> تكتبها/ خديجة بن بريك
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد الشيخ صالح سالم القحص النسي شيخ قبيلة الجمعان، من مشايخ مديرية مرخة محافظة شبوة، ولد في وادي مرخة في العام 1948م، درس الشهيد المعلامة وحفظ ما تيسر من كتاب الله وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعاش حياته في مجتمع محافظ تحكمه العادات والأعراف القبلية..
ويُعرف الشهيد بالتزامه الديني وأعمال الخير والإصلاح، وعاش حياة كريمة، وكان محبا لوطنه وأرضه وعمل جاهدا في زراعة الأرض ومختلف الأعمال لكسب لقمة العيش، وكان متمسكا بأرضه رغم قسوة الحياة، ولم يغادر أو يهاجر إلى الخارج، وبعد أن شب أولاده اتجهوا إلى الغربة في المملكة العربية السعودية، وتحسنت حياتهم وعملوا في الأعمال التجارية وكانوا شبابا مستقيمين بفضل رعاية وتربية الشهيد الأب الصالح».
ولما كان الشهيد منكرا للباطل ومعينا على الحق وقف مع أهله ووطنه ووقف معهم في خندق الدفاع عن الأرض والذود عن الكرامة عندما بدأت المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري بالتوجه والتقدم نحو المحافظات الجنوبية في شهر مارس من العام 2015م لاجتياح الجنوب والانقضاض عليه واحتلاله مرة أخرى».
وبينما كان الشهيد وأولاده في عدن اندلعت الاشتباكات بين اللجان الشعبية والحراك الجنوبي من جهة وقوات الأمن المركزي ومعسكرات الجيش الموالي لعفاش والحوثي من جهة أخرى، وشارك الشهيد وأبناؤه ورفاقه إلى جانب القوى الجنوبية التي انضمت إليها الوحدات العسكرية الجنوبية في المنطقة العسكرية الرابعة..
حينها كان موقع الشهيد صالح سالم القحص النسي وولديه «محمد وناجي» ضمن القوة التي اتجهت لتطهير مطار عدن، وشارك بفعالية في معركة المطار بتاريخ 26/3/2015م، حيث تم تطهير المطار، وفي ذلك اليوم استشهد الشيخ البطل صالح سالم القحص النسي وولداه الاثنان (محمد وناجي) وذلك في جولة المطار بمدينة خورمكسر بالعاصمة عدن، بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية لدعم قوات الأمن المركزي التي تم طردها من المطار..
حيث أطلقت عربة عسكرية وابلا من الرصاص على الشيخ صالح سالم القحص النسي وولديه وأردتهم شهداء أثناء دفاعهم عن عزة وطنهم وكرامته، وتم إعطاب سيارتهم والاستيلاء عليها وعلى سلاحهم الشخصي، وتم نقل جثامين الشهداء الثلاثة الشيخ صالح سالم وولديه (محمد وناجي) إلى محافظة شبوة، مديرية مرخة، وتم تشييعهم في موكب جنائزي حزين ألهب جبهات شبوة التي اشتعلت في ذلك التاريخ ولقنت أبطال المقاومة الجنوبية حينها الغزاة دروسا قاسية وألحقوا بهم هزائم كبيرة جعلتهم يجرون أذيال الخزي والعار ويرحلون عن الأرض الطيبة أذلة..