> عياش علي محمد
لا زلت أتذكر قصة الثعلب الذي دخل بستان الحسيني من فتحة صغيرة لا تسمح بالدخول إلا مَن كان جسمه نحيفاً وجوعان، وعندما دخل بستان الحسيني وأكل وشبع من فواكهه أراد أن يخرج من البستان فلم يستطع، لأن جسمه قد امتلأ أكلاً، ولم يخرج من البستان إلا بعد أن جاع ونحف، وقال قولته المشهورة: "لقد دخلتك وأنا جوعان وخرجت منك وأنا جوعان يا أيها البستان الجميل".
بلاد المافيش أصبح سكانها نحافاً بحكم المافيش، لا ماء، ولا كهرباء، ولا بترول، حتى أن أحد الرحالة الذين زاروا عدن كان سمينا ولم تمضِ عليه سبعة أيام حتى نحف جسمه، وقد كتب في مذكراته أن بلاد المافيش يمكنها أن تصبح غنية وثرية، وسوف يقوى اقتصادها القومي ويرتفع دخلها السنوي، عندما تشتهر بعلاج السمانة، فالذي يشكون من البدانة يمكنهم زيارة بلاد المافيش حتى تنحف أجسامهم تلقائيا ويتعالجوا من البدانة بدون استخدام الوصفات الطبية وعلاج الريجيم.
وسوف يحصل أصحاب البدانة على أسعار مخفضة للملابس، ويصبحون يلبسون ملابس الأطفال المخفضة، وتصبح نحافتهم اقتصادية بسبب الدعم الموجه لذوي الأعمار الصغرى.
ولا داعي للسفر إلى الخارج فهنا في بلاد المافيش تنتهي الأمراض طبيعياً، وتقل نفقات العلاج للمرضى الذين يهوون التطبيب الخارجي، وسوف تسلم الموازنة الحكومية من نفقات العلاج الباهضة ومشتقات السفر.
وسوف تدخل استثمارات النحافة التوصيف العالمي، وسوف تدخل بلاد المافيش خارطة الدول الغنية باستثماراتها الطبيعية، وسوف تدخل النحافة مجالاً واسعاً تتفوق فيه على استثمارات الذهب والفضة والبترول.