> تشيغدام اليانق
خلص تقرير نشره مركز «إنسامر» للأبحاث الإنسانية والاجتماعية التابع لهيئة الإغاثة التركية (İHH)، إلى أن اليمن بات مسرحا لسباق وتنافس عسكري غير طبيعي بين الدول الأجنبية لإنشاء قواعد به، نظرا لأهميته الجيوستراتيجية.
والتقرير الصادر مؤخرا، أعده رياض دومازيتي، الباحث لدى «إنسامر»، تحت عنوان «شعب يبحث عن السلام على أنقاض دولة منهارة».
وأوضح التقرير أن اليمن تحول إلى ساحة للصراع بين العناصر المحلية (في إشارة للحوثيين) وإيران من جهة، والسعودية والإمارات من جهة أخرى، فضلا عن تدخل بعض القوى الكبرى الساعية للهيمنة على التجارة العالمية، مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن مضيق باب المندب الذي يمر منه 5 بالمائة من البترول العالمي، يقع على السواحل اليمنية، فضلا عن أنه يلعب دورا رئيسيا في نقل نفط بلدان الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية عبر البحر الأحمر، بحسب التقرير.
ووفق التقرير، فإنه في حال حققت بكين مشروعها هذا، فذلك يعني احتمال انتقال العظمة التجارية لمراكز تجارية هامة مثل دبي وأبو ظبي، إلى مدن الحديدة وعدن اليمنية.
وقال في هذا الصدد، إن المظاهرات المعارضة للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح (من شمال اليمن) الذي حكم البلاد 33 عاما، سرعان ما انتهت بدخول المجموعات المسلحة على خط الأحداث، ما أدى إلى اتجاه الأوضاع إلى توتر ونزاع مجتمعي مسلح بين أنصار صالح والجموع المطالبة بالحرية.
ونوه إلى أن صالح ونتيجة لنفوذه العسكري والاقتصادي وعلاقاته القبلية التي أسسها خلال فترة حكمه الطويلة، كان من أبرز عناصر المشهد السياسي اليمني إلى حين مقتله.
وتزامن انطلاق التدخل العسكري العربي في اليمن وتحت مسمى «عاصفة الحزم»، مع صعود الملك سلمان بن عبد العزيز إلى السلطة في السعودية المتضايقة من إيران صاحبة النفوذ المتزايدة يوما بعد آخر، نظرا لدعم طهران للحوثيين.
ورغم تمكن التحالف العربي في جنوبي اليمن من إيقاف التمدد الحوثي المدعوم إيرانيا، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في الشمال، الأمر الذي خلق تحديات أمنية واقتصادية كبيرة في المنطقة، بحسب التقرير.
وخلص الباحث إلى أن ما آل إليه الوضع باليمن الذي تحول إلى ساحة لصراع القوى المحلية والإقليمية والعالمية، هي انقسامه عسكريا وسياسيا إلى قسمين رئيسيين، حيث يسيطر الحوثيين على شمالي البلاد، فيما تتحكم القوى الحكومية المدعومة من التحالف العربي، على الجزء الجنوبي من البلاد.
وإلى جانب هاتين المجموعتين الرئيسيتين، هناك العشائر المحلية التي تمتلك نفوذا في مناطق تواجدها فقط، إضافة إلى القاعدة التي يقتصر تواجدها على بعض المناطق الصغيرة.
ولفت إلى أن المعارك تركزت خلال الأشهر الأخيرة، في مدينة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن، ومينائها الذي يحمل الاسم نفسه، حيث فشلت قوى التحالف العربي في السيطرة عليهما بعد معارك كر وفر بين الطرفين.
وبين أن مساعدات الغذاء، والدواء، والوقود والمساعدات اللوجستية والعسكرية القادمة من إيران، تتوجه إلى مناطق سيطرة الحوثيين عبر هذا الميناء.
وخلص التقرير إلى أن بلدان البحر الأحمر وخليج عدن، تشهد عسكرة وتسابقا وتنافسا غير طبيعي بين الدول الأجنبية، لتأسيس قواعد لها في هذه الدول، وهذا هو جانب واحد فقط من جوانب صراع القوى الجديد في المنطقة.
واختتم معد التقرير بالإشارة إلى وجود قوى عالمية في اليمن مثل الصين، واليابان، وفرنسا، والولايات المتحدة وبريطانيا، فضلا عن دول أخرى محلية مثل السعودية والإمارات، جميعها تتنافس ليكون لها موضع قدم، ولتأسيس قواعد لها هناك.
عن (الأناضول)