> عماد أبو الروس*
فتح التقدم الكبير للتحالف العربي في معركة الحديدة بعد السيطرة على المطار وقبول جماعة الحوثي خضوع الميناء لسلطة الأمم المتحدة، باب التساؤل حول طبيعة الأهمية الاستراتيجية لهذين الموقعين الحيويين بالنسبة للحوثيين حال خسارتهما، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من نتائج.
كما أشار المحللون إلى أن خسارة الحديدة أيضا تستهدف إيران، وسيطرتها على مضيق باب المندب، وخليج عدن مرورا بخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضاف دشيله، في حديثه لـ“عربي21”، أن محافظة الحديدة أيضا كانت تعتبر أحد الأوراق التفاوضية لإيران مع الغرب.
وقال البكيري إن فقدان سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة يعني فقدان آخر اتصال لجماعة الحوثي مع العالم الخارجي والسيطرة على الموانئ والمطارات الأخرى، سيحرم الحوثيين من مدخولات مالية كبيرة، وسيقطع عنهم الحبل السري لتهريب.
من جهته قال الخبير بالشؤون الإيرانية نبيل العتوم إن فقدان سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على ميناء الحديدة، سوف يجبرهم على الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي بعد الخسائر للمنافذ الأساسية بالنسبة للأزمة اليمنية، وخاصة أنه سيحد من تهريب الأسلحة.
وسائل دعم أخرى
وحول إمكانية توفر بدائل أخرى للحوثيين عن الحديدة، قال دشيله: “إذا سيطر التحالف العربي على الحديدة ومينائها معنى ذلك أن الحوثيين سيفقدون التواصل بحلفائهم الإيرانيين، إلا أنه مازال ساحل البحر العربي مفتوحا أمام الإيرانيين ومن خلاله تهرب الأسلحة أيضا لجماعة الحوثي”.
ولفت دشيله، إلى أن هناك دعما دوليا بطريقة غير مباشرة لجماعة الحوثي، وهناك أيضا أطراف في دول الإقليم لا تريد أن تنهار جماعة الحوثي بشكل كامل.
الخط المائي لإيران
وفيما إن كان لفقدان سيطرة الحوثيين على ميناء ومطار الحديدة، أي تأثير على إيران، قال العتوم، إن إيران حاولت أن توطد مداخل الأزمات الإقليمية لا سيما الأزمة اليمنية للتأثير على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما المملكة العربية السعودية واعتبارها أحد الأوراق التفاوضية فيما يتعلق بالبرنامج النووي، وفيما يتعلق أيضا بالأزمة السورية وما يحدث في لبنان والعراق، والأزمات الأخرى على امتداد الإقليم.
من جهته أشار البكيري، إلى أن إيران مستفيدة كثيرا من بقاء ميناء الحديدة تحت سيطرة الحوثيين، بالنظر إلى أن إيران أيضا تمتلك أسطولا قريبا وحاملات طائرات مروحية في مضيق عدن، وخطوطها الملاحية بين الموانئ الإيرانية وبيروت مفتوحة وتمر عبرها إلى المياه الدولية الإقليمية قبالة الشواطئ اليمنية وفي باب مندب الذي يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم.
وأضاف: “لا شك أن الخط الملاحي لإيران سيتعثر كثيرا وخاصة أن إيران كثير من استخداماتها البحرية للقوارب وقطاع السفن الحربية والبحرية هو استخدام في غير الجانب التجاري وتستخدمه في تهريب الأسلحة إلى سوريا أو أفريقيا، وتعزز من تواجد “مليشياتها” في كثير من البلدان، وبالتالي السيطرة على ميناء الحديدة سيفقدها بعض هذه الامتيازات وبعض الامان لوحداتها البحرية”.
وعقب دشيله، على إرسال إيران لحاملة مروحيات، بأن “إيران تحاول دعم الحوثيين في معركة الحديدة، لكن لا أتوقع أن إيران ستدخل في مواجهة مباشرة مع التحالف العربي في باب المندب وفي البحر الاحمر بشكل عام”.
*عن (عربي21)