> رصد/ فردوس العلمي
تتمتع منطقة الحسوة في مديرية البريقة بالعاصمة عدن بموقع استراتيجي هام، وتحيط بها مدينتان سكنيتان هما درة عدن (منتجع حاليا)، وإنماء»، ويتواجد في المديرية، التي تقع «الحسوة» في إطارها، النفط والغاز والكهرو حرارية، ورغم كل ذلك إلا أن المواطنين القاطنين بالمنطقة يعانون من انعدام أغلب الخدمات، رغم النهضة العمرانية التي تشهدها المنطقة.
ويتواجد في منطقة الحسوة، بحسب آخر مسح أُجري عام 2015م، قرابة 3000 منزل، و3000 عائلة.

«الأيام» رصدت معاناة سكان منطقة الحسوة، وأجرت عددا من اللقاءات مع سكانها.
طرق ترابية
الشارع الرئيسي لمنطقة «الحسوة» عبارة عن ممرات ترابية نصفها (مسفلت)، والآخر (ترابي)، وبسبب الإهمال وعدم العناية بالطرقات أصبح التراب يغطي الجزء (المسفلت).

حلم وصول المياه
تقول المواطنة جنيبة عبد ربه راجح (في العقد السادس): «نعاني من انعدام المياه رغم وجود قصبة رئيسية (حنفية) لدينا، فكثير من الجيران معهم مواطير ودينمات (مضخة ماء)، وأول ما تصل المياه يشغل الجميع (الدينمة)، ويختفي الماء عندنا في دقائق معدودة».
وأضافت لـ«الأيام»: «من يمتلك من سكان الحسوة ماطور ودينمة فإنه يجد الماء، وباقي السكان لهم الله.. ومن يمتلك قيمة بوزة ماء يشتري».
فيما يقول المواطن عوض أحمد سالم لـ«الأيام»: «نعاني من أزمة حادة في توفير خدمات المياه، وهذه المشكلة متعمدة من قبل إدارة مؤسسة المياه نفسها، حيث يقومون بإغلاق المياه 16 دورة كاملة، ويفتحون لنا ست دورات فقط، ويستمر مفتوحا إلى الساعة الحادية عشر، ثم ينقطع، وعندما نبلغهم بانعدام المياه يكون ردهم علينا (اشتروا ماطور أو خزان)، ونحن يعلم الله بحالنا، ما عندنا القدرة على شراء الخزنات».

ويتذكر المواطن عوض أيام الزمن الماضي، حيث قال «كنا ما نعرف انقطاع المياه، وكان الماء يمشي كل 24، لا ينقطع أبدًا».
وطالب المواطن «عوض» الدولة بضرورة تغيير كادر العمل في مؤسسة المياه واستبدالهم بكادر آخر يعمل بصدق، حد وصفه.
معاناة الكهرباء
من جانبه، يقول المواطن علي حسون ماطر: «إن ما تعانيه منطقة الحسوة من افتقارها لخدمات الكهرباء يُعد شيئًا فضيعًا».
وأضاف لـ «الأيام»: «نطالب مؤسسة الكهرباء منذ أربع سنوات بعمل محول كهربائي للمنطقة، وتم بناء أحواش خاصة بالمحولات لكن للأسف كلما نتابع الإدارة تقول لنا (أنتم ليس لكم أي محولات)، وحينما سألنا الإدارة عن سبب ذلك تقول لنا (لم يبلغونا بشيء عن منطقتكم)، فذهبنا لمدير المديرية وأعطانا رسالة إلى إدارة الكهرباء، وسلمنا الرسالة لإدارة الكهرباء وبلغوني بأنه لا توجد ميزانية لإيجاد محولات».

واستطرد «كل المناطق المحاط بنا تم منحها محولات كهربائية (بئر أحمد، ومنطقة الصيادين)، أما نحن في (منطقة الفلاحين) فإدارة الكهرباء تعاملنا معاملة أخرى، وكأن منطقتنا منطقة عشوائية، ولا تستحق الكهرباء، رغم أنها بنت حوشين لمولدات الكهرباء فقط».
وطالب بضرورة النظر في مشكلتهم التي يعانون منها، مؤكدًا أن ذلك «جعل كثيرا من المواطنين يلجأون إلى ربط الكهرباء بشكل عشوائي من الكانبات (عمود الكهرباء)، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على المنطقة».
عدم التعويل على الدولة
بدوره، أكد أمين عام مجلس أهالي منطقة الحسوة، الذي عُين عام 2015م عقب انتهاء الحرب، نجيب جمال ناصر عاطف أن «المدينة تعتبر مدينة منكوبة ومنسية، وتعاني كثيرًا في تردي الخدمات كـ «الكهرباء، والمياه».
وأضاف: «خمس سنوات ونحن نطالب باعتماد شبكة صرف صحي، وأعددنا دراسة للمنطقة، وتم تجهيز كافة الوثائق والاحتياجات، لكن للأسف قيل لنا لا توجد إمكانية لإقامة أي مشروع».

واستطرد «تعاني الكهرباء في الحسوة ضعفا شديدا، وكثير من الأجهزة الكهربائية تعطلت، فالمنطقة تشهد توسعا عمرانيا كبيرا، وهي بحاجة إلى محولين كهربائيين لتغطية الكهرباء في المنطقة».
وتابع «حاليا الناس بلا كهرباء ولا مياه، فالمياه تصل للمنطقة يومين في الأسبوع فقط، الأمر الذي جعل المواطنين يتسابقون للحصول على المياه».

وأضاف: «تابعت المأمور وفي كل اجتماع أطرح مشكلة نقص الخدمات في المنطقة يكون الرد (لا توجد أي إمكانيات)، رغم أن المناطق الأخرى في المديرية تم عمل عدة مشاريع فيها، من سفلتة للشوارع وإنارتها، وفيها كل الخدمات، وهنا نسأل لماذا لا يُخصص للحسوة مشاريع أسوةً بباقي المناطق؟».
وضع صحي متردٍ
يوجد في منطقة الحسوة مجمع صحي واحد فقط، وهو لا يفي بالغرض، حيث يقول مدير المجمع الصحي أحمد سعيد سالم: «تم بناء مركز التوليد قبل الحرب، وجراء الحرب تم توقيف العمل فيها، ولم يستكمل بناؤه، ونطالب حاليا بضرورة استكمال بنائه».
وأضاف لـ«الأيام»: «تنقصنا في المجمع سيارة إسعاف، حيث تأتينا بعض حالات الولادة ويتعسر توليدها، فنقرر نقلها فلا نجد سيارة إسعاف، كما أننا نعاني نقصا في بعض العلاجات خاصة علاجات السكر والضغط وبعض المضادات الحيوية للأطفال والكبار».

وأضافت لـ «الأيام»: «أيضًا نعاني من عدم وجود تكييف في المبنى، ونطالب بضرورة استكمال مركز التوليد ليتمكن الأطباء من القيام بواجبهم الإنساني على أكمل وجه».