> «الأيام» غرفة الأخبار
قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، في الكويت إن الأزمة الخليجية ليست في مصلحة أحد في المنطقة أو العالم.
وأشاد الوزير الكويتي بالموقف الأمريكي الصلب في الدفاع عن أمن الخليج، ولفت إلى أن «الأزمة اليمنية كانت حاضرة خلال المحادثات»، وأن الجانبين متفقان على ضرورة حل الأزمة اليمنية سلمياً.
وأكد بومبيو للصحافيين، الذين يرافقونه في جولته، أنه سيركز على «الخطر الذي تمثله الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وتسعى واشنطن لإنشاء «تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي» أو «الناتو العربي» لجمع حلفائها العرب ضد إيران. وجعلت إدارة ترامب من التصدي لـ «نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار» المحور الرئيسي لسياستها في المنطقة، وهي تضاعف تحركاتها لتحقيق هذا الهدف.
وحدة الصف
وقال بومبيو: «أنا ذاهب إلى إسرائيل بسبب العلاقة الهامة التي تجمعنا»، مؤكدا أنه سيبحث «قضايا إستراتيجية نعمل عليها معا». وأضاف: «سيتغير القادة في البلدين بمرور الوقت، وهذه العلاقة مهمة بغض النظر عن من هم القادة».
وتعتبر إسرائيل القدس برمتها عاصمة لها، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة. وخلال زيارة تستغرق يومين إلى القدس، سيتوجه بومبيو لزيارة السفارة الأمريكية الجديدة في القدس التي تم نقلها من تل أبيب بعد أمر من ترامب. وكان القرار الذي اتخذ أواخر عام 2017، واعترف بالقدس كعاصمة للدولة العبرية أثار غبطة نتانياهو وجزءاً كبيراً من الرأي العام الإسرائيلي.
عد عكسي
وأكد بومبيو: «يجب أن يرغبوا بالحديث إلينا. ستكون هذه بداية جيدة»، في إشارة إلى الفلسطينيين مع رفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، أي تعامل مع الإدارة الأمريكية التي لم تعد، برأيها، وسيطاً محايداً.
وإن كانت الإدارة الأمريكية تؤكد أنها لم تبدل سياسيتها، إلا أنها لا تزال ترفض أن توضح هذه السياسة، ورداً على أسئلة الصحافيين حول هذه التسمية الجديدة أكد بومبيو أن «هذه اللغة تعكس الحقائق كما نفهمها»، موضحاً «كان هذا بياناً واقعياً حول كيفية رؤيتنا للوضع. ونحن نعتقد أنه كان دقيقاً للغاية».
وأعرب الوزير الكويتي عن تقديره للجهود الأمريكية في هذا الشأن، وقال: «نقدر جهود الولايات المتحدة في حل الأزمة ولدعمها لجهود الوساطة التي يقودها أمير البلاد».
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنوا قطع علاقاتهم مع قطر في يونيو من عام 2017، واتهموها بدعم وتمويل الإرهاب، ومنذ ذلك الحين تقوم العديد من الدول، وعلى رأسها الكويت، بجهود وساطة، لكن دون جدوى.
وقال بومبيو إن المحادثات شملت مجالات مثل «مكافحة الإرهاب وتعزيز التجارة والاستثمار»، وشدد على أن العلاقات في مجال الدفاع بين البلدين لها أهمية خاصة.
وفي شأن مبادرة السلام التي تعتزم الولايات المتحدة طرحها، قال الصباح: «مبادرة السلام طال انتظارها، ونثق في أن الولايات المتحدة لديها أفكار لوضع خطة للسلام تأخذ بعين الاعتبار الوضع في المنطقة والأطراف في هذه القضية».
وأضاف أنه «تم بحث هذا الموضوع مع بومبيو، ونحن نثق في أن صداقة الولايات المتحدة للكثير من دول المنطقة سوف تقود لوضع نهاية مقبولة للأطراف جميعا، للوصول بالقضية إلى حل سياسي طال انتظاره». من جانبه، اكتفى بومبيو بالقول إنه «لا تغيير في السياسة الأمريكية تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط».
وكان بومبيو قد وصل مساء الثلاثاء (أمس الأول) إلى الكويت في إطار جولة جديدة للشرق الأوسط لمحاولة تعزيز الجهود الأمريكية ضد إيران، قبل التوجه إلى القدس للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في خضم حملة لإعادة انتخابه.
وسيطغى ملف إيران على محادثاته في «الحوار الإستراتيجي» الذي سيجريه الوزير الأمريكي مع حكومة الكويت سيركز على أمر واضح، وسيتم أيضاً التطرق إليه في إسرائيل ولبنان خلال جولته.
وحدة الصف
وفي هذا السياق، قام بومبيو برحلة إلى الشرق الأوسط في يناير، دعا خلالها إلى «وحدة الصف» بمواجهة إيران، ثم نظم مؤتمرا في فبراير في بولندا سعيا لتوسيع «التحالف» ضد طهران، من غير أن ينجح في ذلك. ولكن اللقاء الأهم كان في القدس مع بنيامين نتانياهو في خضم حملته الانتخابية.
وإن كانت واشنطن تنفي أي تدخل لها في السياسة الداخلية الإسرائيلية، إلا أن الزيارة ستعطي نتانياهو دعماً ثميناً في وسط معركته من أجل البقاء في السلطة رغم مخاطر توجيه التهمة إليه في قضايا فساد. وستجري الانتخابات في 9 أبريل المقبل.
ورغم القضايا التي يواجهها نتانياهو، فقد حصل على دعم صريح من ترامب الذي قال عنه في نهاية فبراير: «إنه قام بعمل رائع كرئيس للوزراء، إنه حازم وذكي وقوي». وأدت مواقف المليونير الجمهوري إلى إبعاد الكثير من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، غير أنه يحظى في المقابل بتأييد ثابت وقوي في إسرائيل.
وتعتبر حكومته الأقرب إلى الدولة العبرية منذ زمن طويل، وقد اتخذ خطوات رمزية وعملية في آن تأكيداً لدعمه إسرائيل، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لها بما يتعارض مع الإجماع الدولي ومع عقود من السياسة الأمريكية، وقطع أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات إلى الفلسطينيين منذ 2018، إضافة إلى وقف تقديم الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
عد عكسي
وسعياً منه لتوظيف شعبية ترامب لصالحه، يتوجه نتانياهو إلى واشنطن لاحقاً لحضور الاجتماع السنوي لـ «لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية» (أيباك)، أكبر لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، وسيغتنم هذه الفرصة للظهور مع ترامب.
ومع انتخابات 9 أبريل يبدأ العد العكسي لعرض خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي عمل فريق صغير بقيادة صهر الرئيس وأحد كبار مساعديه، جاريد كوشنر، على إعدادها وسط تكتم شديد في البيت الأبيض، ويرجح طرحها بحلول الصيف.
كما أن الولايات المتحدة لم تعد تشير إلى مرتفعات الجولان على أنها منطقة «محتلة من إسرائيل»؛ بل «تسيطر عليها إسرائيل»، وفق ما جاء في تقريرها السنوي الأخير حول حقوق الإنسان، وهو ما اعتبره البعض تمهيداً لاعتراف أمريكي بسيادة إسرائيل على هذه المنطقة الإستراتيجية.