لابد من الغوص في الأعماق وفكفكة طلاسم العلاقة الخفية والظاهرة بذات الوقت بين الشرعيّة المحسنيّة والحوثة والقاعدة.
ولم يهاجموا مأرب النفطية والوادي وشبوة النفطية رغم أن المصلحة تقتضي ذلك؛ لكي تستفيد من الموارد النفطية والغازية.
قوات المنطقة الأولى بجيشها الجرار في وادي حضرموت لم تقم بمحاربة داعش في المكلا (الأمر لا يعنيها ولا يعني التحالف لأكثر من عام!).
القوات في مأرب لم تقم بمساندة المقاومة الجنوبية لتحرير عتق وبيحان من الحوفاشيون لأنهم ربعهم وعشيرتهم الأقربين! لكنها تسلمت الثمرة عبر وكلائها الجنوبيين من أبناء شبوة للأسف.
حينما تحركت النخبة الشبوانية وقوى تابعة للمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية لتصحيح الأمر؛ تحركت القوات من المنطقة الأولى والثالثة لمحاربة النخبة في حين لم تقاتل القاعدة ولا الحوثي في عتق وبيحان!.
هل فهمتم اللعبة؟ إنها الثروة والإمارة التي يريدون إنشاءها (الدولة الطالبانية) باقتطاع جزء يسير من مأرب وضم شبوة ووادي حضرموت وجزءاً يسيراً من الجوف والبيضاء. هذه هي الدولة التي يريد محسن والإخوان ومن والاهم في قطر وتركيا إقامتها ابتداءً من 2011م (مسلسل تسليم شبوة وأبين لأنصار الشريعة) الوجه الآخر للقاعدة.
لا زال المخطط مطروحاً على الطاولة المحسنية، والخيار في مقاومته يعود أولا وثانيا وثالثا على أبناء هذه المناطق وأخص بالذكر المناطق الجنوبية.
"نعم سيد عشوا هذه المناطق وستكون ساحة للحرب الدولية على الإرهاب" آخر جملة قالها المبعوث الدولي، جمال بنعمر، في إحاطته في 15 فبراير 2015م، كان الشمال يحتاج إلى تسوية سياسية مثل التي حصلت بين الملكيين والجمهوريين بعد حرب الثمان سنوات. والجنوب يحتاج إلى تحالف وتعاون دولي لمحاربة الإرهاب، بعدها قدم استقالته.
من لم يحارب الحوثي في عتق وبيحان حينها ماذا نسميه؟! من لم يقاتل القاعدة ويحرر المكلا حينما أعلنت كإمارة داعشية ماذا نسميه؟ الجيش الوثني.. فهمتم حاجة؟ أو أن العقل الجمعي مغيب في القمقم؟!