> كتب: المراقب السياسي
ارفعوا رؤوسكم فأنتم لم تهزموا.. ما جرى في شبوة اتفاق سياسي مرحلي ولكنه ليس نهاية المطاف.
سير
المعارك في شبوة كان في صالح الجنوبيين بكل المقاييس ووصلوا إلى قلب عتق
وفضحت المعارك الكثير للعالم والمراقبين، فمن استخدام الإرهابيين إلى توحد
جبهة الإخوان في اليمن وقطر وتركيا في مزيج غريب خرج إلى العلن بكل تجلياته
وصولاً إلى أن الشرعية لم يعد لها وجود على الأرض، وهذا كله لم يتغيّر.
ما
حصل في عدن أثبت للعالم ضعف الشرعية، وما حصل في شبوة كان سينهيها، وهنا
الخطر، فالتحالف العربي موجود على الأرض بطلب من شرعية الرئيس عبدربه منصور
هادي، وإخراج الجنوب اليوم من عنق الزجاجة يتطلب الكثير من العمل والحنكة
والصبر.
هدفهم هو ثروات الجنوب ولا شيء سوى ذلك، وقد
نضحت شبكات الإنترنت بتعليقاتهم العلنية وللمرة الأولى قائلين: "الثروة
لنا.. والطبل لكم"، وما حرك جحافلهم إلا تهديد ما يقومون بسرقته كل يوم من
ثرواتنا.
وزيارة رئيس الوزراء إلى عتق، يوم أمس الأول، جاءت لحفظ ماء وجه الشرعية ليس إلا.
إلى
أشقائنا في المملكة العربية السعودية نقول: انسوا الوهم الذي باعوكم إياه،
فوالله لن تفتح صنعاء ولا بعد ألف عام.. فمن هم لديكم لا مصلحة لهم في ذلك
بل مصلحتهم الحقيقية في استنزافكم يوماً بعد يوم.
إن واجب تحرير الشمال هو قضية أبناء الشمال وليس لأبناء الجنوب فيها ناقة ولا جمل.
بعد
شبوة سيتم إرغام الشرعية على الجلوس مع الانتقالي على طاولة المفاوضات،
وسيتم إرغام الشرعية على التحرك نحو صنعاء وإلا فستكون هناك خيارات أكبر
وفرص أكبر أمام الجنوب..
اليوم الجنوب أقوى من ذي قبل.. هناك قوات مسلحة
جنوبية مشتركة بعد أن عمل نظام صنعاء على تحطيم كل مؤسسات الدولة في
الجنوب لثلاثين عاماً.. وبإمكان القوات الجنوبية اليوم السيطرة على الجنوب،
فهم جنود ذو عقيدة وطنية جنوبية، وهو مالا يتوافر في جنود ميليشيات
الشرعية.
إن قضية الجنوب هي قضية حق وليست باطلاً أو مالاً ينهب، ولا يستطيع من كان أن يدفن حق مظلوم وعد المولى بأن ينصره ولو بعد حين.