> «الأيام» غرفة الأخبار
تعنت الشرعية اليمنية وتلكؤها ومحاولات التملص من استحقاقات حوار جدة الذي دعت له المملكة العربية السعودية يعيد تأزيم الوضع العسكري في اليمن ويتيح فرصا أمام المجلس الانتقالي الجنوبي للتمدد إلى كثير من المحافظات الجنوبية، كما تهدد هذه المراوغات من حكومة هادي بقاء الشرعية كشريك فاعل على الأرض لاسيما مع انكشاف كثير من الأوراق التي تثبت تورط النظام اليمني بالعمل جنبا إلى جنب مع تنظيمات إرهابية.
ووفقاً لما نشرته أمس جريدة العرب اللندنية، فإن السعودية التي ترعى حواراً غير مباشر بين الوفد الحكومي ووفد الانتقالي الجنوبي، تضغط بقوة لوقف الشروط المسبقة التي يلوح بها الطرفان قبل الحوار، وخاصة الوفد الحكومي الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح الإخواني، ويعمل من خلاله على إعادة المواقع التي خسرها في المعارك الأخيرة ويخطط لاستمرار السيطرة على المؤسسات الحكومية فيما تسعى الرياض إلى إعادة بناء هذه المؤسسات بشكل تمثيلي أكثر عدلا للمساعدة على التفرغ لمواجهة الحوثيين.
ويقول متابعون للشأن اليمني إن دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة اليمنية وضغطها باتجاه حوار جاد ينتهي بوقف الحرب سيمثل عنصرا ضاغطا على مختلف الأطراف اليمنية سواء الحكومة اليمنية والأطراف القريبة منها، أو الحوثيين، للاستعداد لحل سياسي تكون فيه الأولوية لليمن وليس للمكاسب الشخصية أو الحزبية أو المناطقية.
وامتنعت القيادات المحسوبة على الإصلاح عن التعاطي مع الأجندة التي قدمها التحالف العربي والخاصة بإعادة بناء الشرعية، واكتفت بممارسة الضغوط والابتزاز السياسي لانسحاب المجلس الانتقالي من المعسكرات، في الوقت الذي طالب المجلس بمعالجة شاملة للملف الأمني والعسكري في سياق إعادة ترتيب البيت اليمني وفق مقاييس تقوم على مراعاة حجم كل طرف وقدراته العسكرية والسياسية ودوره في معركة التحرير.
وسعى الوفد الحكومي إلى استثمار البيان الغاضب الذي أصدرته السعودية، مساء الخميس الماضي، كردة فعل على تعطل أجواء الحوار، لكن الرياض عادت إلى تفسير ذلك البيان بشكل يعيد إلى المجلس الانتقالي الجنوبي حظوته كطرف أساسي في الحرب ضد الحوثيين وضد المجاميع المتطرفة الأخرى.
وعبر آل جابر عن تقدير السعودية لما وصفه "تضحيات وبسالة أبناء الجنوب في مواجهة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في كل الجبهات". وأكد "أنهم يمثلون مع إخوانهم في كافة القوى الوطنية اليمنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث في اليمن".
وشدد آل جابر في سلسلة تغريدات على تويتر، في أعقاب صدور البيان السعودي، على وصف جهود السعودية والإمارات بأنها "الركيزة الأساسية في إنهاء الأزمة التي حدثت في بعض المحافظات الجنوبية".
كما جددت التصريحات التفهم السعودي للمطالب الجنوبية، والتكامل بين دور السعودية والإمارات في حلحلة الملفات العالقة في معسكر مناهضة الانقلاب الحوثي.
ولفت مراقبون يمنيون إلى أن أهمية تصريحات السفير آل جابر تأتي لكونها جاءت بعد ساعات من صدور بيان رسمي سعودي، سعت بعض الأطراف لتفسيره بطريقة استفزازية، ومحاولة توظيفه في إطار التناقض والارتباك السياسي الذي طرأ على أداء الحكومة اليمنية من خلال تبني أطراف داخلها لخطاب تصالحي يؤيد حوار جدة واستمرار أطراف أخرى في التأجيج الإعلامي والسياسي والعسكري.
ووصف البيان ما شهدته محافظات جنوب اليمني في الأيام الماضية بالفتنة، وعبر عن أسف السعودية "لنشوب هذه الفتنة بين الأشقاء في اليمن"، وتأكيدها "على ضرورة الالتزام التام والفوري وغير المشروط بفض الاشتباك ووقف إطلاق النار".
ولوح البيان باستخدام القوة تجاه أي طرف يعمد إلى التصعيد العسكري "أو فتح معارك جانبية لا يستفيد منها سوى الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيا، والتنظيمات الأخرى المتمثلة في تنظيمي (داعش والقاعدة) في إشارة إلى التحشيد العسكري الذي يقوم حزب الإصلاح في مأرب وشبوة وفقا لتقارير إعلامية متواترة، والتي تزامنت مع تصريحات لمسئولين في الحكومة اليمنية عبروا فيها عن رفض حوار جدة وهددوا باجتياح عدن بالقوة".