> «الأيام» متابعات
* علي هو إبن عائلة بدويّة، هرب منها ليعمل في مصنع ملابس، ثم في غسل السيارات ، ثم كعامل نظافة في الشوارع (نعم .. عامل نظافة) .. لا تستغربوا .. وعلي ليس وسيمًا كزميله الحارس حجيتي مثلًا ، لكن قصّة حياته هي إلهام لآلاف الناس.
كما أسلفت ، ولد علي لعائلة بدويّة ، تتنقل بين الأرياف للعثور ، على العشب كي تطعم خرافها .. علي كان الإبن الأكبر لعائلته ، لذا من الطبيعي أن يعمل في سن مبكر لمساعدتهم.
وظيفته الأولى كانت الرعي ، وكلّما وجد وقت فراغ ، كان يلعب لعبة محلية تسمى "دال باران" وكذلك كرة القدم مع أصدقائه ، تقوم هذه اللعبة على رمي الحجارة إلى مسافات طويلة، قد تظن أن هذه اللعبة لا علاقة لها بكرة القدم ، لكنّها وعلى المدى الطويل ، ساعدت علي رضا كثيرًا.
فوالده كان كسائر الآباء في هكذا بلاد ، ظنّ أن كرة القدم ليست مهنة ، ولن تساعده في حياته فكان يفضّل أن يصبح إبنه عاملاً بسيطاً.
علي أخبر صحيفة الجارديان : "والدي يكره كرة القدم كان يريد مني أن أصبح عاملاً، لدرجة أنه قام بتمزيق ثيابي وقفازاتي عدة مرات".
بسبب والده وأسلوب حياة عائلته ، هرب علي رضا إلى طهران ، باحثًا عن فرصة في أحد الأندية الكبرى هناك .. وهنا (بدأت المعاناة الحقيقية) ، فقد اقترض علي المال من أحد أقاربه ، وسافر عبر الحافلة .. وفي الحافلة قابل مدرباً لفريق محلي يدعى حسين فيز ، المدرب أخبره أنه سيسمح له بالتدرب مع فريقه مقابل 30 باوند ، لكن علي لم يكن يملك لا مال ، ولا حتى مكان للنوم.
المدرب وافق أخيرًا على منح علي رضا تجربة مجانية في النادي ، كما طلب من كابتن الفريق دعمه ، علي أيضًا عمل في مصنع ملابس يملكه والد أحد زملائه في الفريق ، وهناك أصبح ينام في المصنع.
يقول الحارس علي رضا : "كنت متأكداً ، من أن علي دائي ، سيساعدني، لو أني طلبت منه ذلك ، لكني كنت محرجًا من إخباره بوضعي الحالي وقتها".
علي ذهب للعمل في محل بيتزا ، ليس لشيء ، فقط كي يجد مكاناً ينام فيه ليلًا وهناك تعرض لموقف محرج، مدربه في نفط طهران جاء لتناول البيتزا ، ولم يكن يعلم أن علي يعمل هناك ، علي كان محرجاً ، ولم يرغب في أن يراه المدرب ، لكن مالك المتجر طلب منه أن يخدمه بنفسه ، فترك علي رضا العمل.
بعد فترة ، تم طرده من نادي نفط طهران ، لأنه تدرب مع فريق آخر وتعرض للإصابة فانتقل إلى ناد يدعى حوما .. مدربه الجديد كان مترددًا في منحه عقداً فشعر علي أن حلمه يموت.
نجم علي رضا بدأ بالسطوع إذ أصبح حارس مرمى فريق نفط طهران الأول ، واختير لمنتخب إيران تحت 23 عاماً في 2015 ، ثم أصبح حارساً للمنتخب الأول بعد عناء شديد .. علي رضا حقق 12 (كلين شيت) وهو (رقم قياسي) في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.
علي يقول : "تعرضت للعديد من المواقف واللحظات والأيام العصيبة ، التي تجعل حلمك صعب المنال ، لا أريد نسيان تلك اللحظات ، فهي التي جعلتني الشخص الذي أنا عليه اليوم".
(علي) هو صاحب الأسيست التاريخي الذي سلط أنظار الصحافة العالمية عليه ، أسيست من على بعد 70 متراً باليد ، (علي) يمتلك قدرات هائلة على رمي الكرة بيده ، ويعود الفضل فيها لممارسته لعبة دال باران في صغره ، كما ذكرنا سلفًا.