافظة، إنصافًا له وتخليدًا لاسمه، وللجميع ممن كتبوا أو اهتموا بالوالد وأعماله ولم أستحضر اسمه.
حاوره / إبراهيم حيدرة