> رزق أحمد
يعتقد بعض المختصين أن الجانب الدولي في تنظيم «قاعدة الجهاد بجزيرة العرب»، الذي يتخذ من اليمن مقرّاً له، قد تراجع، لمجرّد أن التنظيم لم ينفذ، خلال السنوات الأخيرة، عمليات عابرة للحدود، كعملية عبد الله حسن طالع عسيري، التي استهدفت الأمير محمد بن نايف، في قصره بمدينة جدة السعودية، وعملية الشاب النيجيري، عمر الفاروق عبد المطلب، التي حاولت استهداف محتفلين بعيد رأس السنة الميلادية في مدينة ديترويت بالولايات المتحدة، إضافة إلى عمليات الطرود المفخخة وغيرها من العمليات التي نفذ معظمها بين العامين 2009/2010.
تمرّد محلي وإرهاب دولي
وانطلاقاً من هذا الاعتقاد، قسموا الفرع إلى فرعين، التمرّد المحلي، والمنظمة الإرهابية الدولية، ورأوا أن قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات محلية، وعلى استقطاب المزيد من الأشخاص إلى صفوفه، ليس مؤشراً على زيادة خطره مادام أنه غير قادر على تنفيذ عمليات خارج مركزه، وأن الخلط بين الاثنين في صورة واحدة شاملة للتنظيم فشلٌ يقع فيه عدد من الصحافيين والمحللين والمسئولين.
وقبل الحديث عن هذا الجانب، من المهم الإشارة إلى أن التنظيم نفذ، منذ تأسيسه، نحو 8 عمليات دولية فقط، في السعودية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والإمارات، وهي أقل مما نفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال أقل من عام في أوروبا.
كما تجدر الإشارة، إلى أن أهم العمليات الخارجية لفرع «القاعدة» اليمني، نُفذت بين العامين 2009 - 2010، وهي مرحلة ضعف، مقارنة بوضعه في الأعوام الأخرى، ومن هنا رفض التنظيم، خلال تلك الفترة، قبول منضمين جدد، لعدم قدرته على تحمل نفقتهم، كما ورد في كلمة لمن كان، حينها، المسئول العسكري، قاسم الريمي، بعنوان «انجُ عليٌ فقد هلك برويز». غير أن التنظيم عاد في العام 2011، إبّان سيطرته على محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، ودعا للنفير إلى مناطق سيطرته، نتيجة لتحسن ظروفه المالية وغيرها.
أسباب التراجع
وتشير المصادر إلى أن هناك عدة أسباب وراء توقف محاولات «قاعدة» اليمن شن عمليات خارجية، أهمها:
ـ حرصها على الابتعاد عن المواطن التي ينشط فيها تنظيم الدولة، وكان الأخير قد دخل على خط العمليات الخارجية بهجوم باريس الذي خلف نحو 500 بين قتيل وجريح في نوفمبر من العام 2015.
ـ حرصها أيضاً على عدم القيام بما يمكن أن يلفت الأنظار إليها ويعيد الحرب الدولية والإقليمية عليها كأولوية، بعد أن تراجع الاهتمام بها إثر انطلاق عملية عسكرية سعودية «عاصفة الحزم» ضد جماعة «أنصار الله».
ـ وجود قناعة بأنها قد تهدر الوقت في التخطيط لعمليات لا تساعد الظروف الداخلية والخارجية على نجاحها.
عن (العربي)