> تحليل/ ذويزن مخشف
تحديات النجاح والفشل يحدد مصيرها «معين» صاحب المسيرة المهنية القصيرة
هل يمتلك “معين” عصا سحرية لتحقيق المعجزة?
هل يمتلك “معين” عصا سحرية لتحقيق المعجزة?
تتجه الأنظار إلى رئيس الوزراء اليمني الجديد د.معين عبدالملك، الذي لم يؤدِ اليمين الدستورية بعد، وهو خريج جامعة القاهرة والاستاذ المساعد بقسم العمارة والتخطيط بكلية الهندسة جامعة ذمار، الذي ستكون مسيرته القصيرة في العمل الحكومي مرهونة بنجاح قيادة بلد يواجه تحديات سياسية واقتصادية وأمنية لا مثيل لها في العالم وحرب مستمرة للعام الرابع.
لن يكون «معين» أمام مهمة سهلة، فمسؤولية إخراج البلاد من مصير شائك ومعقد بلغت حد الاحتياج الى معجزة حقيقية بعد وصول أكثر من نصف سكان البلاد إلى حافة المجاعة كما تشير أحدث بيانات الأممية حول الحالة اليمنية.
منذ إعلان تعيينه في منصب رئيس الحكومة الإثنين الماضي أحدث القرار حالة من الانقسامات السياسية والاجتماعية على المستويين المحلي والخارجي، فالبعض أثار الحنق وقسم آخر أبدى ارتياحه، ولكن من غير الواضح مَن الغاضب من القرار على مستوى قوى أطراف إقليمية ودولية، فالصورة حتى اللحظة متباينة.
* المحاسبة والتغيير
يرى محللون إن قرار تعيين هادي للرجل لم يكن وفق تباين ومرجعيات فكرية او سياسية حتى لبعض الأحزاب التي توحدت رؤاها حول ضرورة إقالة الحكومة التي رأسها احمد عبيد بن دغر خلال فترة مدتها 30 شهرا كاملة.
وانتقد ساسة كُثر طريقة إعلان تعيين الرئاسة «معين» رئيسا للوزراء خلفا لبن دغر، حيث جاءت في ديباجة القرار إحالة الأخير إلى التحقيق لأسباب غير منهجية أو منطقية.
يقول الباحث السياسي ماجد المدحجي إن الطريقة التي تمت بها تغيير الحكومة «كانت صادمة واقل ما توصف به أنها غير لائقة، بغض النظر عن تضخيمنا لبن دغر بالأخير هو جزء من الطاقم الذي أدار البلد، فبن دغر والرئيس هادي يتقاسمان المسئولية عما وصلت إليه البلاد».
* سجل بدون إنجازات
يرى معظم الناس خلو سجل رئيس الوزراء الجديد من النجاحات، قائلين «لا يملك سجلا فاخرا بالنجاحات» في ظل فترة نشاط سياسي ومهني قصيرين.
كان «معين» شغل في أكتوبر 2017 منصب وزير الأشغال العامة والطرق في حكومة بن دغر بعد تصعيده من منصب نائب وزير الأشغال الذي عمل به مطلع مايو 2017.
لكن صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة من لندن وتعد مقربة من دائرة الحكم في السعودية وصفت «معين» بـ «شخصية تواقة إلى الإنجاز، تتحلى بروح الشباب والسعي نحو التغيير الممكن، كما يقول المقربون منه، بعيداً عن الاصطدام بمطبات السياسة وتقلباتها».
وتتقضى الخطوة التالية لرئيس الوزراء د.معين عبدالملك إعادة تشكيل الحكومة الحالية التي ينظر إليها وعلى نطاق واسع بالفاشلة.
وقالت مصادر حكومية أمس الأربعاء لـ «الأيام» إن معين والرئيس هادي بدآ البحث في شخصيات الحكومة الجديدة ويركزان على أن تكون من وجوه جديدة، لكن مصادر سياسية أخرى قريبة من المحادثات أفادت بأن الحكومة المقبلة ستكون مصغرة لا يتجاوز عددها 12 فردا مدعمة بالخبرات. ويبلغ قوام الحكومة الحالية المقال رئيسها 36 عضوا.
ويتوقع أن تحظى حكومة «معين» بترحيب دولي استبقه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، لكن هذه الحكومة المفترض ولادتها خلال أيام ستحاط بسلسلة من الاسئلة المباشرة الصعبة أبرزها معالجة ملف المجاعة التي ذكرت تقارير الأمم المتحدة إن 22 مليون يمني باتوا أقرب الى المجاعة وبذلك يكون اليمن البلد الفقير يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتوقف الاقتصاد اليمني الضعيف عن النمو مع اندلاع الحرب بداية 2015. وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، توسع تقلص نسبة الناتج المحلي في أكتوبر 2015 إلى 28.1 %، بينما بلغت نسبة التضخم 30 % مع نهاية 2015 بعدما اقتربت تلك النسبة من 8 % عام 2014. وعام 2011 سجلت نسبة النمو 2.5 %.
والسؤال الذي يطرحه المختصون: ما الذي سيحدثه «معين» بالنظر إلى حجم التحديات الهائلة التي يواجهها في ظل استمرار الحرب، بالإضافة إلى التحدي الأبرز وهو الوضع الاقتصادي الكارثي والانهيار الشامل للعملة وملايين من اليمنيين يواجهون المجاعة.
يقول المدحجي: «يحتاج (معين) استجابة على المستويين الإقليمي والدولي، استجابة كبرى على المستوى السياسي والاقتصادي، ويحتاج رؤيا ومستوى وموضوع اتخاذ القرارات وبما فيها تشكيل طاقم عمل خاص برئيس الوزراء، وإذا كان رئيس الحكومة الجديد أتى ليعمل بالطاقم القديم، فإن الطاقم القديم الذي كان مع بن دغر يتهم بسوء أدائه وبفشل وفساد أديا للكارثة الحالية».