> تقرير/ هشام عطيري

شهدت مدارس مديرية تُبن لحج تظاهرة تربوية وتعليمية كبرى، عكسته بمعرض زراعي وحيواني هو الأول من نوعه في المحافظة.
وشارك في المعرض، الذي احتضنته مدرسة عباس في تبن، 18 مدرسة، منها مدرسة واحدة خاصة، واثنتان لذوي الاحتياجات الخاصة، وحظي بحضور وإقبال كبيرين.
ويهدف المعرض، الذي أقامه قسم الوسائل التعليمية بمكتب التربية بالمديرية، إلى إعادة الاعتبار لزراعة لحج وواحتها بستان الحسيني، قدم فيه المشاركون أصنافا مختلفة من الأشجار والشتلات والمنقرضة منها، إضافة للعديد من الحيوانات المختلفة.

وأكد المحافظ اللواء أحمد عبدالله تركي خلال حفل الافتتاح أن "لحج تشتهر بمجالات عدة، وفي مقدمتها الزراعة، حيث مثلت من خلالها نقلة نوعية أسهمت بشكل كبير في تأسيس الحضارة فيها".
وأشاد تركي في كلمته بـ"الجهود التي بذلت من قِبل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وإدارة التربية بمديرية تُبن، والتي عكسها التنظيم والترتيب العالي وغير المتوقع للمعرض، وكذا المشاركات المدرسية المعبرة عن عمق ارتباط الإنسان بالأرض"، داعيا إلى "تعميمه في مختلف مدارس مديريات المحافظة لإعادة بوصلة التعليم اللا صفي".

وأوضح رئيس قسم الوسائل فوزي سعيد علي أن "الاستعدادات للمعرض بدأت منذ شهر سبتمبر الماضي بفكرة من مدرسة عباس الحسيني، لتتحول إلى حقيقة بإعلان مدير التربية بتبن محفوظ الكيلة عن إقامة هذا المعرض الزراعي والحيواني التعليمي لمدارس المديرية".
وأشار فوزي إلى أن "المعرض احتوى على أربعة أقسام هي: قسم الأشجار والحبوب والشتلات الزراعية، وقسم لأنواع مختلفة من الحيوانات، وقسم الصناعات الغذائية، والأخير للأدوات الزراعية المستخدمة قديمًا في الزراعة والمنازل قبل دخول الماكينة الزراعية".

*إحياء الموروث
وقال مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة د. محمد الزعوري: "إن فكرة إقامة المعرض الزراعي والحيواني التعليمي واحدة من الأفكار التي هدف مكتب المحافظة وإدارة التربية بمديرية تُبن وقسم الوسائل التعليمية بالمديرية من خلالها إلى إعادة إحياء الموروث الثقافي لدلتا تُبن والتذكير بتاريخها الضارب جذوره في عمق التاريخ الإنساني".

وأوضح الزعوري أن "الفكرة أخذت من أكثر من شق: منها الشق التعليمي، لربط المنهج بالبيئة الطبيعية المحيطة وتقديم صورة تفصيلية لما تكتنزه فوق بساطها الخصب من تنوع بيئي ونباتي وزراعي وحيواني، وبإذن الله سيقدم بشكل سنوي بطريقة مكثفة ولن يقتصر على الطلاب فقط وبل سيتاح للجميع لتقديم ما لديهم فيه. أما الشق الثاني فتركزعلى الموروث الثقافي بمعناه الجامع للتراث الإبداعي والمعرفي والقيم الحضرية وطبيعة العلاقة بين الأفراد، ومعايشة أجواء الماضي العريق بفنونه وتجلياته الوطنية بمتحف مفتوح لزمن كان ومازال حاضرًا بكل معانيه المادية والروحية، والشق الأخير الاقتصادي، ويتمثل في عرض المشغولات اليدوية والصناعات الغذائية بخصوصيتها الفريدة، والتي تتميز بها المحروسة لحج وتُبن تحديدًا، كواحدة من المدن العريقة تركت بصماتها الفنية عبر التاريخ".

*إبراز المهارات
وأوضح مدير مكتب التربية بتبن محفوظ الكيلة أن "المعرض أتى من ضمن الخطة السنوية للعام الدراسي الحالي، بهدف إبراز مهارات الطلاب والمعلمين في كيفية صنع واستخدام مختلف الوسائل في العملية التعليمية"، مشيراً إلى أن "المعرض احتوى على جانب من المنتجات الصناعية من قِبل الطلاب والطالبات ممن تحصلوا على دورات من قبل مدربين محترفين بمكتب الزراعة في كيفية الاستفادة من المنتجات الزراعية".
*تراجع الزراعة
واعتبر أنور البقعي، وهو أحد الزائرين، المعرض الزراعي "ناجح بكل المقاييس، وأعاد للأذهان مجد تُبن بزراعتها المتنوعة من الحبوب والخضار والفواكه وما تحويه من الألبان واللحوم والطيور وغيرها".

وأوضح البقعي أن "المديرية شهدت تأهيل زراعي في عهد السلطنة العبدلية والرئيس الشهيد سالم ربيع علي (سالمين)، غير أنه تراجع بشكل مخيف جداً بعد عام تسعين، نتيجة لتوقيف العديد من المصانع كالطماطم، والقطن وغيرها، بالإضافة زيادة أسعار الوقود وانعدام التسويق".
*غياب السلطة
وقال ناضم اللحجي وهو موجه بوزارة التربية والتعليم: "لقد أبرز لنا المعرض الكثير من الإبداعات لدى طلاب وطالبات المديرية في مجال الإنتاج الزراعي الذي اشتهرت به لحج الحسيني في عصرها الذهبي أيام العبادل واختفى معظمه في الوقت الحاضر نتيجة الجفاف وعدم اهتمام السلطة بهذا المجال، أيضاً أظهر هذا المعرض قدرات براعم القمندان في مجال تربية الحيوانات، وهذا الأمر ليس بغريب فلحج مليئة بالإبداعات، كونها سبّاقة في التعليم منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكذ في المجالين الزراعي والفني".

وأضاف: "وما لفت انتباهي تلك اللوحة في جناح مدرسة الريادة الأهلية الفنية التي جمعت المبدعين ورواد لحج من شعراء وفنانين وممثلين وإعلاميين ومزارعين وممثلين، وغيرهم من أبناء لحج الخضيرة، بالإضافة إلى موروث المحافظة في الحلويات وأصناف الفواكه والأكلات الشعبية والأواني وأصناف البذور”.
ووجه طلاب مدارس المديرية من خلال المعرض رسالة مفادها بأن “لحج الخضيرة في طريقها لاستعادة مجدها في المجال الزراعي الذي بات مندثراً وغابت على إثره الكثير من المحاصيل الزراعية في المحافظة”.