أثبتت الأحداث الأخيرة وبما لا يدع مجالاً للشك أنّ السلطة الشرعية اختزلت في ثُنائي الجحيم (الإصلاح وعلي محسن الأحمر)، هذا كانَ ظاهراً من قبل في كل مصفوفةِ التعيينات الوزارية والإدارية عموماً والعسكرية، ما يعني أنّ البعضَ في هذه السلطة، تحديداً الجنوبيين، اسْتعذَبَ أن يلعب دور المُحلل، بل وطَفقَ يُطلق التّصريحات النّارية الجوفاء ليسجل حضوراً في المشهد، لكن الواقع يثبت أنهُ مجرّد دونكيشوت المُحارب لطواحين الهواء، وأنّ القرار المفصلي في البلاد هو في قبضة أباطرة الشمال وناهبيه وكهنته.
في جنوبنا، اصطفّ البعضُ مؤخراً في رَكبِ الإصلاح وعلي محسن الأحمر وبدون إدراكٍ. طبعاً هؤلاءِ يتخيّلون أنهم يُعاضدون فخامة الرئيس عبدربه وإن على أساسٍ مناطقيٍ، أو على خلفيّاتِ اليوم المشؤوم في تأريخنا، 13 يناير 86م، وإن كُنّا كجنوبيين قد أعلنّا صادقين التّصالح والتّسامح ومراراً، وهؤلاء لم يدركوا بعد أنّ جنوب أفريقيا تصالحت مع بعضها سُوداً وبيضاً، وطَوت حقبةً سوداءَ وطويلة في تأريخها، وهي اليوم في أُوج عصرها الذّهبي، بل ومن دول الصّدارة أيضاً.
المُثيرُ للقرفِ، هو أنّ هذه الأحداث، ومند بداياتها في مارس 2015م، قد فضحت وبصورةٍ مُقززةٍ العقلية الرّثة لكل الشمال وثقافته وموروثه، وهذا من أكثر ما نمقتهُ نحن كجنوبيين، ولنقرأَ هذا في تعاطي المنطقة العسكريّة الأولى في وادي حضرموت، وهي من كل الشمال حصراً، فهي كانت تتبعُ المُثلّج عفاش، وعفاش على خِلافٍ حادٍ مع علي محسن الأحمر، ولكن هذه المنطقة تحوّلت تلقائياً إلى تابعةٍ مُطيعة لعلي محسن بانتهاء عفاش ميدانياً! والسببُ أنّ هناك الذّهب الأسود والمالُ والفيد..، فلا يهمهم من يُديرها عفّاش، محسن، أو حتى صُهيوني. الأهمّ هو المالُ والفيدُ وحسب.
في نفس السياقِ، نُوجهُ الدعوة صادقين لأخوتنا الجنوبيين الذين طوتهم رُزَم البنكنوت أو غسيل الدماغ الإصلاحي الجهنمي الذي حوّلهم إلى أدواتِ دمارٍ وموت، ونقول لهم: هذا مال جهنّمي، بل وطريقهُ مرصوفٌ إلى جهنم وبئس المصير، ونفس الحال للغارقين في أوحال المناطقية والتشبث بالأمس الأسود، وحتى المُصطفين في رَكبِ كِبار اللصوص والنهّابين لهذه البلاد ولأجل الفُتات، فالسّبيلُ جليٌ وواضحٌ ولا لبس فيهِ.