> كتب/ علي عبدالله الدويلة
هناك في حياة الشعوب العربية قلائل من المبدعين الفنانين العظام الذين افنوا حياتهم في مجال الفن الغنائي لكي يملأون حياة أمتهم بالأعمال الفنية الراقية واضافوا لبلدانهم نتاجا ورصيدا حضاريا، وانعم الله عليهم بطول العمر المديد، فقد استطاعوا في مسيرتهم الفنية تقديم العطاء في النهوض الفكري الثقافي وتميزوا بخصائص موضوعية هادفة تجسدت من خلال اغانيهم السياسية والاجتماعية والعاطفية والوطنية.
وقد عرفت الامة العربية في القرن العشرين واحداً من كبار واشهر الفنانين العرب وهو الفنان الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، الذي تربع على عرش الموسيقى والغناء العربي، وكذا عملاق الغناء اللبناني والعربي وديع الصافي، الذي قدم لنا تراثاً فنياً اصيلا، ولم يشذ وديع الصافي عن القاعدة في مجال الغناء ولم يتأثر بصوت واداء والحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وحتى قصيدة ياجارة الوادي هذه الاغنية التاريخية لم يجيدها كثير من المطربين، وانطلق صوت وديع الصافي في مرتبته التاريخية في بداية النصف الثاني من القرن العشرين مع انطلاق مدرسة تطوير الموسيقى والغناء في المشرق العربي على أساس الألحان والأغاني الفلوكلورية في بلدان المشرق العربي.