> أحمد عبدربه علوي
أرى هذه الأيام وجوها انتهى عصرها مع سقوط من كان معها لتعود إلى المشهد في أي صورة أو تحت أي مسمى، وأرى أيضاً وجوها خدمها الحظ وتولت مناصب لا تستحقها، وبعد أن فشلت فيها اختفت ثم عادت من جديد لتقدم النصائح والخبرات التي لو كانت فعلت ربع ما تقول وهي في السلطة لكان الحال غير الحال. ولكنني أرى أن العيب ليس في هذه الوجوه فقط، ولكن العيب الأكبر في الذين يعرفون هذه الشخصيات ويخدعون أنفسهم ويحاولون أن يعيدوهم إلى المشهد بأي صورة أو تحت أي مسمى.
النوعية الجديدة التي بدأت تظهر على الساحة هذه الأيام هي نوعية المنافقين والوصوليين والكذابين الذين لا يقدمون النصيحة لوجه الله ولا مخلصين من قلوبهم الصادقة، ولكن يقدمونها لخدمة مصالحهم والبقاء في المشهد فقط.. هذه الفئة والمعروفة باسم "كذابي الزفة" عليها أن تختفي وتحفظ لنفسها تاريخها لو كان لها تاريخ يذكر.. أنا لا أقصد شخصاً بعينه ولكنني أوجه كلامي إلى كل إنسان يجد هذه الصفات في نفسه ويهرب من مواجهتها..
الدولة في أشد الحاجة إلى دماء وأفكار جديدة تنقلها من خانة البيروقراطية وعصر الفساد والخمول والفوضى والمحسوبية والمناطقية في الوظائف الحكومية (المدنية والعسكرية) وغيرها إلى خانة التحرر والنشاط والإخلاص للوطن والوظيفة.. الوجوه القديمة التي تقدر أن تقول انتهى مفعولها (EXPLRE) فشلت وستفشل لأنها لا تقتنع إلا بأفكارها فقط، ويكون شغلها الشاغل هو إحباط أي فكر لتصعيد وجوه جديدة خوفاً على مصالحها ومنافعها.
التقيت بصديق لي وأخبرني أنه أصبح المدير التنفيذي لإحدى الشركات الكبرى بعد أن كان يجهز أوراقه لترك الشركة نتيجة لمؤامرة تعرض لها من بعض المنتفعين بالشركة، ولكن قبل أن يغادرها التقى برئيس مجلس الإدارة وشرح له حقيقة الأوضاع وكشف عن نوايا الغير، وبعدها اتخذ الرجل قرارا بترقيته وتحولت الشركة من الخسائر إلى الأرباح، وأعاد الله الحق لصديقي.
الفاشلون يا سادة هم أعداء النجاح، ومن يدّعي أنه يفهم في كل شيء ثق تماماً أنه لا يعرف أي شيء.. بلادنا المطحونة المنكوبة بحاجة إلى قيادات تسمع وتركز وتتخذ قرارات وفي حاجة إلى فكر قائم على علم وليس على بلطجة وفهلوة ونقل كلام وإطلاق شائعات وأكاذيب، وذا من قريتي وذا من قبيلتي... الخ.. سينتصر الحق في النهاية وستسقط الأقنعة وينكشف الفشلة الذين يتهمون غيرهم بالفشل وهم في الحقيقة التربة الخصبة لأي مشروع فاشل.