> تكتبها/ خديجة بن بريك

​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل عزيز ناصر محمد يسلم عبدالله (الهاملة) السليماني الحميري من أبناء مديرية رضوم منطقة (المطهاف) إحدى مديريات محافظة شبوة.. انتقل والده إلى العاصمة عدن وترك محافظة شبوة ومنطقة المطهاف نتيجة لصعوبات الحياة فيها وانعدام فرص العمل وصعوبة الحياة الاقتصادية والمعيشة وانعدام الخدمات الضرورية في المنطقة.. استقر والد الشهيد البطل (عزيز) في محافظة عدن وتحديدا في مديرية  خور مكسر حي (العريش).. وفي العريش أعلن في 16/7/1995م عن ميلاد بطل من أشاوس مديرية رضوم محافظة شبوة يدعى (عزيز)، وهناك ترعرع «عزيز» في أسرة عريقة كسبت محبة واحترام كل من عرفها وربت الأبناء على حب الدين والوطن والدفاع عنهما من أي خطر».

ويردف قائلا: «وعُرف عن عزيز ناصر محمد الهاملة أنه كان محبوبا وبشوش الوجه.. وما أن بلغ عزيز 20 عاما حتى بدأت ملامح ومعالم براكين الغضب الثوري تتكون فيه جراء الممارسات العنجهية والبلطجة والقمع على أرض الوطن.

 يقول الأستاذ عبدالله حاجب عندما اجتاح الغزو الحوثعفاشي تراب وأرض الجنوب والعاصمة عدن لم يكن يتجاوز البطل عزيز ناصر محمد يسلم الهاملة السليماني سن العشرين ربيعاً، ورغم صغر سنه ونحالة جسمه إلا أنه كان أول من حمل مع رفاقه الأشاوس من أبناء حي العريش البندقية في وجه مدفع  ودبابات العدو الحوثي العفاشي.. وشكل عزيز مع رفاقه في حي العريش مقاومة للدفاع عن الحي والتصدي للعدو الغازي».

ويختتم قائلا: «وفي تاريخ 21/4/2015 خاض عزيز ورفاقه معركة شرسة مع المليشيات الحوثية بعد أن تمدد أفرادها في جميع أحياء مدينة خور مكسر واشتدت المعارك وانتقلت إلى الأحياء الأخرى في المديرية بعد قتال عنيف بين الطرفين.. ومع اشتداد المعارك انتقل الشهيد عزيز ومعه رفاقه من أبناء حي العريش إلى الأحياء الأخرى في المدينة بهدف تخفيف الضغط على أبطال المقاومة في الأحياء الأخرى، ووصل الشهيد البطل عزيز وأحد رفاقه إلى حي السعادة وكانت المعارك هناك على أشدها وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في ذلك اليوم نتيجة لنقص سيارات الإسعاف بسبب كثافة قناصة العدو في الحي، وكانت المقاومة تستعين بالسيارات الخاصة في نقل الجرحى والشهداء إلى مستشفى الجمهورية، ومع ازدياد وارتفاع الجرحى استعان الشهيد عزيز وأحد رفاقه الأبطال بسيارة أحد المواطنين وكان يقوم بنقل الجرحى وإنقاذ حياتهم وتحول من مقاتل إلى مسعف..

 وبينما عزيز في عملية ذهاب وإياب ينقل الجرحى بالقرب من جولة «البط» إذا برصاصة قناص حوثي تخترق قلبه فارتقي شهيدا مقبلاً غير مدبر مبتسما حتى في استشهاده، وذلك في 21/4/2015.. رحمه الله وتقبله وأسكنه فسيح جناته وجميع الشهداء الأبطال».